باب الإعراب
((الإعراب)) في اللغة هو التغيير والبيان، والإعراب في اصطلاح النحويين هو كما قال: ((تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا)). YouTube■
والمراد بـالكلم هنا: الاسم والفعل المضارع؛ لأن الإعراب لا يكون إلا فيهما. YouTube■
وتغيير أواخرهما هو الانتقال من الرفع إلى النصب ومن النصب إلى الجر والجزم، نحو: قام زيد. فـ(زيد) مرفوع بـقام. YouTube■
فإذا قلت: ضربت زيدا، فـ(زيد) الذي كان مرفوعا صار منصوبا بـضربت. فقد تغيّر من حالة الرفع إلى حالة النصب؛ لاختلاف العامل، فإن العامل الذي كان يرفع اختلف، فصار في موضعه عامل آخر ينصب. YouTube■
وتقول: مررت بزيد، فيصير زيد مخفوضا بـالباء وهو عامل غير العامل الأول والثاني. YouTube■
وتقول: يضرب، فهذا فعل مضارع مرفوع. وتقول: لن يضرب، فيصير منصوبا بـلن. ولـم يضرب، فيصير مجزوما بـلـم. YouTube■
وقوله: (الداخلة عليها)؛ لأن العوامل لا تكون إلا قبل المعربات كما مثلنا فهي داخلة عليها. YouTube■
وقوله: (لفظا أو تقديرا)، يعني أن الإعراب يكون ملفوظا به كما تقدم في المثل، ويكون مقدرا إذا كان في آخر الاسم ألف أو ياء، نحو: قام الفتى، وضربت الفتى، ومررت بالفتى. YouTube■
فـ(الفتى) بعد (قام) فاعل وهو مرفوع وعلامة الرفع فيه ضمة مقدرة، وبعد (ضربت) مفعول وهو منصوب وعلامة النصب فيه فتحة مقدرة، وبعد (الباء) مخفوض وعلامة الخفض فيه كسرة مقدرة. YouTube■
وأما ما في آخره ياء، نحو: القاضي، فيقدر فيه الرفع والخفض ويظهر فيه النصب، نحو: قام القاضي. فـ(القاضي) فاعل مرفوع بقام وعلامة الرفع فيه ضمة مقدرة على الياء. ومررت بالقاضي، فـ(القاضي) مخفوض وعلامة الخفض فيه كسرة مقدرة على الياء. ورأيت القاضيَ، فـ(القاضيَ) مفعول وهو منصوب وعلامة نصبه فتحة ظاهرة. YouTube■
وكذلك أيضا الفعل المضارع يكون الإعراب فيه ظاهرا، نحو: يذهب، ولن يذهب، ولم يذهب. YouTube■
ويكون مقدرا إذا كان في آخره ألف، نحو: زيد يخشى، فـ(يـخشى) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف يمنع من ظهورها التعذر. YouTube■
ونحو: زيد لن يخشى، فـ(يـخشى) فعل مضارع منصوب بـلن وعلامة نصبه فتحة مقدرة منع من ظهورها التعذر. YouTube■
قوله: ((وأقسامه أربعة: رفع، ونصب، وخفض، وجزم))، يعني أن أقسام الإعراب أربعة: الرفع، والنصب، والخفض، والجزم. وقد تقدم أن الذي يدخله الإعراب من الكلم إنما هو الاسم والفعل المضارع، ولا يدخل الحرف. YouTube■
قوله: ((فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض، ولا جزم فيها))، يعني أن للأسماء من ذلك أى: من أقسام الإعراب: الرفع، نحو: قام زيد. والنصب، نحو: ضربت زيدا. والخفض، نحو: مررت بزيد. YouTube■
وقوله: (ولا جزم فيها)، يعني أن الجزم لا يكون في الأسماء أصلا.
قوله: ((وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم، ولا خفض فيها))، يعني أن للأفعال من ذلك أى: من أقسام الإعراب: الرفع، نحو: يضرب. والنصب، نحو: لن يضرب. والجزم، نحو: لم يضرب. (ولا خفض فيها) أى: ليس في الأفعال خفض؛ لأنه خاص بالأسماء.
وحاصله أن الإعراب بالنظر إلى الأسماء والأفعال ثلاثة أقسام: YouTube■
قسم يوجد في الأسماء والأفعال وهو الرفع والنصب، نحو: زيد يقوم، وإن زيدا لن يقوم.
وقسم يختص بالأسماء وهو الخفض، نحو: مررت بزيد.
وقسم يختص بالأفعال وهو الجزم، نحو: لم يذهب.
***