بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد، وعلى آل وصحبه أجمعين.. أما بعد
إن التعليم الاجتماعي يلعب دوراً مهماً في تنمية شخصية الطلاب وتعزيز قيمهم ومهاراتهم، وتأهيلهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع. ولكن في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية السريعة التي يشهدها العصر الحالي، يواجه التعليم الاجتماعي تحديات وصعوبات في تلبية احتياجات وتطلعات الطلاب، وجذب انتباههم واهتمامهم. لذلك، يحتاج التعليم الاجتماعي إلى إدخال تغييرات وابتكارات ترفع من جودته وفعاليته، وتجعله أكثر متعة وتحدياً وإبداعاً للطلاب
ومن بين هذه الابتكارات، يبرز دور المعامل الافتراضية كبيئات تعليمية تفاعلية تستخدم التكنولوجيا لمحاكاة الظروف والمواقف الاجتماعية الحقيقية أو المفترضة، وتوفر للطلاب فرصاً للتجريب والاستكشاف والتعلم من خلال المحاكاة والواقع المعزز. وهذا ما يساعد على تنمية مهارات الطلاب العقلية والمعرفية والتواصلية والتعاونية، وتحفيزهم على التفكير النقدي والإبداعي والابتكاري في مجالات مختلفة من الدراسات الاجتماعية
ومن هذا المنطلق، يهدف هذا المشروع إلى تصميم وتطوير وتقويم مشروع المعمل الافتراضي للتعلم الإبداعي للدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الابتدائية. ويستند إلى بعض الأسس النظرية والتطبيقية التي تربط بين التعلم الافتراضي والإبداعي والدراسات الاجتماعية. ويتضمن هذا المشروع ما يلي
تصميم وبرمجة منصة افتراضية تحتوي على مجموعة من التجارب المتعلقة بالدراسات الاجتماعية، مثل التاريخ والجغرافيا والثقافة والمواطنة والقيم وغيرها. وتتيح هذه المنصة للطلاب الوصول إلى المعلومات والمصادر والأدوات المناسبة لإجراء التجارب والمشاريع التعليمية المتنوعة، والتفاعل معها بطرق مختلفة، ومشاركة نتائجها وتقويمها مع المعلمين والزملاء.
تطوير محتوى تعليمي يربط بين التجارب الافتراضية والمفاهيم والمهارات اللازمة للدراسات الاجتماعية. ويشمل هذا المحتوى دروس رقمية بمخططات انفوجرافيك تفاعلية وتوجيهات وأنشطة وأسئلة وتمارين وألعاب ومسابقات وغيرها من الوسائل التي تساعد على تحقيق أهداف التعلم وتقوية الفهم والتذكر والتطبيق، والتحليل، والتقويم.
تقويم فعالية المعمل الافتراضي في تحسين مستوى الطلاب في الدراسات الاجتماعية، وتنمية مهاراتهم ،وقيمهم، واتجاهاتهم. ويشمل هذا التقويم استخدام أدوات وطرق موضوعية وذاتية ومتبادلة، مثل الاختبارات والمقابلات والاستبيانات وغيرها، لقياس مدى تحقيق الأهداف المرجوة من المشروع، وتحديد نقاط القوة والضعف فيه، واقتراح التحسينات والتطويرات المناسبة له.
وبناء على ما سبق، وجدت أن لهذا المشروع تأثير إيجابي في تعليم وتعلم الدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الابتدائية، ويسهم في رفع مستوى أدائهم وتحفيزهم وإبداعهم في هذا المجال. ونأمل أن يكون هذا المشروع مفيداً وممتعاً للطلاب والمعلمين والباحثين والمهتمين بالدراسات الاجتماعية والتعليم الافتراضي والإبداعي
والله ولي التوفيق
أ.فاطمه مهدي علكم