PRÉFACE_BENOUAZ

مقدمة

أعرف أحمد فيزازي منذ أمد بعيد. وقتها كان قائدي الكشفي، و كنت آن ذاك شبلا. كان مربيا جيّدا بالنسبة لي و لكل أفراد الزمرة.

من الطبيعي أن تدريس الفيزياء، كان عمله بما أنه درّس منذ 1976 بالثانوية المتشعبة ببشار. الكثير من طلابه هم الآن زملاء له بجامعة بشار حيث يدرّس حاليا، و باستمرار (و بكل تأكيد) الفيزياء، و هذا بعد أن تحصّل على الشهادات التي سمحت له بالارتقاء إلى مثل هذا المستوى.

من الصعب معرفة ردة فعل جميع طلابه، غير أن اليوم، و بعد ثلاثة و ثلاثين سنة من الخبرة، يمكن القول أن دروسه سيكون لها نجاح واسع، سواء بجامعة بشار أو بعديد من جامعات الوطن.

لماذا نجاح واسع؟

بادئ ببدء، فإن فيزازي يهتم بأساس الفيزياء كله و لا يتوقف عند بعض المجالات التقليدية و المدرسة عادة. فهو لا يتردّد، و بالعكس، يتطرّق إلى أجزاء من الفيزياء، عصرية، جديدة و مرتبطة بتطبيقات حديثة. و هكذا فهو يوفّق في إعطائنا فكرة بسيطة، دقيقة و محمّسة عن ما هي الفيزياء اليوم، دون أن يهمل الأسس الأكثر تقليدا.

السبب الثاني لهذا النجاح، هو الأسلوب المنتهج لمقاربة الفيزياء و الذي نلمسه بتتبّع دروس فيزازي. الأداة الرياضية لا تعيق في أي لحظة فهم الظواهر الفيزيائية. بل، و عكس ذلك، فإن هذه الأدوات الرياضية مصمّمة للإجابة على المسائل التي يطرحها الفيزيائي. الناتج من كل هذا هو أن القارئ لهذا الكتاب يكتشف المسائل الكبرى للفيزياء، في نفس الوقت، الأدوات الرياضية الضرورية لحلها بأسع بساطة ممكنة.

السبب الثالث لهذا النجاح، حسب ما يظهر لي، هو الطابع الذاتي الكبير لهذا التدريس حيث يمكن ملاحظة، و على طول السطور، الفكرة الشخصية لـ فيزازي، و هي تعبّر بانبعاث مستديم. هذا التلامس، إن صحّ التعبير، مع فيزيائي هو بصدد تجسيد فكرته الخاصة، هو الذي يأتي بإضافات متميّزة لدروسه.

درس فيزازي هو في غالب الأحيان كيفي الطبع، يرتكز على التخيلات و القياسات. يبدو لنا أن هذه الدروس تسترجع، في قسط كبير منها، تلك الطريقة للتفكير، الغنية و المثمرة و التي تستحق أن يضرب بها المثل لكل من يريد استكشاف ماهية الفيزياء.

في الجزائر، و في الوقت الذي أصبح فيه تدريس الفيزياء يشهد تحولا عميقا و جوهريا على مستوى الجامعات و المدارس الكبرى، فأنا جد سعيد لألحظ توفّر درس الفيزياء باللغة العربية.

هذا الإصلاح، و خصوصا الذي يخص تدريس الفيزياء للتلاميذ الشبان، في بداية مرحلة ، تؤكد على المقاربة الكيفية و في نفس الوقت التجريبية للفيزياء.

الوقت مناسب إذن لقراءة درس فيزازي. هذه القراءة مفيدة لكل من لهم في بلادنا مهمة أداء تدريس حديث للفيزياء لجمهور شاب و جد متحمّس.

ط. بنواز

أستاذ الجامعات

جامعة أبو بكر بلقايد- تلمسان- ماي2009