موقع كورس الرسالة التعليمي

كتابة الإنشاء

من أكبر مشاكل طلابنا في الإنشاء هو عدم فهم ما هو الإنشاء وماذا عليهم ان يفعلوا قبل أن يكتبوا إنشاء. لن يتحسن إنشاء الطالب أبدا بقراءة موضوعات إنشاء، ولا بحفظ مقدمات وخاتمات تنفع في أي موضوع. فإذا أردنا أن نعرف ما هو الإنشاء وكيف نحسنه ونطوره، علينا أن نعرف ما هوالإنشاء ابتداء؟

يوجد هناك أربع مهارات في أي لغة، وهي: مهارة الاستماع ومهارة القراءة ومهارة التحدث ومهارة الإنشاء. ولو حللنا هذه المهارات لوجدنا أن بعضها مهارات تدخل إلى دماغ الإنسان، وهناك مهارات تخرج من دماغ الإنسان.

المهارات التي تدخل إلى الدماغ (Input) هي:

الاستماع والقراءة

أما المهارات التي تخرج من دماغ الإنسان (Output) فهي:

التحدث والإنشاء

فأكبر أخطاء تعلم الإنشاء هي اعتبار الإنشاء مهارة داخلة للدماغ: بمعنى يريد البعض أن يحفظ كلمات معينة، وقوالب معينة ومقدمات معينة، وخاتمة معينة، بل أحيانا حفظ موضوعات معينة. وهذا كله لا يفيد الطالب بشيء يذكر، بل تضييع وقت وجهد للطالب.

فإذا فهمنا أن الإنشاء هو من مخرجات العقل، فلا فائدة إذن أن نهتم بهذه المخرجات، بل علينا أن نهتم بالمدخلات إلى العقل إذا أردنا تطوير كتابة الإنشاء عند طلابنا. فما هي هذه المدخلات التي على الطالب التركيز عليها قبل أن يبدأ بكتابة الإنشاء؟

المدخلات قبل كتابة الإنشاء هي:

- على الطالب أن يتقن إملاء كتابة الكلمات التي يتعرض لها.

- على الطالب أن يحفظ كلمات وتعابير جديدة (والحفظ يكون عن طريق كثرة القراءة وحل التمارين، وليس الحفظ المباشر)

- على الطالب أن يعرف قواعد اللغة لأنه من المستحيل التعبير بطريقة صحيحة دون معرفة القواعد.

- على الطالب أن يعرف علامات الترقيم لما لها أهمية في توصيل المعنى.

- على الطالب أن يتعلم كيفية كتابة الجملة البسيطة التي تتكون من (فاعل +فعل+ (مفعول به) + (ظرف أو حال- مكان وزمن).

- على الطالب أن يتعلم كيفية كتابة الجملة المعقدة/المركبة والتي تتكون من جملتين تامتين يربطهما رابط مثل (because/although/ but/ despite...الخ)

- على الطالب أن يتعلم كيفية كتابة الفقرة والتي تتكون من (جملة رئيسية/الفكرة الرئيسية) ثم تحليل الفكرة وتوضيحها للقارئ.

- على الطالب أن يتعلم كيفية ربط الفقرات مع بعضها البعض لخلق الانسجام داخل الموضوع الواحد، وتعلم واستعمال روابط معينة مثل (On one hand, on the other hand) (In addition, On the contrary/ Likewise ....الخ.

- على الطالب أن يتعلم فنون عرض الأفكار سواء بإضافة المعلومات وروابطها مثل (First, Second, also, and , as well as...الخ) أو بتقديم أفكار مغايرة لها وروابطها مثل (However, but,....الخ).

-على الطالب أن يحصل على ثروة لغوية ومعلوماتية في الموضوع الذي يريد أن يكتب فيه. فلا يعقل أن يكتب الطالب في موضوع السياحة الطبية مثلا، وهو لا يوجد لديه أية معلومات عن السياحة الطبية.

- على الطالب أن يتعلم أنواع الإنشاء: فهناك الرسائل الشخصية، والرسائل الرسمية، وهناك الموضوعات الوصفية، وهناك الموضوعات النقاشية...الخ.

طبعا هذه المدخلات لا فائدة منها عن طريق الحفظ المباشر، بل لا بد للطالب أن يتدرب عليها من خلال كتابة الموضوعات، تحت إشراف المعلم وتوجيهاته سواء قبل أو بعد الكتابة. وهذه عملية طويلة تحتاج إلى سنوات من الجهد والتمرين.

جلال أبو حشيش:

- بكالوريوس اللغة الانجليزية وادابها/ الجامعة الأردنية 1981.

- دبلوم عالي تعليم اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها/ الجامعة الأردنية 1988.


هناك نوعان من الدارسين للغة: متعلمين علم اللغة، ومتعلمين اللغة (الطلاب). الاحظ في العشرين سنة الماضية أن هناك تركيز على علم اللغة وليس تعليم اللغة. وهذا الأمر يصعب ويعقد تعلم اللغة بالنسبة للطلاب. فليس من المهم لطالب اللغة مثلا أن يحفظ ما يعرف بالانجليزي suffixes and prefixes (وهي المقاطع البادئة واللاحقة للكلمة مثل: dis/ un/in/tion, ive...الخ. فلو عرف معاني هذه الكلمات يكون ايسر واسهل للتعلم اللغة بدلا من تضييع الوقت على حفظ أشياء من اختصاص دارس علم اللغة. وطبعا امتد الأمر في السنوات الأخيرة لتحفيظ الطلاب اشياء كثيرة في علم اللغة. فهناك طرق كتابة الانشاء وحفظ مقدمات وخاتمات توافق أي موضوع في الدنيا، وهناك حفظ لما يسبق الاسم والفعل والصفة والظرف وما يقع بعدها، وهناك حفظ للكلمات الدالة على الزمن، وهناك حفظ لطرق حل كل قاعدة، واحيانا نفس القاعدة على الطالب ان يحفظ كل حالاتها وتأثير كل كلمة على الحل، وهناك طرق لحل اسئلة القطعة، وهناك طرق لحل اسئلة التفكير الناقد...الخ. ولو جمعت هذه الأشياء التي يحفظها الطالب عن اللغة لأصبحت كتابا مستقلا وكل ذلك على حساب التعلم والتدرب على اللغة! وما أن يبدأ الامتحان حتى يضيع الطالب (خاصة الطالب الضعيف في اللغة) من كثرة الأشياء التي حفظها عن اللغة دون أن يأخذ الفرصة الكافية بالتدرب عليها. الطريق الصحيح هو التدرب على اللغة دون حفظ اشياء كثيرة. فليس مطلوبا من الطالب سوى كثرة القراءة مع الفهم وكثرة حل تمارين- النتيجة يفهم اللغة ويحفظ الكثير من الكلمات الجديدة من خلال القراءة وحل التمارين (وبدون أن يعقد نفسه بالحفظ) وبالتالي تطور لغة الطالب ونجاحه الكبير يصبح أكيدا بإذن الله. .



تعلم المفردات الجديدة بدون دموع

من أكبر المشاكل التي تواجه متعلم أي لغة هي المفردات الجديدة. وكثيرا ما نسمع نصيحة شائعة تقول "اذا بدك تتحسن في اللغة احفظلك كم كلمة جديدة كل يوم". واعرف ان الكثير من الطلاب حاولوا الالتزام بهذه النصيحة ولكن بعد فترة من الزمن اما انهم ينسون الكلمات بسهولة أو يصيبهم الملل ويتوقفون عن عملية الحفظ- وهذا امر طبيعي جدا. لا احد يتطور في أي لغة بهذه الطريقة العقيمة والتي تحتوي على مشاكل اكبر بكثير من الفوائد المرجوة.

كيف يكتسب الطالب مفردات جديدة؟

هناك طريقتان اساسيتان لزيادة الثروة اللغوية عند الطالب وهما:

أ. عن طريق التدريبات التي تطرحها كتب تعليم اللغة، والمزيد من التمارين التي يصممها المعلمين لطلابهم. وهي طريقة مفيدة خاصة اذا كان لدى المؤلفين والمعلمين فهم صحيح لنظرية تعلم واكتساب مفردات جديدة. فهذه التدريبات تصمم من أجل توضيح معاني الكلمات الجديدة بطريقة تساعد الطالب على ربط المفردات الجديدة بأشياء تعلموها سابقا.

ب. الطريقة الأولى تحتاج الى توفر كتب تعليمية تتبع نظريات تعليم صحيحة ومعلمين أكفياء عندهم فهم للنظريات التعليمية الصحيحة. ولذلك انصح طلاب اللغة بالتركيز على الطريقة الثانية الا وهي }كثرة القراءة الواعية{ والتي تهدف الى استيعاب معنى الجملة. فالمتعلم الجيد للغة يحاول فهم المفردات الجديدة من خلال علاقتها بالكلمات الأخرى الموجودة في نفس الجملة. فعندما تواجه مفردة جديدة حاول ان تربطها بالكلمات الأخرى الموجودة داخل نفس الجملة. فهناك علاقات قوية بين كلمات الجملة الواحدة. وأفضل شيء يمكن أن يقوم به الطالب للتدرب على هذه الطريقة هو كثرة قراءة قطع الاستيعاب وحل اسئلة شاملة عليها.

فماذا يحصل اثناء عملية حل اسئلة على قطعة قراءة ما؟

يحاول الطالب أولا فهم معنى السؤال، ولو بشكل عام، يعني ليس من الضروري ان يفهم الطالب كل كلمة داخل السؤال. ثم يذهب للبحث عن اجابة السؤال في قطعة القراءة. ويكتب الاجابة- اثناء الكتابة ينتبه الطالب اكثر الى املاء الكلمات ومعانيها. ثم يتابع ليحل السؤال الثاني والثالث وهكذا. فماذا يحصل اثناء هذه العملية؟ يقوم الطالب بقراءة القطعة مرات ومرات وينتبه للمعاني والمفردات الجديدة مرات ومرات، ويكتب الاجابات وتتكرر المفردات الجديدة قراءة وكتابة مرات ومرات. فما ان ينتهي الطالب من حل اسئلة شاملة على قطعة القراءة حتى يكون قد اعاد قراءة القطعة وما تحتويه من مفردات بعدد الأسئلة التي حلها على تلك القطعة. بهذه الطريقة تصبح المفردات الجديدة جزء من ذاكرة الطالب وبما انه قد قرأها في سياق وبجانب كلمات اخرى يعرفها، وكتبها وقرأها مرات ومرات فأنه يسهل عليه تذكرها في المستقبل.

دراسة اللغة تحتاج الى دافع اكثر من مجرد الحصول على علامات، ففي اللغة متعة كبيرة وفوائد ضخمة تخص حياة الانسان العملية في المستقبل؛ فهي تستاهل التعب والمتابعة حتى الوصول الى مستوى جيد بإذن الله.

ربي يوفقكم اجمعين