🏠︎ الرئيسة » أشعار » هذي القلوب زواجل (حوار مع حمامة)
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 25-09-2019 | 📜 الكامل
نُشرت هذه القصيدةُ في ما بعد في ديوان موسى زمانه (2024)
وقفَتْ بشَجْوِ صبابةٍ تُغري بي
ووقفتُ.. مِلءُ جوانحي تَغريبي
قالَتْ: نأيْتُ عن الديارِ.. ودُونَنا
شَوْقٌ يَشُقُّ طريقَه بلهيبِ
وتركتُ أفراخي ورائي عندما
آنَسْتُ نارًا في رياحِ جَنوبِ
وحدي! فلا ألوي على أحدٍ مضى
أَيْكي المُقامُ.. وسُلوتي تطريبي
* * * *
أنا يا حمامةُ، مِثْلُ دَربِكِ، تائهٌ
أَمْسي الحنينُ.. وحاضري تأنيبي
وغَدي الظُّنُونُ تُحيطُني وتَنوشُني
حتَّى غدَوْتُ كماردٍ مجذوبِ!
لكِ أيكةٌ تُؤوِيكِ.. شَدوٌ مُؤنِسٌ
وليَ التشتُّتُ.. وَحدتي.. ووَجيبي
ما اخترتُ يومًا أن أهاجرَ موطني
لكنَّما اخترتُ اعتزالَ غُروبِ
أخشى ارتدادَ مراكبي.. وأخافُ أنْ
أُطْوَى بَعِيدَ الدارِ والمحبوبِ
فوقفتُ! لا أرضًا قطعتُ.. ولا أنا
أبقَيْتُ ظَهرًا صالحًا لرُكوبِ!
* * * *
فترقرقَتْ منها الدموعُ وأشفقَتْ
وتلاقَتِ الشكوى بلا ترتيبِ
وتمازجَتْ كُلُّ الحُروفِ.. تعانقَتْ
أشجانُنا ضَمًّا بلا تثريبِ
قلتُ: استعيني بالذي أيَّامُنا
تمشي إليه على خُطًى محسوبِ
لم نَلْقَ إلَّا ما نُطيقُ تحمُّلًا
فثِقي بكُلِّ مُقدَّرٍ مكتوبِ
شابَهْتُها.. لم أدرِ فيمَ تشابُهي!
لكنْ لأمرٍ كامِنٍ محجوبِ
فكأنَّما هذي القلوبُ زَوَاجِلٌ
وتآلُفُ الأرواحِ خيرُ نَسِيبِ