تطور الإنسان

هيا بنا نذهب في رحلة تمتد ملايين السنين لنلتقي باقاربنا القدامى و نفهم من اين جئنا وكيف اكتسبنا ما نفخر اليوم به ، صفتنا البشرية.

لعلك تتسائل وأنت على الشاطئ أو على كُثبان الصحارى عن الرمل المتلئلئة الناعم ملمُسها من أين تاتي حباتها سلسةً دقيقة ؟ ما مصدرها وما مآلُها؟ولعلك للوهلة الاولى قد تُدهش كبيرا لو علمت أن تلك الحبات الرقيقة المنسابة تأتي من جمود الصخر الضخم اليابس الصلب . و يزول عندك كل عجب حين تعلم أن رمل الشاطئ مصدره فِعل المياه في صخر الساحل تحفرها وتُفتتها على مدى مئات الاف السنين وكذلك تفعل الرياح في الصحاري على مدى ملايين السنين اذ تحت الصخر حتاً يتآكلُه .

وزوال عجبك انما لسببين: اولها الشبه الكبير بين حبة الرمل الواحدة والصخر الكبير المتماسك فلا يبتعد عن عقلك انه يكون معقولا ان الصخرة الصلبة تتشكل من ملايين ملايين الحبات المضغوطة وقد تطمئن لذلك حين ترى على جانب الساحل بقايا صخر قد تآكل بعضه بفعل الماء.

وثاني اسباب زوال عجبك طول الأمد، فالزمن ناموس من نواميس الحياة اذا تطاول صنع العجب. ومئات الاف السنين لهو دهر كفيل بان يفتت الصخر ، ولعله اذن بعيدٌ أن يتبادر الى ذهنك انه لم لاتزال هناك جبال ان كانت تحولت رملا ! '*'

العروة سعيد -

دهري انساني



صورة لصحراء جبلية نحتت الرياح جبالها وتطاير رملها. الصورة من صحراء الهقار-الجزائر

هذه مقدمة لكَ أيُها اللبيبُ ومثال الغرض منه التوطئة لموضوع المقالة، والقصد أن يطمئن فكرك وينفتح ذهنك اذ لا محالة يصيبه العجب من بعض ما نذكره عبر المقالة ، وماهوبجديد ولكن زوال العجب يكون بتذكر الامرين المذكورين في المثل سابقا : النظر في اوجه الشبه (اوغيره من المنهج العلمي) واعتبار تأثير الزمن.

وليس في هذه المقالة جديد ياتي به كاتبها وانما هو شرح لما هو موجود في موسوعات العلوم ومصادر المعرفة، ولكن أجعلُها باسلوب اكثر تبسيطا للقارئ العربي كونها تُكتب باللغة العربية تأليفا لا ترجمةً ثم انها تراعى التسلسل الاستكشافي لدى القارئ ، اوعلى الاقل ذاك ما آمله

سؤال الأزل ...من أين يأتي الانسان؟

لو اتبعنا آثار القصص لاخبرتنا أن البشر أٌنزلوا تنزيلا أو خلقوا خلقا عُلويا من غير هذه الأرض ثم تزيد تلك الخبريات لتنبئنا عن طقوس والهة ووحوش تعيش في السماء او تحت الارض تُسمى ملائكة اوتُسمى شياطين وعن مملكة يحكمها شخص او اشخاص هم الاله الواحد او الآلهة المتعددون ويتفرع من ذلك كهنوت و اساطير التحقق منه يعيي العقل ويُتعب النظر ويأخذه كل شطط .

غير ان الاولين –وبالطبع- كان منهم من ينظر بميزان الطبيعة ويُمعن النظر فيقرأ المعطيات ويُحللها. وأول ما يرجعُ به النظر أن هذا الإنسان يَبعُد أن يكون قد أنزل الى الأرض و ليس من حيواناتها ، ذلك أنه فيه شبه كبير من حيواناتها فهو يتنفس بنفس الآلية ويٌدخل ويٌخرج وانه ينفعل ويجمح فينفلت عقله كما يكون من امر الدواب . ثم ان الدواب تفاوت فيم بينها في الحيلة فمنها ما هو مُحتال أذكى من غيره والانسان هو أكثرها ذكاء و حيلة. ذلك يرجع به اول النظر نظرة اولية فيبعدُ أن يكونه الانسان منزلا تنزيلا بل الغالب أن مصدره هو وهذا الحيوان من نفس المصدر وإنما يقع الاختلاف في التفاوت بين الانسان وبين بقية الحيوانات كما يكون التفاوت بين الحيوانات بعضها بعضا.

وفي التاريخ كان العرب السباقين في هذا النظر بقرون طويلة . فنجد الفيلسوف المسلم ابن مسكويه (1) في وصفه للاحياء بالتدرج من البسيطة الى المعقدة جاعلا الانسان الاكثر تعقيدا من بينها وجعل القرود معه في التصنيف ، قال في كتابه الفوز الاصغر عن مرتبة الانسان '' .. إنها مراتب القرود واشباهها من الحيوان الذي قارب الانسان في خلقته الانسانية وليس بينها الا اليسير الذي ان تجاوزته صارت انسانا '' (2) ويقول القزويني '' ان المعادن متصلة اولها واخرها بالنبات والنبات متصل اوله بالمعادن واخره بالحيوان والحيوان متصل اوله بالنبات واخره بالانسان " (3) وفي رسائل اخوان الصفا '' الحيوانات ناقصة الخلق متقدمة الوجود على التامة بالخلق بالزمان في بدء الخلق وذلك انها تتكون في زمن قصير والتي هي تامة الخلق تتكون في زمن طويل '' (4) .

ونجد مثل هذه البدايات الى نظرية التطور عند ابن سينا ومعروف ان ابن خلدون جعل سواد الزنوج مرده الحر وطول عيشهم فيه وهو ربط مباشر بين البيئة والهيئة ومعروف انه رفض الرواية القصصية الزاعمة ان الزنوج خلقوا هكذا وانهم من نسل حام ابن نوح (5)

ولا تورد المصادر اقوالا عن التطور للقدماء ممن سبقوا العرب غير الإغريق (6) ولقد نظر كاتب المقال في كتاباتهم فلم أجد منها ما يرقى لما كتبه العرب و المسلمون في هذا المجال.

هنا يجدر ان يًلاحظ القارئ أنه من كل من تم ذكره من القائلين بالتطور لا أحد منهم أخرج نفسه من الاعتقاد بالاله الخالق فالتطور عندهم الية طبيعية توصلهم الى فهم كيفية نشوء الانسان وحدوثه بنظرة عقلية صرفية وانظر ترجمة ابن مسكويه وابن خلدون وغيرهما تعلم أنهم لم يخرجوا عن معتقدهم بالخلق والخالق

.....جُثة بشري أم جُثة غول

عام 1856 سنوات قبل ظهور نظرية التطور وفي كهف صغير بالمانيا بوادي يُسمى نياندر وجد باحثون عن المعادن الثمينة جمجمة عرضوها على معلم المدرسة المحلية وكان عالم جيولوجيا هاو وطالب طب سابق، لاحظ المعلم السيد يوهان فورهووت على الفور ان الجمجمة متحجرة وبالتالي على الارجح قديمة وقيمة ولم يستطع تحديد لاي نوع حيواني هي فقام بتحويلها الى علماء محترفين في برلين.

لاحظ العلماء ان هذه الجمجمة هي تقريبا جمجمة انسان لكنها تختلف حجما عن ما نعرفه. هذه الجمجمة كانت جمجمة من سلسلة جماجم تم تحديدها في مناطق مختلفة من اوربا بعد ذلك و قد كان واضحا انها لبشر مثلنا لكنهم يختلفون عنا في حجم الجمجمة، لقد كانوا أناسا مثلنا عاشوا وتناسلوا ولبسوا اللباس واكلوا الطعام واصطادوا الفرائس بادوات الصيد، هؤلاء الناس ببساطة لم يعد لهم وجود ! توالت الاكتشافات الحفرية بعد ذلك في انحاء اوربا والشرق الاوسط وعددها اليوم اكثر من 300 محفوظة في المتاحف (انظر الصور) .

الوسط العلمي من في ذلك الوقت طبعا (وقبل نشر نظرية داروين) لم يتمكن من تفسير تلك الجماجم البشرية الغريبة وتم اطلاق التسمية نسبة الى المنطقة التي تم العثور فيها على اول جمجمة تم تسمية هؤلاء البشر : انسان نياندرثال . وتنوعت الفرضيات بين ان هذه المتحجرات هي جماجم لغزاة برابرة الى كتيبة روسية مفقودة مرورا بامكانية ان الجماجم لضحايا مصابين بتشوهات مرضية تصيب الجمجمة.

في القرن الثامن عشر والتاسع عشر كانت اوربا منشغلة بحفريات حيوانات غريبة كالديناصورات وحيوان الماموث، هياكل عظمية لكائنات ماعاد لها من وجود ولم يكن لها من ذكر في العالمين اي انها لامحالة سبقت البشر ما أثار تساؤلات مُلحة عن مصير تلك الحيوانات وهل كانت تلك هي الانواع الوحيدة التي اختفت عن ظهر البسيطة، وفي خضم كل ذلك لم يكن احد يتوقع احد ان يصل الامر الى اكتشاف انواع من البشر منقرضة !


ثم جائت سنة 1859 بنشر داروين لمقال اقترح فيه ان كل اشكال االحياة المعقدة هي ناتجة عن اشكال اكثر بساطة عبر ما اسماه عملية التطور '' عدة درجات من الواقع...تبدو لي أنها تعلن وبصراحة الى ان الانواع التي لا حصر لها الاصناف والعائلات من الكائنات العضوية المأهول بها هذا العالم تنحدر جميعها، كل في مجموعته أو طبقته من آباء مشتركين التي نم التعديل جميعها أثناء النسب '' (7)

جمجمة7 1856م بوادي نياندر-ألمانيا, اشتق من اسم المنطقة, انسان نياندرثال العمر المقدر:60ألف سنة

جمجمة8 أخرى لنياندرثال - جبل طارق 1847, العمر المقدر:60ألف سنة

هيكل10 (جزئي) لنياندرثال، كهف كبارا فلسطين المحتلة.1961, العمر المقدر:قبل 60الف سنة

عائلة نياندرثال في كهف بالعراق, تصوُر لـ :

Karen CarrBetween 1951 and 1960 Dr. Ralph Solecki-Shanidar Cave in Iraq

مقارنة11 الجمجمة والهيكل العظمي

1-انسان نياندرثال

2-انسان الهوموسابينز

احد الكهوف التي عثر فيها على حفريات نياندرثال, ألمانيا Weinberghöhlen Caves near Mauern, BavariaGermany

الانسان العاقل ''الهوموسابينز''

طوال اغلب فترات العصر الجليدي ظل انسان نياندرثال مهيمنا على اوربا والشرق الأوسط الى ان بدأت تأتيه منافسة شديدة غير متوقعة من أقارب له أصغر حجم الجمجمة ، اقدر على الصناعة ، اسرع واقدر على استعمال ادوات الصيد. هؤلاء البشر أقرب ابناء عمومته قادمون من افريقيا عبر طرق الهجرة البرية و يتميزون بقدرة ذهنية اكبر –ومنه الاسم ''الانسان الحكيم'' باللاتينية الهوموسابينز- والذين سيصبحون بفعل قدراتهم الفريدة اخر فصيلة بشرية باقية على قيد الحياة بينما ينقرض البقية (وعلى الارجح ان الحكيم قام يتعقب البقية وقتلهم على مدى الاف السنين)

لا يعرف الباحثون السبب الاكيد لاندثار انسان نياندرثال ولكن العثور على هياكل وجمامجم الهوموسابينز في نفس الفترة التي بدأ فيها اندثار النياندرثال تشي بان قدوم الهوماسابينز الى اوربا اقترن ببدء نهاية النياندرثال ولعل ذلك بفعل المنافسة الشرسة على مناطق الصيد و قبل اكتشاف الزراعة بعشرات الاف السنين ولكن ايضا يعتقد ان اجدادنا قاموا بمطاردة وقتل النياندرثال ولعل الاسطورة انسان الغاب والأغوال تكون ارثا من ذلك العهد.

حُمى الحلقة المفقودة

مع انتشار نظرية دارون و تقبلها علميا نظرا للحفريات التي تدعمها صار واضحا للعلماء ان النياندرثال هو اقرب ما يكون للبشر فهل هناك انسان يكون في منتصف الطريق بين الانسان و القردة ؟ بما انه لم يتم العثور وقتها على هذه الحفرية سٌميت ب ''الحلقة المفقودة' وصارت الاكتشاف الموالي الذي ينبغي البحث عنه واصبح البحث جاريا عن الكائن الذي نصفه قرد ونصفه بشر.

ولقد بدا للجميع ان احسن مكان للعثور على تلك الحلقة المفقودة يجب ان يكون في مكان عاش فيه البشر والقرود جنبا الى جنب، قادهم ذلك بداية الى جنوب شرق اسيا حيث المستعمرات الأوربية وحيث القبائل المحلية تعيش في الغابات التي تملؤها القردة.

عام 1891 عثر المنقب يوجين دوبوا على ما اعتقد انه الحلقة المفقودة بين القردة والبشر رغم ان قياساته لحجم الجمجمة لم توافق تنبؤاته، فقد كانت الجمجمة اكبر مما يُتوقع للحلقة المفترضة اضافة الى ذلك فانه تم العثور في الموقع على ساق بينت ان الانسان كان يمشي منتصبا ،كانسان. تمت تسمية الاكتشاف بـ انسان جافا نسبة للمنطقة.

لم يكن ما اكتشفه دوبوا تلك الحلقة المرغوبة فذاك الانسان لم يكن نصف قرد نصف انسان بل كان اكثر شيء انسانا منه قردا بيد ان ذلك لم يقلل ابدا من اهمية الكشف العلمي لدوبوا فقد اعترف الوسط العلمي (بعد عقود) وبعد العثور على حفريات اخرى ان ماوجده دوبوا لم يكن الا جدا مشتركا من اجدادنا نحن والنياندرثال وتمت تسميته الهوموايركتوس ''الانسان المُنتصب'' والذين تم تقدير أنهم عاشوا قبل حوالي مليون سنة .


الهوموايركتوس..الجد المشترك لنا وللنياندرثال

تؤكد تحاليل الـ ADN ان الهومسابينز و النياندرثال اشتركا في اجداد مشتركين عاشوا قبل 600 الف -1 مليون سنة وهو ما كانت قد بينته الحفريات منذ نهايات القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين . هذا الجد عاش في افريقيا وهاجر الى اوربا والشرق الوسط ليتطور هناك ليصبح بعد التأقلم مع البيئة على مدى مئات آلاف السنين نياندرثال بينما من بقوا في افريقيا تطوروا ليصبحوا الهوموسابينز.

تم العثور على حفريات من الانسان المنتصب في افريقيا واسيا وقد نشا في افريقيا قبل حوالي1.8مليون سنة ومن هناك انتقل الى اوربا واسيا. تفرع الهوموايريكتوس فيم بعد الى نياندرثال في اوربا او هوموسابينز في افريقيا

صورة: erectus_JC_Recon_Head_CC_f_sq

أبعد في الزمن.........

امام كل الحفريات الحاصلة والتي يتم اكتشافها في ارجاء العالم تطور الفهم العام من الوسط العلمي لعملية التطور فهي عملية بطيئة تتم تدريجيا وصار الاقتناع ان عملية البحث عن نصف انسان نصف قرد هو فهم قاصر لذلك تم التحول الى البحث عن الميزة التي تميًز اهم الميزات التي يختص بها البشر: صناعة الأدوات !

ان المشي بانتصاب كان له الفضل في تحرير اليدين وبالتالي فان الحلقة المفقودة صار يعني البحث عن اول فصيل بشري يمشي على قدمين ويصنع ادواته انه الانسان مستعمل الادوات Homo Habilis

تم العثور عام 1960 في موقع حفريات بتنزانيا وقد تم تسمية الهيكل المعثور عليه Lucy. عاشت لوسي قبل 3.2 مليون سنة في افريقيا.

لقد كان الهومو هابيليس اول القردة العليا التي تمكنت من صناعة الادوات ، تلك الادوات البدائية لم تكن سوى احجار مصقولة لكنها على اي حال تعتبر ادوات.

الادوات الاولى يعود تاريخها الى3.5مليون سنة بالقرب من موقع العثور على حفريات الهومهابيليس


جمجمة12 الهومو هابيليس

/اثيوبيا

الادوات الاقدم التي تم العثور عليها 3.5م.س بتنزانيا

+

اثار الهومو هابيليس على رماد بركاني, التاريخ:3.5 م.سنة, تنزانيا

حفرية الهوموهابيليس التي تم العثور عليها اول مرة كانت لانثى Lucy- تجسيد للوسي جدة البشر - متحف التاريخ الطبيعي متحف

ما نعرفه اليوم

الخريطة الزمنية لهجرة الانسان الحديث " الهومومسابينز" خارج افريقيا

اللون الأحمر: مناطق الهوموسابينز

اللون اللوزي: مناطق النياندرثال

اللون الأخضر: بشريات أخرى

على مدى القرن الماضي تمت حفريات عديدة واكتشفت مئات الجماجم والهياكل تمت دراستها مورفولوجيا وباعتماد طرق التأريخ الحديثة بيد أن تطور تقنيات دراسة الـ DNA تُسهم هي الاخرى في فهمنا لعملة التطور البشرية . ولا تزال الحفريات المكتشفة كل بضع سنوات تحسن فهمنا لمسيرة تطور جنسا ، ونحن وان كنا في مقالنا غير المختص هذا عرضنا ثلاث فصائل (هومسابينز-نياندرثال-اريكتوس-هابيليس) وهي الانواع التي غالبا ما يتم الحديث عنها في المقالات العامة الا ان المختصين يحصون عددا اكبر من الفصائل البشرية انقرضت كلها اليوم ، بعضها مٌثبت ليس محل كلام وبعضها مٌفترض جار البحث عنه. فأين تقف معرفتنا اليوم ؟

بدات ملامح البشرية تظهر قبل اكثر من 7ملايين سنة ومنذ ذلك الحين تسارع تطور البشر وصولا الى البشر الحاليين الهوهمسابينز ، هذه العملية انتهت في النهاية بسيطرة الهوموسابينز المتفوقين في الذكاء على بقية الفصيلات الاخرى.

حين انتقل الهومسابينز عن طريق الهجرة الى خارج القارة الافريقية فانهم على الارجح قاموا بالقضاء على الفصائل البشرية الاخرى والتي كانت تبدو مشوهة مقارنة بالهوموسابينز خاصة في ظل عدم قدرتها على التواصل اللغوي وانسحابها نحو الكهوف والبراري، لعل الاساطير المتداولة عن اناس الكهوف والاغوال الذي يعيشون في الخلاء هي ارث متداول عبر الاجيال عن تلك الاشكال البشرية التي صادفها اجدادنا خلال هجراتهم واحتلالهم لمناطق بقية البشريات، وعلى الارجح قام اجدادنا بتقفي تلك البشريات وقتلها باعتبارها كائنات مخيفة.

وكبقية العلوم فانه اليوم لا تزال بعض الأسئلة محل بحث على العلماء على سبيل المثال لم اصبحنا نسير على قدمين اساسا؟ لم غادر الهومسابينز افريقيا؟ ما الذي قضى على النياندرثال؟ هل كان النياندرثال يستخدمون لغة للتواصل أم مجرد أصوات ؟ ورغم ان الاجابات متبلورة بشكل كافي الا انها لا تزال غير قطعية وقابلة للنقاش والبحث وتطوير الفرضيات.

الهوامش

* علق بعض المٌعترضين الأوائل على نظرية التطور قائلين 'ان كان الانسان أتى من قردة فلم لاتزال هناك قردة؟''

1 -هو الفيلسوف والفقيه أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه المتوفى 10300م ،قال عنه في (عبون الأطباء في طبقات النبلاء) :'' ..فاضل في العلوم الطبيعية متميز خبير بصناعة الطب ..'' .انظر ترجماته في التراجم.

2- ''الفوز الأصغر'' لابن مسكويه تحقيق طاهر افندي الجزائري . مطبعة السعادة مصر 1325ه.

3- سلامة موسى "نظرية التطور وأصل الإنسان ' مؤسسة هنداوي 2001م القاهرة - مصر.

4- فكرة التطور لدى فلاسفة الاسلام ،الدكتور مجدي عبد الحافظ، المجلس الاعلى للثقافة - القاهرة 2005م

5- مقدمة ابن خلدون، دار الفكر 2001

6 لارسطو طاليس في ذلك كلام فضفاض ليس فيه نهج علمي وسبقه افلاطون إلى مثله انظر مثلا: ، Brief History of Evolutionn , robert J.Richards

7 تشارلز داروين، أصل الأنواع الفصل 13.

الصور 7-12 والخرائط : مؤسسة برادشاو – مؤسسة الارث العالمي الافريقي المواقع http://www.bradshawfoundation.com/origins/index.php ، www.AfricanWorldHeritageSites.org


مراجع أخرى 'أجنبية'

American Museum of Natural History. The First Humans [volume 1 of The Illustrated History of Humankind]. Harper Collins, 1993.

Berger, Lee. "The Dawn of Humans: Redrawing Our Family Tree?" National Geographic 194 (August 1998): 90-99.

Diamond, Jared. The Third Chimpanzee: The Evolution and Future of the Human Animal. Harper Collins, 1992

"Neanderthals." National Geographic 189 (January 1996): 2-35.

Potts, Richard. Humanity’s Descent: The Consequences of an Ecological Instability. Morrow, 1996


Reader, John. Missing Links; The Hunt for Earliest Man. Little, Brown, and Co., 1981.

مواقع على الانترنت:

https://www.journals.elsevier.com/journal-of-human-evolution

http://www.ruf.rice.edu/~kemmer/Evol/refs.html

متحف التاريخ الطبيعي : http://www.nhm.ac.uk/visit/galleries-and-museum-map/human-evolution.html

http://www.nhm.ac.uk/discover/the-origin-of-our-species.html