بسم الله وحده وبعد هدوء ما قبل العاصفة في يوم العاشر من سبتمبر يوم الأحد تحديدا
استيقظت فجرا كما أحب دائماَ صليت وقرأت أذكاري ووردي، لنقُل ان هذا اليوم حاز الترتيب الأول في كونه مُرتبا عن سائر أيام هذا العام
قُمت بالرياضة ٣٠ دقيقة سعادة ونشاط مع أنغام أنشودة (ماضٍ كالسيف) ثم أعددت الشوفان وأخذت ساعة من دراسة محاضرة نساء و ولادة التي تغيبنا عليها يوم السبت نتيجة إعلانات سابقة على إعصار شديد قادم، الذي لم يأبه لأمره أحد ثم حان موعد صلاة الضحى، قمت وصليت ثم خرجت لإعدادات المنزل من تنظيف وترتيب وتنسيق مع روح مبتهجة سعيدة بإنجازات يومها اللطيف. قلبٌ مليئ بالحَمْد والشُّكر على نِعمة الإيواء والمنزل والأهل ثم جاءت الرابعة عصرا ، وبعد صلاة العصر جلست أنا والعائلة باحتساء فنجان قهوة مع أصوات الضحكات والمزاح اللطيف وبعد المغرب قمت أنا وصديقتي على التليقرام بتكرار ما تيسر من سورة يونس ساعة كاملة
الانترنت بدأ يضعف تدريجيا بسبب الأمطار الغزيرة الغير معتاد في الأمر أنها أمطار غزيرة في شهر سبتمبرولكن اعتدنا على صوتها وأنا التي أحب المطر وأحب أن اتبلل بقطراته لكن هذه المرة لم أرد رؤيته أبدا ولم أخرج لتمسني قطرة واحدة منه. كنت أشعر أنه ثمة شئ غريب سيحدث
صليت العشاء وقلت في نفسي أنام ثم استيقظ الرابعة فجرا لقيام الليل
كتبت قبل نومي إنجازات اليوم ثم وضعت مذكرتي جانبا ، قرأت أذكاري ونمت!
ساعتين وصوت المطر يعلوا
الرياح أصبحت شديدة شديدة لا كلام يصفها!
الرعد والبرق في تزايد
استيقظت بقلب مرتجف ،قلت يا ويحي نفسي تنام وآيات الله أراها عيانا حولي!
توضئت طرحت السجادة أتيت بمصحفي
ساعة قُضيت بين صلاة واستغفار وتلاوة القرآن
كنت قد تلوت آيات سورة الأحقاق{وأذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} وأتأمل كيف الله عذبهم بالرياح والأمطار { قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
ثم آتي على كلمة{تُدمّرُ} وأنادي أتراك يا ربّ تدمرنا؟!
أترانا نرى ما رأى قوم عاد{ فَأصْبَحُوا لا تَرى إلّا مَساكِنَهم كَذَلِكَ نَجْزِي القَوْمَ المُجْرِمِينَ﴾
أترانا نحنُ مُجرمين ؟!
أصوات الرياح تزداد ...تحولت من رياح عادِيّة إلى رياح عاتية شديدة الهبوب!
بدأ الماء يدخل للمنزل بالتدريج!
يذهب اخي بعد كل ١٠د يطمئن على سيارته أنها لم تغرق لأنها أغلى ما يملك ففيها ماله وممتلكاته!
أمي تطمئن على السجاد بأنه لم يتبلل!
أختي رأت الحل ان تذهب لتنام في الطابق السفلي بعيدة عن ضجيج العائلة وصوت المطر!
أنا على السجادة اتضرع وأبكي إن كان بلاء فيا رب خفف وإن كان مجرد مطر فيا رب أنزل السكينة والطمأنينة على قلبي لأني أعاني حينها من ضربات قلب شديدة زادت تخوفي؟!
خرجت من غرفتي بالصدفة أراد أخي النزول ليطمئن على سيارته للمرة العاشرة بالصدفة يفتح وميض الضوء تجاه باب المنزل!
وهنا كانت الصدمة ؟!
الماء يتدفق بغزارة داخل المنزل؟!
وأختي نائمة في الطابق السفلي!!
ذهب أخي مسرعا ليوقظها ..صرخات أمي تعلو بإسمها!
سمِعت أختي صراخنا أرادت الخروج من باب الشقة السفلية وإذا بباب المنزل ينقلع من مكانه ويأتينا سيل من الماء ، من رحمة ربي أن انقلاع الباب لم يأتي بصورة مستقيمة وإلا ماتت أختي حينها
أرسل أخي يده كي تتشبث أختي بيده بسرعة..
في لمح البصر الماء وصل للطابق الثاني
ذهبنا مسرعين للطابق الثالث ثم خرجنا لسطح المنزل!
الماء يعلو والأمطار تتزايد
صعِدنا لأعلى قُبه المنزل بجوار تنك(خزان) الماء
السماء فوقنا مباشرة وسيول الماء تعلوا تحتنا
المنزل احتمالية ٥٠% ينهدم لوقوعه في بيئة تربية رطبة جدا
صراخنا يعلوا
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الرجال كالنساء ..الكل يبكي وبشدة
الموت أمامنا لا محاله!
حينها لم أفكر في خِزانة ملابسي ولا نوع الطعام المفضل لدي!
لم آبه بإكسسواراتي المفضلة!
ولا فلانة لماذا لم تتصل بي،
ولا حتى هاتفي!
كنت فقط أتذكر أعمالي بماذا سألاقي ربي ؟!
ماذا أعددت لهذه اللحظة؟!
هل ربي راضٍ عنّي؟!
ماذا كان حجابي؟!
هل كان كما يُحبّ الله؟!
لم أمنح في حياتي للقرآن وقتا كثيرا
هل سأموت شهيدة ويتقبلتي ربي من الشهداء؟!
أم غير ذلك؟!
أردد آيات قصة نوح عليه السلام{ وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم○وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين○قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
ومن كان منزله من طابق واحد انجرف تحت السيل وكان من المغرقين!
رأيت أهوال كأنها أهوال يوم القيامة
و"لَيوم القيامة أشد وأبقى!"
في تلك الساعة الجميع يلفظ كلمة التوحيد
الجميع يستغفر ويتوب من شدة ما رأى؟!
لم اهتم بأبي ولا أمي ولا أخوتي ..
نفسي الوحيدة كانت شغلي الشاغل!
{يوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه،
لكل امرئٍ منهم يومئذ شأن يُغنيه}
وأنا لي شأن يغنيني عن غيري
فإما جنة أو نار لا ثالث لهما!
ثلاث ساعات قضيناها تحت هذا الرعب
يعجز اللسان عن وصف مافيها من خوف ورجاء
أصبحت اصواتنا تعلوا وتنادي
{يا أرض ابلعي مآءك ويا سمآء أقلعي}
{يا أرض ابلعي مآءك ويا سمآء أقلعي}
{يا أرض ابلعي مآءك ويا سمآء أقلعي}
وكلنا بين ساجد ومتضرع يناجي ربه
{يا أرض ابلعي مآءك ويا سمآء أقلعي}
فما رفعت رأسي من السجود إلا وسمعت جارنا الذي يعلونا بطابق (منسوب المية قلّ ، منسوب المية قلّ)
أي منسوب المياه قلت.
فنحمد الله ونشكره ونسأله أن يسخر لنا من يأتي لإنقاذنا.
كبر المؤذن لصلاة الفجر
صلينا الفجر تحت المطر الخفيف
بكيت كثيرا لأنها كانت لأول مرة أصعد فيها سطح المنزل المكشوف جرئة دون خمار!
ناديت بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يسترني دنيا وآخرة ، أن يرفع عنا البلاء أن يغفر لذنوبنا وتقصيرنا أن يشملنا بعفو منه وبر؛ أن يحسن خاتمتنا ، أن يتقبل منا كل صالحة ويغفر لنا كل زلة ...
ناجيته بكل عمل صالح قدمته ، وتذكرت ذنوبي فاستحييت منها ومسني الخجل ،فسألته المغفرة وأن يعاملنا بما هو أهل له ولا يعاملنا بما نحن أهل له.
رب كريم ، أردد نِعم الربّ ربّي ..وبئس العبد أنا!
عصيتك جاهلا ياذا المعالي ففرج ما ترى من سوء حالي!
كان لدي يقين تام أنه مُنجينا بلا شكّ
وأنه خلف هذا البلاء حكمة ربانية وخير كبير.
لكني كنت خائفة من نفسي التي بين جنبي أكثر من أي شئ آخر!
خفت أن أكون ممن يذكر الله خالصا وقت الشدة وينساه وقت الرخاء
فكانت تدور في ذهني كثيرا هذه الآيات
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}
{وَجَآءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ أُحِيطَ بِهِمۡ دَعَوُاْ ٱللهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنۡ أَنجَيۡتَنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِينَ○فَلَمَّآ أَنجَاهُمۡ إِذَا هُمۡ يَبۡغُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ}
يا ويحَ نفسي إن هي عادت للتبذير والإسراف
أتممنا صلاة الفجر
انتظرنا الشروق
توقف المطر
منسوب المياه قل
الرياح توقفت
أردد اللهم دفئا وسلاما
اللهم لا غيم اللهم شمس مشرقة.
أشرقت الأرض بنور ربها؛ و سُجّل على أنه يوم عالمي
لم يُرى من قرون عدة.
نزلنا للسطح أسفل تنك المياه.
نظرت للاسفل؛ لشارعنا
فكان الدمار!
وكانت ءاية ربّي في قوم عاد حقا{ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم}
فلم أرى حينها سوى بعض المساكن
ولم يسلم بيت واحد من الغريق والخراب
ذهبت سيارة أخي الفاخرة فوق الشجرة
وسيارات الجيران كل واحدة في مكان .
الأرض مليئة بالجثث والموتى
الطابق الأول من المنزل وُجد فيه جثتين لفتاتين شابتين!
وحمار المزرعة وخروف الجار ونخيل الشارع
كل البيوت تهدمت كل الممتلكات ضاعت ؛
السعيد الوحيد هو ذاك الذي رأى نفسه وأهله جنبه ولم يغرق أحد!
ذهب التعلق بالدنيا ، ذهب حب الدنيا وزينتها من قلبي ومن كل شئ.
المدينة تهدمت، الأحياء القريبة من الوادي الذي انفجر تهدمت بالكامل واستوت مع الأرض
كل شئ لونه بنيا كل شي طينيا!
خرجنا هاربين من منازلنا ...لم اهتم بملابسي
المهم نقابي ولباسي الشرعي
اريد الستر لا أكثر .
سِرنا حُفاةً نصارع الأرض المبللة والطين
مررنا بجانب بيت جارنا الذي مات كل افراده بالكامل عدا الإبن الأكبر
دموع تذرف
قلب يرتجف
الحال لا يوصف
ودعنا كل شئ
ودعنا الأحياء والأموات
ودعنا الذكريات
ودعت غرفتي ونافذة غرفتي التي تطل على النباتات الخضراء
ودعت كتبي وأقلامي
وذكريات الطفولة
ودعت سَكَنِي ومسكني وملاذي الآمن
ودعت سجّادتي ومُصحفي ..
الآن لم يتبقى لي شئ !
تبقى لي القليل فقط ، ولم تنته الحكاية بعد ..
تبقى لي القليل من العمل الصالح وأهلي.
الآن اِنْتهت الحكاية، كُبِلت أجنحةُ العصَافير..
وأسدل ستار المدينة والحيّ . .
ومن مات نجا ومن نجا مات ..
والحمد لله رب العالمين.
، اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه واخلف لنا خيرا منها والحمد لله رب العالمين
كان أبي إذا دخل غرفتي، وإذا وجد المصباح مضاءً وأنا خارجها قال لي: لم لا تطفئه ولم كل هذا الهدر في الكهرباء ؟؟؟
إذا دخل الخلاء ووجد الصنبور يقطر ماءً قال بعلو صوته لم لا تُحكم غلقه قبل خروجك ولم كل هذا الهدر في المياه؟؟؟
دائما ما ينتقدني ويتهمني بالسلبية، يعاتب على الصغيرة والكبيرة، حتى وهو على فراش المرض
وجاء يوم وجدت وظيفة وهو اليوم الذي طالما انتظرته فاليوم سأجري المقابلة الشخصية الأولى في حياتي للحصول على وظيفة مرموقة في إحدى الشركات الكبرى وإن تم قبولي فسأترك هذا البيت إلى غير رجعة وسأرتاح من أبي وتوبيخه الدائم لي فاستيقظت في الصباح الباكر ولبست أجمل الثياب وتعطرت وهممت بالخروج فإذا بيدٍ تربّت على كتفي عند الباب فالتفت فوجدت أبي مبتسمًا رغم ذبول عينيه وظهور أعراض المرض جلية على وجهه وناولني بعض النقود وقال لي أريدك أن تكون إيجابيا واثقا من نفسك ولا تهتز أمام أي سؤال. تقبلت النصيحة على مضض وابتسمت وأنا أتأفّف من داخلي، حتى في هذه اللحظات لا يكف عن النصائح وكأنه يتعمد تعكير مزاجي في أسعد لحظات حياتي
خرجت من البيت مسرعًا واستأجرت سيارة أجرة وتوجهت إلى الشركة وما أن وصلت ودخلت من بوابة الشركة حتى تعجبت كل العجب فلم يكن هناك حراس عند الباب ولا موظف استقبال سوى لوحات إرشادية تقود إلى مكان المقابلة
وبمجرد أن دخلت من الباب لاحظت أن مقبض الباب قد خرج من مكانه وأصبح عرضة للكسر إن اصطدم به أحد فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بأن أكون إيجابيا، فقمت على الفور برد مقبض الباب إلى مكانه وأحكمته جيدا
ثم تتبعت اللوحات الإرشادية ومررت بحديقة الشركة فوجدت الممرات غارقة بالمياه التي كانت تطفو من أحد الأحواض الذي امتلأ بالماء الى آخره. وقد بدا أن البستاني قد انشغل عنه. فتذكرت تعنيف أبي لي على هدر المياه فقمت بسحب خرطوم المياه من الحوض الممتلئ ووضعته في حوض آخر مع تقليل ضخ الصنبور حتى لا يمتلئ بسرعة إلى حين عودة البستاني
ثم دخلت مبنى الشركة متتبعا اللوحات وخلال صعودي على الدرج لاحظت الكم الهائل من مصابيح الإنارة المضاءة ونحن في وضح النهار فقمت لا إراديا بإطفائها خوفا من صراخ أبي الذي كان يصدح في أذني أينما ذهبت إلى أن وصلت إلى الدور العلوي ففوجئت بالعدد الكبير من المتقدمين لهذه الوظيفة
قمت بتسجيل اسمي في قائمة المتقدمين وجلست انتظر دوري وأنا أتمعن في وجوه الحاضرين وملابسهم لدرجة جعلتني أشعر بالدونية من ملابسي وهيئتي أمام ما رأيته. والبعض يتباهى بشهاداته الحاصل عليها من الجامعات الأمريكية ثم لاحظت أن كل من يدخل المقابلة لا يلبث إلا أن يخرج في أقل من دقيقة فقلت في نفسي إن كان هؤلاء بأناقتهم وشهاداتهم قد رُفضوا فهل سأقبل أنا ؟؟ فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل أن يقال لي نعتذر منك وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا بالموظف ينادي على اسمي للدخول فقلت لا مناص سأدخل وأمري إلى الله
دخلت غرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إليّ وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب أن تتسلّم الوظيفة ؟؟؟
فذهلت لوهلة وظننت أنهم يسخرون مني أو أنه أحد أسئلة المقابلة ووراء هذا السؤال ما وراءه فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي فأجبتهم بكل ثقة: بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح إن شاء الله فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا فقال الثالث نحن ندرك جيدا أنه من خلال طرح الأسئلة فقط لن نستطيع تقييم مهارات أي من المتقدمين ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على مقدرات الشركة، فكنت أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم، وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة حينها فقط اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شيء ولم أعد أرى إلا صورة_أبي ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسوة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة وشعرت برغبة جامحة في العودة إلى البيت والانكفاء لتقبيل يديه وقدميه
عند باب الدار رايت اقاربي و الجيران مجتمعين۔ينظرون الي نظرات ياس وعطف۔۔ فهمت كل شيىء۔۔ وصلت متاخرا۔۔ فات الاوان۔
اشتقت إلى سماع صوته ونغمة صراخه تطرب أذني لماذا لم أر أبي من قبل؟؟؟ كيف عميت عيناي عنه ؟؟؟
وعن العطاء بلا مقابل
وعن الحنان بلا حدود
وعن الإجابة بلا سؤال
وعن النصيحة بلا استشارة
رحيلك مُرٌّ يا أبي
كنت أنت البارَّ بنا ولم تنل البر منا كما يجب أن يكون
غبت يا أبي وغاب عني العقل الرشيد والركن الشديد، والسند المتين، والناصح الأمين
لم يمت أبي ولن يموت
بل سيظل حيا في صلاتي، في دعائي، في ركوعي، في سجودي، في صدقتي، في حجي، في عمرتي، وفي كل عمل أتقرب به إلى الله أسأله أن يغفر لأبي ويتغمده بواسع رحمته
لم يمت أبي
وإن مات فهو باقٍ في نفسي إلى أن ألحق به في جنات الخُلود
رحم الله أبي وأسكنه فسيح جناته
# منقول۔
اللهم بارك فى آبائنا وارحم من رحل عن دنيانا
إخوانٌ لنا في الله يصلّون على حطب مِن شدة حرارة الارض.. و ناس لديها مسجد مكيّف و مفروش بـالسّجاد و يتهرّبون من فرض الله !!
يقول المخرج السوري العالمي #مصطفى_العقاد. كنت أظن أن الأم لا تكذب و لكني أدركت أن ظني مخطئ بعدما كذبت عليّ امي ثماني كذبات.. و إليكم أكاذيب أمي لتعرفوا كيف تكذب الأم :
تبدأ القصة عند ولادتي.. فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا.. وعندما كنا نأتي بأرز قليل لنسد به جوعنا.. كانت أمي تعطيني نصيبها.. و بينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول: يا ولدي تناول هذا الأرز فأنا لست جائعة.. وكانت هذه كذبتها الأولى
و عندما كبرت أنا شيئا فشيئا.. كانت أمي تذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا.. لتأتي لي ولو بسمكة واحدة أسد بها جوعي.. و في مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين.. أسرعت إلى البيت و أعدت الغذاء و وضعت السمكتين أمامي.. فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا.. و كانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك.. فاهتز قلبي لذلك و وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها.. فأعادتها أمامي فورا وقالت: يا ولدي ألا تعرف أني لا أحب السمك.. و كانت هذه كذبتها الثانية
وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي أنا لست مرهقة .. وكانت هذه كذبتها الثالثة
وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنا لست عطشانة '' وكانت هذه كذبتها الرابعة ''
وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، واصبحت مسؤولية البيت تقع عليها وحدها فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة: أنا لست بحاجة إلى الحب.. وكانت هذه كذبتها الخامسة
وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي، فرفضت أن تأخذه قائلة : يا ولدي احتفظ بمالك، إن معي من المال ما يكفيني.. كانت هذه كذبتها السادسة
بجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا، فشعرت بسعادة بالغة وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة، وبعدما سافرت وهيأت الظروف اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت : يا ولدي أنا لست معتادة على المعيشة المترفة.. وكانت هذه كذبتها السابعة
كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة، وأصابها مرض السرطان، وكان يجب أن أكون بجانبها في مرضها، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة، ليست أمي التي أعرفها، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت: لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم.. كانت هذه كذبتها الثامنة والأخيرة وبعدما قالت لي ذلك، أغلقت عينيها، فلم تفتحهما بعدها أبداً
مختارات #الشارع_العربي
زهق من المشاكل .. 20 سنة جواز .. وفى الاخر اخذ قراره
،رجع من شغله .. قالت له احضر لك الغدا، قال لها .. لأ .. انا عايز اقولك على حاجة
متهيألى انا عملت كل اللى عليا طول السنين اللى فاتت بس انا مش قادر استحمل زيادة وخايف انى اخسر اكتر من اللى خسرته عشان كدة انا قررت انى ابعد .. مش هينفع اكمل حياتى معاكى
الاولاد كبروا .. وتقدروا تعتمدوا على نفسكم من غيرى وانا كدة كدة هاسيب لكم اللى يكفيكم
كانت قاعدة قدامه متماسكة كعادتها .. مافكرتش تدافع عن نفسها .. رغم انها عارفة انه بيقابل واحدة تانية
كل اللى قالته له ..محتاجة منك شهر واحد
قال لها .. وايه اللى هيحصل فى الشهر ده؟؟؟
قالت له .. دا اخر طلب .. اعتبره مكافأة نهاية الخدمة
سكت شوية .. وفي الاخر قال لها .. شهر واحد مش اكتر
بكل كسرة قالت له .. ربنا يخليك بس انا عايزاك فى الشهر ده .. كل يوم تتغدى معاناوبعد الغدا تشيلنى لحد الأوضة
قال لها .. ايه الكلام الغريب ده
قالت له ..دى اول مرة اطلب منك طلب .. ارجوك اقبل
بكل تغصب قال لها .. موافق ..وف سره بيقول .. اهو شهر يعدى بالطول ولا بالعرض وبعدها هابقى بحريتى
تانى يوم رجع فى ميعاد الغدا .. وقعد على السفرة
بص لولاده وهم بيحطوا الاطباق ..
ومامتهم فى المطبخ
لقاهم منظمين جداً .. نضاف جداً ..
بيحطوا له الاكل بمنتهى الأدب ..
قعد ياكل وهو بيراقبهم بعينيه ..
بقاله كتير ما أكلش معاهم
لقاهم بيتكلموا مع مامتهم فى حياتهم وظروفهم
وهى بكل حكمة بترد عليهم
خلّصوا الاكل .. والولاد دخلوا اوضتهم
فضل قاعد مستنى الأم عشان يشيلها لحد الاوضة
مر حوالى ساعة وهى واقفة بتنظف المطبخ بعد الغدا
وجات له .. قام لف ايديه حواليها وشالها
فى الاول كان مستغرب .. ومتضايق ..
وصلها الاوضة .. وخرج على طول ..
عشان يرتب حاله عشان يخرج
تانى يوم .. اتكررت نفس الاحداث ..
كان متخيل انه هيتعب من شيل مراته
بس اخد باله .. لأول مرة
انها خست جداً وبقت هزيلة .. بس لسة جميلة
تالت يوم وهو شايلها ..
بص على شعرها من غير ما تاخد بالها
لقاه مليان خصلات بيضا ..
كان فى الاول بيرجع البيت وهو متضايق ..
بس بعد اسبوع .. بقى يستنى ميعاد رجوعه ..
عشان يطمن على ولاده
مر حوالى نص الشهر ..
وكالعادة بعد ما شال مراته لحد الأوضة ..
لقى نفسه مش عايز يخرج ..
جاب كتاب .. وقعد يقرا فيه جنبها
بس اخد باله .. ان مراته اخدت دوا
قال لها ايه دا ..
ودى كانت اول مرة يتكلم معاها من بعد الاتفاق
قالت له .. ابداً .. دا مسكّن .. مصدّعة شوية
كمّل قراية .. واعتذر عن الخروج فى اليوم ده
بعدها بيومين .. وهو شايل مراته كالعادة
لقاها لفت ايديها حوالين رقبته ..
ولأول مرة .. مايبقاش متضايق او عايز الوقت يعدّى
عدّوا كمان 10 ايام ..
لقى نفسه بيرفع سماعة التليفون ..
الو .. انا اسف مش هينفع نتقابل تانى ..
انا لازم اكون موجود فى البيت كل يوم ..
اليوم اللى بعدها ..
اخد اجازة لأنه كان نفسه يقضى يوم فى البيت
جه جواب بإسم مراته ..
دفعه الفضول انه يفتحه ..
لقاه طلب عاجل من المستشفى بالاتصال بيهم للضرورة
اتصل بالمستشفى .. وكانت المفاجأة
يا فندم .. زوجة حضرتك المفروض ترد علينا ..
هتعمل عملية استئصال الورم ولا لأ
الدكتور المعالج قدامه يومين ويسافر
وفرصة نجاح العملية لو حد غيره هو اللى عملها ضئيلة جداً
كان بيسمع الكلام ده .. وشريط بيمر قدام عينيه
يومين ويسافر ؟ .. هم اليومين اللى فاضلين فى المهلة
الدوا ماكانش مسكّن للصداع ..
دا كان مخدّر عشان تقدر تتعايش مع الالم
رد عليهم وقال لهم .. انا بأكد الحجز .. وقفل معاهم
وقام يجرى على مراته .. ودموعه بتجرى قبله
وطّى على ايديها وباسها .. حست بيه وصحيت
قامت من نومها مخضوضة عليه .. مالك .. فيه ايه؟
قال لها ..
خبيتى عليا ليه انك عيانة ..
ازاى تختارى انك تعيشى الشهر المهلة بالطريقة دى ..
بدل ما تختارى انك تتعالجى
قالت له ..
ايه فايدة انى اخف .. وافضل عايشة لوحدى
انت اصلك كنت واحشنى جداً
الشهر اللى عشته معاك .. كان احسن مكافأة نهاية خدمة ليا
قال لها ..
وحياة كل شعرة بيضا ..
طلعت فى راسك جوا بيتى ..
وحياة ولادى اللى ماحسيتش عمرى بتعب فى تربيتهم ..
عشان كنت سايبهم لك ..
وحياة سنين عمرك وشبابك اللى راحوا ..
وانتى ساكتة وعايشة عشان خاطر البيت والولاد ..
وحياة كل حباية مسكّن اخدتيها .. وانا مش حاسس بتعبك
ربنا يمد فى عمرى .. بس عشان اعوضك اللى اخدته منك
خرجوا جرى ع المستشفى ..
خلصوا التحاليل والأشعات المطلوبة
والعملية اتعملت ونجحت ..
بس النجاح الأكبر ..
كان فى حياتهم اللى ابتدت بعد العملية ..
لو بيتك نضيف ..
وولادك متربيين كويس ..
لو هدومك نضيفة ومكوية ..
ودولابك ريحته حلوة ..
لو شراباتك موجودة فى مكانها ..
وكتبك مافيش عليها تراب ..
لو كل حاجة من حاجتك بتدوّر عليها وتلاقيها ..
وبتاكل الاكل اللى نفسك فيه ..
يبقى تأكد .. ان مافيش قوى خفية بتعمل كل ده
اللى بيعمل كدة .. مراتك
يابختك لو لسة عندك فرصة تراجع نفسك ..
يا بختك لو قادر تاخد قرارك .. انك تعيش ابوّتك صح ..
يا بختك لو عرفت تفتح عينك عشان تشوف الحقيقة بوجهة نظر تانية ..
يابختك لو عرفت تعمل كل ده ..
صدقنى هتفرح اكتر
منقول
جاء_أبا_كبيرا_مسن_في العمر
إلى القاضي يشكو من ابنه
فقال للقاضي
سيدي القاضي
اني أتقدم بشكوى بين يديكم
فقال ضد من
فقال ضد ابني
فنظر القاضي الى من معه من القضاه مستغربا
وأجابه القاضي
ما فحوى الشكوى وما هي شكواك
فقال الوالد
أريد أن اخذ مصروف من ابني شهريا
فقال القاضي للأب هذا حقك
فقال له الأب رغم اني غني جدا
وأريد أن اخذ مصروف شهري من ابني فاستغرب القاضي أيضا كثيرا
وأخذ بيانات ابنه واسمه وأمر باحضار الابن واجتمع الابن أمام ابيه
وقال القاضي للابن
هل هذا ابيك..؟؟
قال الأبن نعم
فقال القاضي
هل تعلم أن أبيك تقدم بشكوى يطالبك بمصروف شهري
ومبلغ زهيد جداً جداً جداً
وقدره 10 جنيه هكذا طلب أبيك
فقال الابن
كيف أبي يطلب مني وهو يملك عقارات وأراضي وغني جدا
وكيف يطلب هذا المبلغ البسيط الذى لو رآه أحد في الأرض لا يأخذه
فقال القاضي للأبن
هكذا طلب أبيك
فقال الأب
سيادة القاضي
لو حكمتم لي بهذا المبلغ سأقبضه شهريا ولا أتركه أبدا
فدعى القاضي الأب وصدر حكمه على الأبن
وقال الحاكم
حكمت المحكمة على فلان أبن فلان ويقصد الأبن بإعطاء مبلغ ١٠ جنيهات شهريا مصروف شهري للأب
وهذا المبلغ حسب
طلب الوالد ودون أنقطاع مدى الحياة
وقبل ان يترك الوالد وابنه قاعة المحكمه
صاح القاضي للأب وأمام أبنه
هل تسمح لي أن أسألك
فقال الأب
للقاضي تفضل لماذا فعلت ذلك
وطلبت هذا المبلغ القليل؟؟
رغم انك رجل غني وصاحب عقارات
وانت لست بحاجه لهذا المبلغ القليل
فقال الأب وهو يبكي بكاءا شديدا
إن ابني بيوحشني وأشتاق إليه ولم أراه وأنا متعلق به
ولايجلس معي أو يسأل عني ولا يعطيني أي أهتمام ولايكلمني
فتقدمت بهذه الشكوى لأرى ابنى ولو فى الشهر مرة....... هذا هو السبب
لا اكثر ولا أقل مكتفيا برؤيته كل شهر
فبكى القاضي أيضا وقال للوالد
والله والله لو قلت لي هذا في البدايه
لأمرت بسجنه وجلده
فلتفت القاضي للولد
وقال له والله لم تنعم ولم تفلح بدون رضاء الوالدين
ولو ملكت كل أموال الدنيا
واخيرا لم تشم رائحة الجنه
اللهم ارزقنا_بر_أبنائنا
وارزقهم رضانا
Ahmed Hassan.