تاريخ الفرات

قبيلة الولدة

عشيرة الولدة من العشائر القحطانية اليمنية الجنوبية لها عاداتها وتقاليدها وروحها الاجتماعية كباقي العشائر العربية، تنتمي عشيرة الولدة لقبيلة البوشعبان العبيدية الزبيدية وتقاسم عشيرة العفادلة بالانتماء للبوشعبان.

كانت قبيلة البوشعبان تسكن في مناطق تكريت وصلاح الدين في العراق، لكنّها غادرت المكان إلى أعالي الفرات واستوطنت مناطق دير الزور ثم انتقلت إلى الشمال باتجاه الرقة ومازالت، وتعود هذه العشيرة إلى جدّها هازع الشعبان الذي أعقب ولدين هما غنيمة ومحمد ومن غنيمة غانم وعلي ومن محمد ناصر وغنّام، وهي عشيرة ريفية عاشت على ضفاف الفرات فزرعت الأرض وحوت الضرع, وتتوزّع عشيرة الولدة إلى عشائر كثيرة سنأتي إلى ذكرها.

الناصر؛ وهم الشيوخ , ناصر هو جد البوناصر، عاش حوالي عام 1784 وأعقب ولدين (دندل وتعيش حمولته على الضفة اليمنى لنهر الفرات في الشامية، بينما تعيش ذرّية حمد على الضفة اليسرى لنهر الفرات في الجزيرة).

شهد لدندل بأنّه كان رجلا صادقا متواضعا، يتوسّم بوجهه أصحابه الخير، وقد أعقب ولدين هما (سلامة الدندل وصالح الدندل) ذاع صيت دندل واشتهر أيام حكم ابراهيم باشا المصري عام 1840 م.

ومما يذكر عنه، أنّ القنصل الإنكليزي كامبل المقيم في مدينة الاسكندرية أوعز إلى الكولونيل تشيزني عام 1835 م أن يقيم معاهدة مع الشيخ سلامة الدندل، من أجل تلبية حاجات المحطة التي أقاموها في مسكنة من الحطب، وذلك لتأمين الوقود للمراكب، ويقوم عرب الولدة بالتحميل والتنزيل للبضائع، بالإضافة إلى حماية السفن في نهر الفرات بين براجيك والسبخة ودير الزور.

في تقرير للكولونيل سانكي الذي قدّمه إلى القنصل الإنكليزي (سكن المقيم في حلب) يذكر فيه أنّه في سنة 1865 جاءت حملة عثمانية (عصملية) بقيادة ملازم وطالبت بالويركو – الضرائب- فطردهم سلامة الدندل، ويعلّق القنصل الإنكليزي أنّ الولدة بدؤوا يتمرّدون على السلطة العثمانية، خصوصا بعد أن تحالفوا مع جدعان بن مهيد، مما دفع والي حلب – ثريا باشا- للقيام بحملة مؤلّفة من طابورين لتأديب عشائر الرقة.

وفي عام 1869 هاجم جنود الأتراك رعاة البوخميس عند هنيدة، واستولوا على الحلال، فظهر لهم جدعان بن مهيد ومعه سلامة الدندل، واسترجعوا الحلال وأعادوه للبوخميس، كتبت الليندي آلن بلنت حينما زارت مرابع الولدة: (قبيلة غنيّة منذ عشرين سنة، وكانت متحالفة مع عنزة، غير أنّها اليوم عام 1878 فقيرة، بسبب ابتزاز الباشوات لهم في حلب) وشيخهم أحمد الفرج السلامة الدندل وصل صيته إلى الحجاز ونجد.

أعقب الشيخ أحمد سبعة أولاد أكبرهم بركات، وبعد وفاة أحمد تسلّم المشيخة أخاه محمد الفرج وناصر الكتلة الوطنية ضدّ الانتداب الفرنسي، ومثّل عشيرته في البرلمان السوري عام 1928 م واتصل بإبراهيم هنانو في حلب.

امتنع الشيخ محمد الفرج عن جمع الميرة – الحبوب – وتوريدها للإنكليز حينما كانوا في الرقة عام 1942، فقام الإنكليز بنفيه إلى جزيرة قمران في البحر الأحمر، وكان برفقته الشيخ دهام الهادي ومنيس السعدي من شمر.

أعقب الشيخ محمد الفرج خمسة أولاد أكبرهم ناصر، أما الولدة في الجزيرة؛ أي الضفة اليسرى لنهر الفرات فقد كان حمد الناصر فتى طموحا أراد منافسة أخيه دندل على رئاسة العشيرة، لكن أهله رفضوا ذلك بحجة أنّه لا يصلح لها.

طلب حمد من عشيرته أن يسمحوا له بعبور نهر الفرات، فعبر إلى الجزيرة ونزل في منطقة السلحبية بجوار مملحة عبد علي بين منازل العجيل والبوجابر والبوظاهر (الجماسة) واستطاع حمد توحيد العشائر الثلاث التي نزل بينها، أعقب حمد الناصر ثمانية أولاد سكنوا على ضفاف الفرات اليسرى من السويدية حتى شمس الدين، وعنهم صدرت عشائر الولدة، وعندما وزّعت الدولة عام 1866 الأراضي الزراعية على شيوخ الناصر والمتنفذين من أجل استقرارهم في الأرض والكف عن التعدّي على أمن الدولة، استولى حمد الناصر على الأراضي الخصبة وظهر التمايز الطبقي بين الناصر والعشائر الأخرى من الجعابات والعامر والمرادات والعجيل والبوظاهر والبوجابر، فصار الناصر أكثر ثروة وغنى وتحالفوا مع جدعان بن مهيد ضدّ عشائر شمر التي هي صاحبة النفوذ في الجزيرة.

أصبح أبورسان الحمد شيخا للبوشعبان وكان منزله في تلول زيدان شمال الرقة، وكان حاكما قاسيا على عشيرته، وأصبح أولاد أبورسان يتوارثون المشيخة إلى اليوم، ومنهم شواخ البورسان ومن بعده محمود الشواخ وإخوته، أغار ذات يوم على القطار الذاهب إلى العراق وسلب منه عدة بنادق وذخيرة في عام 1941 م.

كان شواخ صديقا للشيخ مجحم بن مهيد ومتحالفا معه، وقامت صداقة بين الرئيس جمال عبدالناصر وبين شواخ البورسان، فمثّل شواخ محافظة الرقة في مجلس الأمة الاتحادي بين عامي 1959- 1962 وأثناء حكم البعث وعندما حُجز نهر الفرات وغمرت البحيرة أراضي عشيرة الولدة، ذهب حينها الشيخ شواخ إلى مناطق الجزيرة العليا واستوطن البهيرة والحاتمية والقامشلي ومناطق أخرى.

أصبح محمود الشواخ شيخ الولدة من بعد والده، وله إخوته نايف ولورنس وخمري وعبدالرزاق وتركي وصالح وحجي الشواخ، ومن عشائر الولدة – عشيرة الحويوات – هم أولاد فهد الملقب حويو بن محمد الهازع الشعبان، أنجب حويو ثلاثة أولاد شريم وردين وعميش وينقسمون الحويوات إلى بطن الكشور والكعبر، أولاد ردين يسمون السالم الناصر.

عشيرة العلي

هي إحدى عشائر الولدة المعروفة، وهم أولاد علي بن غنيمة بن هازع بن شعبان، وينقسمون إلى حسن العلي – وصالح الشهاب أبو حميد،  وفخذ خالد العلي وملحم العلي وحمران العلي ورزق العلي.

عشيرة الترن

الترن هم أولاد علي الغنيمة ويسكنون الخفسة وقرية يثرب وينقسمون إلى الحسين المحمد والحسن المحمد ومانع المحمد وراشد المحمد.

عشيرة الغانم

يقيمون في قرى الحمر والخفسة وعارودة وعين الجاموس ومنهم في منبج والوجاهة في عائلة فصيح الجاسم الغانم ومنهم في حلب.

عشيرة العلي الفارس

يسكنون في قرى الصفصافة والثورة والرقة والخفسة ومنهم فخذ، الشيخاوي – والجبلي – والصناع – والحاجات – والجراح.

عشيرة البومسرة

هي من عشائر الولدة ومنهم الغنّام والعلي والمعيجات والسوابيط.

عشيرة الجعابات

هم أولاد مطر الملقب جعاب ابن محمد الهازع ومنهم فخذ الفرج والسيباط والعبدالله والموسى والهمصي والحصوة والعيسى العلي والقبة والحديد.

عشيرة العامر

فخذ المهنا – والزكو – والبوجريط – المرادات، يقال أنّهم يهود وأسلموا، وقد زار بنيامين التطلي الأندلسي قلعة جعبر عام 1168 وذكر أنّه شاهد حول القلعة بعض العائلات التي كانت أصولها يهودية، وجاء في أحد المراسيم السلطانية العثمانية المؤرخة في سنة 1734 تحت متسلّم الرقة لأخذ الجزية من الأرمن واليهود وبقية الطوائف، ويقول الولدة أنّ المرادات أسلموا على يد حمد الناصر وجرت بينهما مصاهرة.

فخذ المرادات يطلق على كلّ العشيرة والوجاهة في عائلة دعبول الدخيل المراد وعائلة مهاجر الحمود رئيس مجلس الجرنية سابقا؛ أي في عام 2002 ويسكنون قرية الحويش والجرنية.

عشيرة الفردون  

يسكنون حول مسكنة ودير حافر فهم من صايح الولدة ومنهم الحسن – الشحيمة – السلامة – الجلاوطة.

عشيرة البورمضان  

وهم أخوة للولدة والوجاهة في عائلة عناد الحرامي، ويسكنون في قرية السويدة شرق معدان، وهو عارفة وقاضي عشائري ويهتم بالتراث ومكتبته عامرة بالكتب الأدبية والتاريخية ونسبه يعود إلى محمد الجاتم الوهيب الصهيب، ويرتفع إلى بهيج بن ذبيان بن محمد شيخ زبيد في نجد إلى عمرو بن معد يكرب الزبيدي، يتواجد البورمضان في محافظة الرقة والسويدية ورطلة وأبي قبيع والمنصورة ويسمّون الجبارين وفي حماة عشيرة المعيشات في كفرزيتا وهما فخذان: الحرامي – والحاج حابر- الصليخ.

عشيرة البو عتيق

 هم أولاد علي الشعبان وأعقب صالح وحمد الملقب شخري من صالح – الحلامة – الظواهرة – المطبات.

عشيرة البو رجب  

تتوزع بين الرقة وحلب – وهم أخوة للبوشعبان، ومنهم الكنو – والعلي الخليفة – والحسين الخليفة – والمخاتير العمر الشبلي – والموسى الشبلي – والمكاريد – والخصاب.

عشيرة العجاج من البوشعبان

هم أولاد محمد الملقب يالعجاج بن محمد الشعبان ووجيههم الشيخ ابراهيم ومنهم الشاعر والعالم والعارف فصيح الملا أحمد الذي درس في الأزهر وهو ممن دعوا لحضور تتويج الملك فيصل بدمشق سنة 1920 وهو من رفض دعوة الجنرال الفرنسي ديلامون بحلب عام 1921.

ومنهم الدندل – والبيكر – والمناصرة – والإسماعيل.

عشيرة البوحسن

شيخهم فرج الخلف سكنوا الردة شرق مسكنة، ورفع علم الكتلة الوطنية لأول مرة في دار الشيخ خلف عام 1918.

إجمال وخاتمة

تنتمي عشيرة الولدة إلى العشائر القحطانية اليمنية الجنوبية، وبعد هجرتها من اليمن سكنت في مناطق تكريت وصلاح الدين في العراق, وبحسب تسلسل مكان سكناها غادرت عشيرة الولدة العراق إلى أعالي الفرات وتفرعت العشيرة واستوطنت مناطق ديرالزور، ثم انتقلت إلى الشمال باتجاه الرقة ومازالت.

تم الاستفادة من المصادر التالية:

✒️جاسم العبد