بتاريخ 13/12/1922 وفي شارع (عصمان) بمدينة بنغازي ولدت الاذاعية القديرة السيدة حميدة محمد محمد بن عامر في منزل جدها القاضي محمد بن عامر قرب جامع بوقلاز (جامع عصمان)، وقد اختار لها جدها اسم حميدة.
تولى جدها الشيخ محمد بن عامر منصب قاضي ومفتي المدينة في عهد الفريق رشيد باشا حاكم متصرفية بنغازي، واستمر فيه حتى عام 1917، وكان منزله ملتقى للعلماء والشيوخ الذين كانوا يقصدونه للتباحث في أمور الدين أو للزيارات. وكان الناس يأتون إليه لغرض الإستماع إلى الفتاوى الشرعية، وكان الفريق رشيد باشا يحمل للشيخ محمد بن عامر كل التقدير ويزوره في بيته في الأعياد.
أما والدها الأستاذ محمد بن عامر فقد كان هو الآخر يعمل محاميا شرعيا بالمحكمة، وكان من أعيان مدينة بنغازي، وهو صاحب كتاب (ملخص الأحكام الشرعية على المعتمد من مذهب المالكية)، الصادر عن مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر عام 1938.
التحقت الطالبة الصغيرة حميدة محمد بن عامرعام 1928 بالدراسة في المدرسة الإبتدائية الإيطالية الواقعة في شارع عثمان ابحيح والخاصة بالبنات، حيث اصطحبها والدها الشيخ محمد بن عامر للمدرسة وهناك سألته المعلمة حميدة العنيزي عن عمر ابنته فأخبرها بأن عمرها ست سنوات، وتم قبولها في المدرسة.
كانت الدراسة بالمدرسة الإبتدائية مقسمة إلى فترتين صباحية ومسائية. في الصباح تشمل الدراسة اللغة العربية والقرآن الكريم والحساب ومبادئ الجغرافيا، وبعد الظهر تشمل اللغة الإيطالية إلى جانب الخياطة والتطريز. وكانت المعلمتان الليبيتان حميدة العنيزي وبديعة فليفلة هما القائمتان بمهمة تعليم الطالبات الصغيرات في المدرسة.
تحصلت الطالبة حميدة بن عامر على الشهادة الإبتدائية بعد ست سنوات من الدراسة. وتعلمت خياطة النول على يدين الحاجة خديجة بعيو، وواصلت الدراسة لمدة عامين حيث نالت الشهادة الإعدادية، وقد اهتم الأستاذ محمد بن عامر بتعليم ابنته اللغة العربية وتثقيفها وتبصيرها بأمور الدين، وكان يحفظها ما تيسر من القرآن الكريم، ويزودها بالصحف والمجلات الصادرة في ذلك الوقت والتي كان يشتريها من مكتبة بوقعيقيص الواقعة بميدان الحدادة.
وفي عام 1939 تزوجت السيدة حميدة بن عامر من السيد حسين سالم بن عامر، وقد بعث الشاعر أحمد رفيق من جيحون بتركيا قصيدة بهذه المناسبة إلى صديقه المحامي محمد بن عامريهنئه فيها بعقد قران إبن أخيه على كريمته الكبرى ويقول فيها:
فرح وفوز بالمنى ونجاح .. يا آل عامر دامت الأفراح
دام السرور لكم ودام لبيتكم .. مجد يردد ذكره المداح
مجد دعائمه التقى وعماده .. كرم وعلم واسع وصلاح
رفع ابن عامر سمكه وأتمه .. خلف نجيب للعلا طماح
"وهي منشورة كاملة في ديوان الشاعر أحمد رفيق تحت عنوان (تهنئة)".
في عام 1954 تأسست جمعية النهضة النسائية بمدينة بنغازي برئاسة السيدة حميدة العنيزي صاحبة الفكرة والمبادرة، وقد ساهمت مجموعة من السيدات في تأسيس هذه الجمعية مع السيدة حميدة العنيزي، وكانت السيدة حميدة محمد بن عامر من العضوات المؤسسات لهذه الجمعية واللائي بدأن مسيرة الجمعية خطوة بخطوة وكن يمتلكن العزيمة ويعملن بإخلاص ومثابرة حتى تمكنت الجمعية بفضلهن من النهوض. والإستمرار في أداء المهام الخيرية التي عادت بالنفع على المجتمع، وساهمت في النهوض به.
وقد ساهمت السيدة حميدة محمد بن عامر في كافة الأعمال التطوعية التي كانت تقوم بها عضوات الجمعية من جمع التبرعات للأسر الفقيرة وخياطة الملابس لأطفال دار الرعاية ونزلاء الملجأ الإسلامي (كان يقع في منطقة البركة وقد أسسه السيد عمر كانون مع أعضاء اللجنة الخيرية). وإعداد الوجبات الغذائية لهم وزيارتهم في الأعياد من أجل تقديم الهدايا لهم والرفع من روحهم المعنوية.
وفي عام 1954 اتصلت الإذاعة المحلية بالسيدة حميدة العنيزي رئيسة جمعية النهضة النسائية وأبلغتها عن رغبتها في تقديم برنامج ركن المرأة، وطلبت منها ترشيح من تراها مناسبة لتقديم البرنامج، واشترطت الإذاعة أن تكون المذيعة من بنات العائلات المرموقة في المدينة، وأن تتمتع بثقافة عالية وشجاعة أدبية.
اقترحت السيدة حميدة العنيزي رئيسة الجمعية على زميلتها السيدة حميدة بن عامر أن تقوم بتقديم برنامج ركن المرأة عبر الإذاعة المسموعة، بحيث تخاطب عبر هذا البرنامج المرأة في بيتها، ولم يكن من السهل القيام بهذه المهمة في ذلك الوقت، فترددت السيدة حميدة بن عامر في بداية الأمر، وكانت تخشى من عدم موافقة والدها على ذلك. أما بالنسبة لزوجها فلم يكن يمانع، وقد أبدت السيدة حميدة استعدادها للذهاب إلى الأستاذ محمد بن عامر وإقناعه بالموافقة.
عرضت السيدة حميدة بن عامر على والدها أمر البرنامج الإذاعي ركن المرأة فوافق على الفور وشرعت في إعداد وتقديم البرنامج الذي كانت تقوم بتسجيل حلقاته في المنزل، وقد كان مهندس الإرسال محمد علي التاجوري يصل إلى بيت عائلة بن عامر في منطقة البركة ومعه آلة التسجيل ليسجل الحلقة بصوت الإذاعية الأولى حميدة بن عامر.
واستمر البرنامج يذاع أسبوعيا، والتحقت بعد ذلك السيدة خديجة الجهمي بالإذاعة وكانت مذيعة ربط وقدمت العديد من البرامج، وكانت تربطها علاقة صداقة بالإذاعية حميدة بن عامر، وقد ذكرت الأخيرة بأنها كانت في زيارة آخر مرة لصديقتها خديجة الجهمي في مدينة طرابلس في اليوم الذي سبق وفاتها.
بعد حوالي عامين من مسيرة البرنامج بدأت الإذاعية حميدة بن عامر في تسجيل حلقاته بمقر الإذاعة في منطقة البركة، واستمرت إلى أن تم افتتاح الإذاعة المسموعة الليبية في منطقة رأس عبيدة.
تعاون الكثيرون من الكتاب والمثقفين والطلاب مع الإذاعية حميدة بن عامر في إعداد مادة البرنامج، وكان من ضمن المتعاونين معها الكاتب والأديب طالب محمد الرويعي، والأستاذ فرج الشويهدي، والأستاذ جبريل الحاسي، وكان الشاعر فتحي المرشتي يزود البرنامج بقصائده الشعبية حول المرأة، كما كانت بعض الطالبات يساهمن بكتاباتهن في البرنامج ومنهن الطالبة فتحية مازق والطالبة هنية الكاديكي.
شاعرة وصحفية ومذيعة ذائعة الصيت وتعتبر من أهم الأسماء النسائية في تاريخ الاعلام الليبي، وقد اشتهرت بلقب بنت الوطن وهو اللقب الذي اختارته لنفسها ليوضع على كل الاغاني التى كتبتها ومن اشهرها “والجوبة بعيدة” التي لحنها الراحل محمد مرشان .
خديجة عبدالله الجهمي مواليد سوق الحشيش بنغازي في 15 مارس 1921 حاصلة على عدد من الأوسمة من أبرز الاحداث في حياتها عندما كتبت رسالة بالإيطالية وهي طفلة صغيرة وأرسلتها إلى زعيم إيطاليا بيبيتو موسيليني وجاء فيها ( أنا معجبة بك كونك تريد أن توحد بلادك، لكن احتلالك لبلادي غير صحيح، ولا بد أن تفكر كثيرا كي تترك ليبيا لأهلها وتخرج منها، وإلا سيأتي يوم سيكون جحيما على إيطاليا) وفور ارسالها الرسالة تعرض والدها الى تحقيق من السلطات الإيطالية في ليبيا.
خديجة الجهمي ثاني صوت نسائي ليبي يخرج عبر الاذاعة ( 1956 ) بعد الرائدة جميدة العنيزي وهي مؤسسة مجلة المرأة 1964 وهي اول مجلة نسائية ليبية ومجلة الاطفال “الامل” وهي أول مجلة أطفال ليبية.
ومن اهم اعمالها مساهمتها الكبير في تأسيس اول اتحاد نسائي ليبى وتولت رئاسته عام 1972.
وثقت ابرز محطاتها في مسلسل مسموع كتبه خميس مبارك ومثلته سعاد خليل وفتحي بدر ، ورصدت تفاصيل من حياتها الثرية بالنشاط والابداع في المؤلفات التالية كتاب بنت الوطن (اعداد عزيزة الشيباني وكتاب خديجة الجهمي نصف قرن من الابداع (اعداد حميدة بن عامر) وكتاب أنا خديجة الجهمي (اعداد أسماء الأسطى) كما كتب عنها الشاعر فرج العربي ملفا طويلا في مجلة الثقافة العربية.
توفيت في 11 اغسطس عام 1996 بعد مسيرة طويلة حافلة بالانجازات التاريخية المهمة.
أديب وكاتب من مواليد بنغازي 1937 ويعتبر أشهر وألمع الأسماء الليبية في مجال المقال الصحفي حيث طرح وناقش عديد الموضوعات الاجتماعية والسياسية بجرأة وقدم تحليلات تعتبر الأهم في فهم التركيبة الليبية والعربية. درس في بنغازي وتخرج من كلية الآداب والتربية قسم اللغة العربية عام 1961 ثم عين معيداً في كلية الآداب.
أعدَ أطروحة الدكتوراه في الأديان المقارنة بإشراف الكاتبة المصرية الدكتورة عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) بجامعة القاهرة، وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز.ثم تابع دراسته في جامعة اريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.
يجيد، إلى جانب اللغة العربية، الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية المنقرضة.
بدأت شهرته مع صحيفة الحقيقة عام 1966.
نشر سنة 1967 مجموعة دراسات منها (الذي يأتي والذي لا يأتي) و(الزمن في القرآن ).
وفي عام 1969 نشر دراسة (العودة المحزنة للبحر)، وعددا من قصص الأطفال، وأهداها إلى طفله كريم، ونشر عام 1970 رواية (من مكة إلي هنا)، وفي 1973 صدر له كتاب ( فرسان بلا معركة ) و(تحية طيبة وبعد).
انتقل في عام 1974 للاقامة في بيروت وكتب في صحيفة الأسبوع العربي ، وأشرف على إصدار موسوعات (عالمنا -صحراؤنا -أطفالنا – وطننا – عالمنا)، وأصدر أول رواياته (القرود).
عام 1976 انتقل للإقامة في جينيف وأسس فيها دار التراث، ثم دار المختار.
صدرت بفكرته واشرافة موسوعة بهجة المعرفة وهي أول موسوعة معرفية شاملة باللغة العربية صدرت عن الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان سنة 1980 ثم أصدر موسوعة تاريخنا.
عام 1968 صدرت له رواية (الحيوانات)، وفي 1987 صدر له كتاب (صوت الناس)، وعام 1988 بدأ الكتابة في الناقد و منذ صدور الأعداد الأول منها في لندن. استمر بالكتابة بها إلي أن وافته المنية في عام 1994.
صدر له كتاب (محنة ثقافة مزورة) عن دار نجيب الريس في لبنان عام 1991 ساهم في الكتابة في مجلة (لا) الليبية، كما صدر له كتاب الاسلام في الاسر عن دار نجيب الريس بلبنان، وفي نفس الدار صدر له كتاب إسلام ضد الإسلام وفي عام 2001 صدر عن دار تالة الليبية كتاب (طرق مغطاة بالثلج).
توفي الصادق النيهوم بمدينة جينيف السويسرية عام 1994.
شاعر ليبي من اهم وابرز الشعراء الذين كتبوا الشعر بالعامية والفصحى،. ولد في مدينة بنغازي عام 1936 وبها تلقى تعليمه حتى المرحلة الثانوية، عمل مدرسا بمدينة بنغازي مند عام 1953، نظم القصيدة الفصحى بنوعيها العمودي و الحر في مطلع حياته الادبية ثم اتجه الى كتابة الاغنية الليبية وجدد من كلماتها. عمل في الصحافة والاذاعة.كتب وأعد وقدم العديد من البرامج التي تهتم بالأدب و الشعر الشعبي خصوصا. كان عضوا بالكثير من اللجان الفنية و الثقافية و المتصلة التراث الشعبي. شارك في الكثير من المهرجانات و المؤتمرات و الندوات المتعلقة بالفن والتراث الشعبي.
من مؤلفاته كتاب نصوص من الأمثال الشعبية وكتاب مقاعد اصحاب الصوب و كتاب نصوص من الالغاز الشعبية و كتاب أغنيات من بلادي وهو دراسات في الاغنية الشعبية وله العديد من الاغاني اشهرها طيرين في عش الوفاء و كيف نوصفك للناس وانت غالي والتى تغنى بها الراحل محمد صدقي.
توفي بتاريخ 7-7-1988 .
مفتي الديار الليبية الشيخ عبدالرحمن القلهود فترة الستينات
١٠ نوفمبر ٢٠١٢، الساعة ٣:٥٤ ص
ولد بطرابلس بالمدينة القديمة (حومة غريان – قوس البسطي) سنة 1911 ميلادي وتوفي سنة 197
تتلمذ ودرس علوم الفقه والبلاغة والنحو وعلوم الشريعة على أساتذته الشيخ إبراهيم باكير والشيخ عثمان القاجيجي والشيخ عبد الرحمن البوصيري والشيخ علي النجار والشيخ أحمد البكباك والشيخ علي الغرياني والشيخ شقرون والشيخ مختار الشكشوكي والشيخ أبو بكر بلطيف .
كان امام وخطيب لجامع احمد باشا القرمالي سوق المشير كان خطيبا مفوهاً يدرس الوعظ والإرشاد .
تولى مشيخة معهد ( أحمد باشا ) الديني 1952 ودرس لطلبته الجوهر المكنون في البلاغة ورسالة الدردير في البيان و السمرقندية في البيان أيضا وقطر الندى في النحو.
كان في الفترة 1947 عضواً بالجبهة الوطنية المتحدة والتي تألفت مع هيئة تحرير ليبيا بزعامة بشير السعداوي وتكون المؤتمر الوطني العام وكان عضواً فيه مع الحاج محمد الكريكشي والهادي المشرقي ومصطفي السراج ومصطفي ميزان ومحمد الزقعار وعون سوف وصالح عمار النائلي وعلي المصراتي والفتحلي والسائح فلفل ومحمود المنتصر وعلي صدقي عبد القادر وعبد الرحمن دقدق والشيخ محمد الهنقاري وعبد الله شرف الدين والقاعدة الشعبية الكبيرة من الجماهير بولاية طرابلس .
دُفع به من المؤتمر العام لخوض الإنتخابات الأولى بتزكية من الزعيم بشير السعداوي فكان برلمانيا من الطراز الاول ويشهد بذلك مظابط مجلس النواب .
تولي وزارة العدل في الحكومة الثانية لمحمد الساقزلي 11 أبريل 1954 وكذلك في حكومة مصطفى بن حليم من بعده .
وتولى وزير للدولة في حكومة عبد المجيد كعبار 29 سبتمبر 1960
ووزير للعدل في حكومة عثمان الصيد 19 مارس 1963
ووزير للعدل في حكومة محمود المنتصر 26 مارس 1964
كذلك تولي وزير للتربية والتعليم (المعارف)
تولي دار الإفتاء اي مفتي الديار الليبية في أواخر 1964
كان عضوا دائماً بمجمع البحوث الاسلامية بالأزهر وكانت له بحوث عديدة في الربا – والتلفيق بين المذاهب – والهدي وطرق انتفاع الفقراء بلحمه في الحج والعمرة في السعودية .
شارك في المؤتمر الإسلامي بلاهور في باكستان والمؤتمر الإسلامي بجدة في السعودية وشارك في المؤتمر الاسلامي في كوالا لمبور بماليزيا .
وهو من أهالي مدينة طرابلس الغرب ومن مشائخها المعروفين ، ولد بمنطقة جنزور عام1911م. بحي ابي رحاب ، وقد أصيب بالعمى إثر مرضه بالجدري ، تلقى بداية تعليمه بكتّاب زاوية أبي رحاب ، ثم واصل تعليمه بزاوية سيدي عمورة بجنزور عام 1933م. ، وقد أخذ بها علومه الدينية من نحو وفقه وعيره ، وفي عام 1934م. النتق الى مدينة طرابلس والتحق بمدرسة مصطفى الكاتب وعثمان باشا وكلية احمد باشا الدينية لمواصلة تعليمه بها ، وقد بادر منذ تخرجه من هذه المدارس بإلقاء الدروس الدينية في التفسير والحديث والفقه والفرائض والنحو وعلم المواريث عبر حلقات الدروس التي كان يلقيها في كل من جامع الناقة وجامع الخروبة وجامع درغوت باشا ، ولكنه في آخر حياته لازم مدرسة عثمان باشا ، كما يلتقي فيه مع طلبته الذين يدرسون على يديه العلوم الدينية.
توفى رحمه الله تعالى بمدينة طرابلس الغرب عام 1986م. ودفن بمقبرة سيدي الزغواني بجنزور
هو أحد علماء ووجهاء طرابلس (من سكان سوق الجمعة)، كان فقيهاً دينياً صوفياً،
مفتي طرابلس بين عامي 1945 - 1951. وانتخب رئيس الجمعية الوطنية الليبية في 1951. وكان أحد الموقعين على دستور ليبيا الذي خرج للنور في الإستقلال سنة 1951 عند الاستقلال أبقاه الملك إدريس السنوسي مفتي للمملكة الليبية إلى أن توفي بمنطقة سكناه
هو عُمر بن مختار بن عُمر المنفي المُلقَّب ب(أسد الصّحراء)، وُلِد في البطنان بالجبل الأخضر في بُرقة عام 1275 للهجرة، وهو من بيت فرحات من قبيلة منفة، وقد عاش عُمر المُختار يتيماً؛ حيث مات والده عندما كان المُختار صغيراً، وقد تولَّى رعاية عمر، وأخوه محمد صديق والدهم الشّيخ (حسين الغرياني) وأدخلهم مدرسة في الزاوية للقرآن الكريم، ثمّ أرسل عُمر إلى المعهد الجغبوبي، وكان يتمتَّع بالنبوغ مُنذ صباه؛ لذلك فقد اهتمّ به شُيوخه في المعهد، ومن بينهم العلّامة (فالح بن محمد الظاهريّ)، والسّيد (الزروالي المغربيّ).[١]
اشتهر عُمر المُختار بجدِّيته، وحَزْمه، وصَبْره، بالإضافة إلى استقامته، وهذا ما لَفَت أنظار زملائه، وأساتذته إليه، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الصفات جعلته يمضي قُدماً في العِلم، والمعرفة؛ فأصبح المُختار على دِراية بشؤون البيئة المُحيطة به، والأحداث القبليّة، وكذلك كان على عِلم بالأنساب، والروابط التي تربط فيما بين القبائل، و بدراسته أصبح المُختار ذا خِبرة بمسالك الصحراء، وطرقها، كما أنَّه كان على دِراية بأنواع النباتات في بُرقة، وخصائصها، وكذلك كان عارفاً بأمراض الماشية، وطريقة عِلاجها.[١]
جهاده:-
في عام 1911م اندلعت الحرب بين ليبيا، وإيطاليا، وكان المُختار في واحة جالو في ذلك الوقت، وما أن سَمِع عن اندلاع الحرب إلّا وعاد مُسرِعاً نحو زاوية القُصور؛ لتجنيد من هو أهلٌ للجهاد ضِدَّ المُحتلّ الإيطاليّ، وما أن أَعلن عُمر أمر التجنيد حتى التفَّ حوله أكثر من ألف مُجاهِد، وتحرَّك عُمر وجنوده نحو مُعسكَر المُجاهدين الذين كانوا في انتظاره فرحين، وقد دارت مَعارِك مع العدوّ في الليل، والنهار، وكانت غَنائِم المُجاهدين كثيرة جدّاً.[٢]
اعتمد المُختار في جهاده على الكرّ، والفرّ، وكانت حربه ضِدَّ العدوّ حرب عصابات؛ فهم لا يمتلكون عتاداً يُماثِل عتاد العدوّ، ولم يكونوا جيشاً نظاميّاً، وقد كان المُختار يعتمد طريقة صحابة النبيّ -عليه السلام- في تقسيم الجيوش؛ حيث كانوا يُقسِّمون الجيش إلى مجموعات بناءاً على انتماءاتهم القبليّة، أمّا طريقة تعامُل المُختار مع الجُنود فقد كانت مُشابِهة للنظام العسكريّ العُثمانيّ؛ حيث كانت جُنوده مُقسَّمة إلى رُتَب، كالقائمقام، والكوماندان، اليوزباشي، وكان عُمر المُختار يُرقِّي جُنوده بناءاً على جهودهم، وبطولاتهم في أرض المَعركة، وقد جعل المُختار لجنوده مجلساً أعلى برئاسته، ولهذا المجلس مهمّة استشاريّة لحلِّ المشاكل في الحالات الطارئة.[١]
اعتقاله واستشهاده:-
استمرَّ شيخ المجاهدين عُمر المُختار في قِتاله ضِدَّ العدوّ الإيطاليّ في الجبل الأخضر رغم كلّ الصعوبات التي اعترضته، ورجاله، وقد اعتاد عُمر المُختار في كلّ سنة على نَقْل إقامته من مركز إلى آخر؛ لتفقُّد أحوال المُجاهدين، وكان في أثناء ذهابه يعدُّ العدَّة تحسُّباً لأيّ أمر طارئ؛ فقد كان يذهب ومعه حِراسة كافية؛ خوفاً من مباغتة العدوّ لهم، وفي آخر مرَّة انتقل فيها المُختار أخذ معه أربعين حارِساً فقط، وهو عدد أقلّ ممّا كان يأخذه عندما ينتقل من مركز إلى آخر، وفي طريقه مرَّ وجُنوده بوادي (الجُريب)، وهو وادٍ ذو غابات كثيرة، ومسالكه صعبة، فأمر المُختار بالإقامة فيه ليلتَين، إلّا أنَّه لانتشار المُخبرين، وتربُّصهم بعُمر المُختار فقد علِموا مكانه، وأرسلوا للعدوُّ؛ حيث طُوِّق المكان بشكلٍ كامل.[٢]
كان لا بُدّ من مُجابَهة العدوّ وجهاً لوجه، وهذا ما فعله المُختار؛ حيث دارت معركة حامية في الوادي، واستطاع المُجاهدون قتل عدد كبير من جيش العدوّ الإيطاليّ، وقد استُشهِد العديد من المُجاهدين، وأُصيب المُختار في يده، أمّا فرسَه فقد أُصيب بضربة قتلته، ووقع، وعَلِقت يد المُختار تحت الفرس؛ فلم يستطع إخراجها، وحاول المُجاهدون مُساعدة المُختار إلاّ أنَّ رصاص العدوّ كان لهم بالمرصاد، واستطاع العدوّ اعتقال شيخ المجاهدين عُمر المُختار، ولم يكونوا على دِراية بشخصيّته، إلّا أنَّ أحد الخَونة قد عرفه، وبشكلٍ سريع أُرسِل المُختار إلى ميناء سوسة، وهو مُحاط بعدد كبير من الجُنود، وأُخذَت كافّة التدابير؛ لحراسة كافّة الطرق التي تُؤدّي إلى سوسة، ثمّ نُقِل المُختار إلى بنغازي.[٢]
أُصدِر حُكم بإعدام شيخ المجاهدين عُمر المُختار، وأن يُنفَّذ الحُكم في بلدة سلوق في بنغازي، وذلك في يوم الأربعاء السادس عشر من سبتمبر من عام 1931م، وأُحضِر أسد الجبل الأخضر في الصباح لتنفيذ حُكم الإعدام،[٢] وكان مُكبَّل الأيدي مُبتسِماً، ومُقتنِعاً بقدر الله، وقضائه، وقيل إنَّه كان يُؤذِّن آذان الصلاة، وهو على منصَّة الإعدام، وقيل أيضاً إنَّه كان يتلو الآية الكريمة: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةَ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)،[٣]
شهادات في حقِّ عُمر
لقد كان لعُمر المُختار نصيبٌ وافرٌ من ثناء أصدقائه، وبعض أعدائه الذين أُعجبوا بشخصيّته، ومقدرته على الصمود، والجهاد وهو في عُمر كبير؛ حيث كان قد قارب السبعين سنة من عُمره، ومن هذه الشهادات التي أثنى فيها كلُّ من قابل المُختار ما يأتي:[١]
سياسي ليبي برز في النصف الأول من القرن العشرين، كان له دور في محاولات ليبيا الحصول على استقلالها سنة 1951م.[1] أسّس حزب المؤتمر الوطني، بعد الاستقلال نفته الحكومة الليبية. عمل مستشارا للملك عبد العزيز بن سعود مؤسس العربية السعودية.
ولد في مدينة الخمس شرقي طرابلس سنة 1884 ويرجع أصله إلى قبيلة زمورة المصراتية، وهو الشقيق الأصغر للمجاهد الليبي نوري السعداوي (انظر قائمة قبائل وأحياء مصراتة). تحصل على تعليمه الأولي في الكتّاب، عين كاتباً أولاً لمجلس الإدارة بالخمس سنة 1908م ثم عام 1909م عين مديراً للتحريرات بمدينة طرابلس، وبعدها قائم مقام بساحل الأحمد.
سافر إلى لبنان حيث عُيّن سنة 1918 م قائم مقام في قضاء جزين، وكان أول قائم مقام مسلم يعين بها.
في أوائل سبتمبر 1920 م عاد إلى طرابلس حيث حضر في شهر أكتوبر مؤتمر غريان الذي شكلت فيه حكومة وطنية سميت هيئة الإصلاح المركزية وانتخب عضواً فيها وظل يحتل مكانة مرموقة فيها بما أبداه من سدادة الرأي، والتوفيق بين رؤوساء القبائل وجمع كلماتهم ضد الغزو الإيطالي. في سنة 1923م سافر إلى مصر ومنها إلى بيروت سنة 1924م فدمشق حيث استأنف نشاطه السياسي للفت الأنظار إلى قضية الشعب الليبي. شكل اللجنة التنفيدية للجاليات الطرابلسية والبرقاوية عام 1928م بدمشق.
سنة 1937 م عين مستشاراً للملك عبد العزيز آل سعود. في عام 1946 عندما كان السعداوي برفقة الملك سعود أثناء زيارته للقاهرة استأذنه في الاستقالة لكي يقوم بالعمل على "تجميع القوى الوطنية الليبية تحت أهداف وراية واحدة". وشرع السعداوي في الاتصال بالزعماء الطرابلسيين والبرقاويين مبيّنا لهم ضرورة التخلي عن الخلافات الإقليمية والمحلية في سبيل المصلحة الوطنية العليا مبينا" لهم أنه إذا لم يعترف الليبيون في طرابلس وبرقة بالزعامة السنوسية فإن ليبيا لن يتاح لها أن تعود إلى الوجود دولة واحدة.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية ترأس هيئة تحرير ليبيا بمعرفة الجامعة العربية.
وعاد إلى طرابلس سنة 1948 م حيث أسس المؤتمر الوطني يوم 1-3-1948م، واتخذ من نادي الاتحاد مكتباً، ومقراً له وباشر منه جميع المهام الوطنية آنذاك حيث كان يحرض على الاستقلال, ومنع التقسيم, كما قاد مظاهرات في سفرياته إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة، ودعى الأحزاب الليبية السياسية إلى الاتفاق على أساس صيغة "ليبيا مستقلة تحت إمارة سنوسية". وفي هذه الفترة بدأت تظهر بوادر مشروعبيفن _ اسفورزا لتقسيم ليبيا ووضعها تحت الوصاية الأجنبية، ولكن جهود الليبيين في الخارج أثمرت نتائجها في إسقاط هذا المشروع، حيث صرحت الحكومة البريطانية في اجتماع لمجلس العموم البريطاني: "أن بريطانيا تؤكد للطرابلسيين أنها لم تعد ترى أنها مرتبطة بأي من المقترحات الواردة في مخطط بيفن _ اسفورزا".
تم إبعاده ونفيه من قبل حكومة المملكة الليبية المتحدة سنة 1952. وظل السعداوي في المنفى حتى توفي بتاريخ 17 يناير 1957 بمدينة بيروت.
الشيشباني هو أحد شخصيات التراثية القديمة في كل مدن ليبيا تقريباً و في مدينة طرابلس فهو يجيد الرقص والحركات الرشيقة المتناغمة. يقوم هذا الراقص بلف جسمه كاملا بألياف شجرة النخيل المتكاثرة بمدينة طرابلس، ويتم تزيينه بالقواقع البحرية والبرية والعقود المعدنية والورقية والنباتية مثبتة بخيوط تجعلها تتدلى، كما يرتدي عمامة وقناعا من الألياف نفسها .
وينطلق الشيشباني تصاحب رقصاته أنغام وإيقاعات الطبلة ، رفقة مجموعة من الأطفال متجهين من منزل لآخر، ومحتفلين بيوم عاشوراء وهم يرددون :-
شيشباني ياباني ** هادا حال الشيباني
هادا حاله وأحواله ** ربي يقوي مزاله
شيشباني فوق حصان ** دبر يامولى الدكان
شيشباني فوق جمل ** دبر يامولى المحل
فيتجه المشاهدون من أمام أبواب منازلهم إلى الداخل لجلب بعض النقود، أو الحمص أو الفول, اللذين يعدان رمزين من رموز الاحتفال بيوم عاشوراء.
وعندما يحس الشيشباني بدخول صاحبة البيت لجلب بعض الهدايا، يصيح ...
قائلا: «مشت تجيب أعطيها الصحة».
أما إذا لم تخرج صاحبة البيت و لم تقدم العطايا .. فإنه يصيح قائلا: (( مشت تجيب كلاها الذيب ))
ذكريات بقت في ذاكرة الأيام الجميلة الا انها كانت تمنح وتنشر الفرح و السعادة لكــل القلوب بــأبسط الاشياء
مهنة ساهر الليل :-
مهنة شعبية تعتمد على الكلمات والأناشيد والطقوس الخاصة البسيطة، وشخصية “ساهر الليل” أقرب إلى الفنان الذي يؤدى دور البطولة على خشبة المسرح، مدة ظهوره هي 30 يوما فقط في ليل رمضان، أما أدواته فهي الطبلة والعصا وصوت جهوري ينادي ويتغنى ساهر الليل، ويأتي بطبلته وينادى :”تسحروا يا صائمين”، وكان الناس يعطونه بعضا من الملابس والأكل وبعضا من الدنانير.
وشهر رمضان ملئ بالكثير من العادات والتقاليد والمناسبات، ولكن ساهر الليل يبقى أهم شخصيات هذا الشهر الفضيل، فهو الشخص الذى يطوف الأحياء قبيل أذان الفجر وهو يردد عبارات مثل “اصحى يا نايم..وحّد الدائم، أو “السحور يا عباد الله” و”يا نائم اذكر الله…يا نائم وحّد الله” ، كما يردد أحيانا المدح النبوى، ولطبلته المعلقة بواسطة حبل فى رقبته والمتدلية على صدره صوت مميز يدركها الإنسان عن بعد لأن العصا المستخدمة هى خاصة بها أيضا، وعادة ما يتوارث أولاده مهنته عنه.
وكان للمسحر ثلاث جولات، إحداها يومية تشمل كل حى لإيقاظ الناس وقت السحور، والثانية تشمل الأطباق لوضع ما تجود به العائلات من أطعمة، ويضطر لوضعها مع بعضها فى طبق واحد أحيانا، لذلك يتردد على ألسنة الناس المثل الشعبى الذى يقول (مثل أكلات المسحر) لمن يضع فى طبقه عدة أنواع من الطعام دفعة واحدة، وأصبح الناس اليوم يعطونه المال بدل الطعام، فهو الأفضل، أما الجولة الثالثة للمسحر فكانت أيام العيد لجمع “العيديات” من الناس، وترافقه فى هذه الجولات طبلته التى هى بمثابة هويته الخاصة تطورت مظاهر المهنة وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة .
ظهور تاريخ ساهر الليل :-
حرص المسلمون على طعام السحور منذ القدم، وذلك تمسكا بالحديث النبوى الشريف: “تسحروا فإن فى السحور بركة”، رواه البخاري ومسلم .
ومنذ ذلك الوقت تعددت الطرق والأساليب لإيقاظ النائمين على السحور، وفى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الناس يعرفون وقت السحور بآذان بلال، ويعرفون المنع بآذان ابن أم مكتوم، وعلى مر العصور ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأ المسلمون يتفننون فى أساليب التسحير وظهرت وظيفة ساهر الليل فى الدولة الإسلامية فى العصر العباسى، ويعتبر والى مصر إسحاق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلا فى رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام السحور عام (238هـ).
وفى العصر الفاطمى أمر الحاكم بأمر الله الفاطمى الناس أن يناموا مبكرا بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، وبعد ذلك عين أولو الأمر رجلا للقيام بمهمة ساهر الليل والذى كانت مهمته المناداة “يا أهل الله قوموا تسحروا”، وكان يدق أبواب المنازل بعصا يحملها، وفى عصر المماليك ظهر “ابن نقطة” شيخ طائفة ساهر الليل وسهر الليل الخاص بالسلطان الناصر محمد، وهو مخترع فن “القوما” وهى من أشكال التسابيح ، ثم انتشرت بعد ذلك مهنة ساهر الليل بالطبلة التي كان يُدق عليها دقات منتظمة بدلا من استخدام العصا، هذه الطبلة كانت تسمى “بازة” وهي صغيرة الحجم يدق عليها ساهر الليل دقات منتظمة
جميع الحقوق محفوظة لصالح جهاز ادارة المدن التاريخية ©2019