🏠︎ الرئيسة » أشعار » الكرش مفخرة الرجال
👤 محمد أحمد البكري؛ محمد حسن بركات | 🗓 15-04-2015 | 📜 الكامل
مُساجَلة ساخرة مع أخي الشاعر أ. مـحمد حسن بركات، دافعتُ فيها عن الكِرْش وأصحابها ونافحتُ –ولم أكُ يومًا منهم!– وتبنَّى هو المُعارَضة والنقد عن صدقٍ وإيمان. وقد نُشرت في ما بعد في ديوان موسى زمانه (2024)
بدأتُ فقلتُ:
الكِرْشُ مَفْخَرَةُ الرِّجالِ.. سَمَوْا به
وتوسَّدُوهُ.. ووَسَّدُوهُ عِيالا
خِلٌّ وَفِيٌّ لا يَخُونُ خَلِيلَهُ
في الدَّرْبِ تُبْصِرُ صُورةً وخيالا
فأجابني:
الكِرْشُ شَيْءٌ –يا صديقُ– مُقزِّزٌ
وَصْفَ البهائمِ.. لا تَكُنْ دَجَّالا!
وكـ«واوِ» عَـمْـرٍو للصَّـديـقِ مُـلازِمٌ
قد أَوْرَثَ الخِلَّ الوَفِيَّ مَلالا!
فقلتُ:
يا صاحِ.. إنِّي قد رَضِيتُ مَشُورَةً
إنَّ المَشُورَةَ ليس تَعدِلُ مالا
مَن للعيالِ مُداعِبٌ ومُؤانِسٌ
مَن غَيْـرُهُ سَيُـؤَرْجِـحُ الأطفـالا؟
مَـن لـ«المَـدامِ» إذا الوِسَـادُ تَحَجَّرَتْ
يَحْنُو عليها خِفَّةً ودَلالا؟
مَن للطَّعامِ إذا ملأتُمْ سُفْرةً
حَمَلَ البَقِيَّةَ فَوْقَهُ ما مالا؟
مَن تستعينُ به لإطرابِ الأُلَىٰ
غنَّـوْا.. وطبَّـلَ راقِصًا مَيَّـالا؟
فأجاب:
أضحكتَني إذ كان قَوْلُكَ ماجِنًا
وظَهَرْتَ لي مُتهتِّكًا مُحتالا!
لكنَّهُ عند التَّحَقُّقِ عائقٌ
وَقْتَ الجهادِ يُقَهْقِرُ الأبطالا
إنَّ النَّحافةَ في الوَغَىٰ محمودةٌ
والكِرْشُ ذُمَّ حقيقةً ومَقالا
إذ صاحبُ الكِرْشِ العظيمِ لُعَابُهُ
إنْ أَبْصَرَ الأكلَ المُنَمَّقَ سالا
فكتبتُ:
هَبْ ما وصَفْتَ شجاعةً وبُطـولةً
ما ضَرَّهُ لو جَنَّبُوهُ قِتالا!
قد فـازَ! نَـجَّـىٰ رَبَّـهُ مِـن قِتْـلَـةٍ
وغدا غنيمتَهُ.. ورَيَّـحَ بالا!
فختم قائلًا:
الجُبْنُ أصبَحَ –يا أُخَيَّ– فضيلةً
القَـوْلُ غَـرَّكَ في القَصِيـدِ ومـالا
إنَّ البَـلابِـلَ في السَّمـا قد غـرَّدَتْ
فَرَحًا.. وفي قَفَصٍ تَرىٰ الأفيالا!
▶️ الكرش مفخرةُ الرجال (قصيدة ساخرة) | 2016