أبو عثمان ...بلقاسم قبلاوي المدعو:الشايب،بلقاسم الاسم الثوري للشهيد،من مواليد 1900 م بدوار تامروت "أولاد رشاش"حاليا.
عاش فلاحا بسيطًا،فقيرًا الحال،يعيش مع أسرته من عرق جبينه لا دخل له سوى ما يجنيه من أرضه،وتربية المواشي.
كانت هوايته الصيد،فأتقن هذه الهواية حتى أصبح يضرب به المثال في إتــــقانـها.
هاجر سنة 1950 م من مسقط رأسه متوجها إلى ولاية الوادي،وبالضبط بلدية "الدبيلة"،تزوج هناك بامرأة تنحدر من نفس منطقته "دوار تامروت" فأنجب معها ولدين وبنت.
اندلعت ثورة نوفمبر 1954 م،فكان من السباقين للمشاركة في حرب التحرير،نظرا لحقده على المستعمر،فكان على اتصال بالمجاهد الكبير المدعو "جمعة لخضر"والمجاهد "مبروك مقدم"،هذين المجاهدين اللذين التحق بـهما في شهر جانفي 1955م، فأتفق معهم بعد تصميم ،على الالتحاق بصفوف جيش التحرير.
وما إن وصل موعد آذان المغرب من شهر جانفي 1955 كما كان متفقا عليه مسبقًا، حضر المجاهدان،وتوكل على الله سيرًا على الأقدام معهما من بلدية الدبيلة ولاية الوادي بإتجاه الجبل الأبيض قرب بئر العاتر ولاية تبسة حاملاً معه سلاحه من نوع "خماسي ألمان".
شارك الشهيد في معارك ساخنة وطاحنة بالجبل الأبيض،وسكياس قرب بئر العاتر، ثم عاد في نفس السنة 1955 م في فصل الخريف ،فشارك إلى جانب المجاهدين "حمة لخضر" قائد المعركة والمجاهد مبروك مقدم ،وكذا تواتي السبتي ،وكزيز ..في معركة كبيرة تدعى "معركة هود شيكة" بولاية الوادي قرب الجديدة،هذه المعركة التي شارك فيها الطيران الفرنسي،والتي نجا منها بأعجوبة نظرا لضراوة هذه المعركة ،كما كتبت النجاة للمجاهدين الذين ورد ذكرهم سابقا ماعدا قائد المعركة "حمه لخضر"الذي أصيب بجروح خطيرة تطلب نقله على بغلة والتوجه به إلى الجبل الأبيض .
كما شارك الشهيد في أغلب المعارك الطاحنة التي وقعت بالسلسلة الجبلية الواقعة بين ولايتي تبسة وخنشلة منها "معركة الخناق لكحل"،وواد هلال،ومعركة الجرف،ومعركة بكارية على الحدود التونسية ثم معركة مشونش وجبل أحمد خدو بالأوراس الأشم.
وهو من الرجال الذين كانوا يعبرون الحدود الشرقية نحو تونس وليبيا قصد جلب الأسلحة،ثـم بعد ذلك التحق بالناحية التي يقودها المجاهد عباس لغرور ،فكان من المقربين منه نظرا لشجاعته وإتقانه فن الحرب حتى أصبح لصيقًا به فشارك معه في عدة معارك وقعت بالجبال الواقعة بين حدود تبسة وخنشلة.
منذ جانفي 1955م،لم يعد الشهيد إلى أهله وأولاده قط، إلى أن وافته المنية فاستشهد في معركة جبال الجديدة،هذه المعركة التي دامت ثلاثة أيام بلياليها سنة 1957م،وكان ذلك في بداية السنة وهي المعركة التي أصيب فيها المجاهد عبد الرزاق بوحارة الذي لا يزال على قيد الحياة وهو عضو في مجلس الأمة الحالي.
الشهيد كان مجاهدا شجاعا إلى درجة التهور،فكان مقدامًا يتقنُ السلاح وفن الحرب إلى أن قلدهُ المجاهد عباس لغرور الرتبة الأولى في هذا الميدان لأنه كان يصيب السيجارة برصاصةِ واحدة عن بعد،وكان عندما يحمي وطيس المعركة وتشتد يقف ويهلل وهو يرمي الرصاص على العدو دون خوف من الموت،فكان مجاهدًا وشهيدًا حقيقيًا بأتـم معنى الكلمة،وهذه بشهادة من عرفوه عن قرب أمثال المجاهد محمد الهادي رزايمية الذي لازال على قيد الحياة والذي أصيب في إحدى المعارك رفقة الشهيد.
أما عن استشهاده في معركة جبال الجديدة التي دامت ثلاثة أيام بلياليها فقد أصيب الشهيد في هذه المعركة بسلاح يسمى "المورطي" أرسل من طائرة حربية فرنسية فسقط جزء من الجبل عليه،وكان آخر حكمة تلفظ بـها للمجاهد المدعو "بلقاسم قلبي"هي "خذ سلاحي لكي لا يأخذه العدو الفرنسي وسوف نلتقي في الجنة عند الله" هذا ما رواه المجاهد "بلقاسم قلبي"ابن فضه عندما جاء بخبر استشهاده للعائلة التي كانت تسكن بالمكان المسمى "قارت" بدوار تماروت أولاد رشاش حاليًا .
الشهيد المجاهد بلقاسم قبلاوي المعروف بالاسم الثوري"الشايب بلقاسم" كان من الأبطال القلائل في صفوف جيش التحرير فكان مقدامًا لا يخشى الموت لأنه التحق بالثورة في أولها فكانت الكلمة التي غادر على أثرها زوجته و أولاده في بداية سنة 1955م،وتركهم في بلاد الغربة بوادي سوف ،لما سألته زوجته آنذاك ...أجابـها بكلمة :"تركت لكم وجه الله ورعايته...فإذا حييت فسوف نلتقي وإذا مت فسوف نلتقي أمام الله"
كانت عقيدته التي التحق بجيش التحرير من اجلها هي "الجهاد في سبيل الله" ولا شيء غير ذلك إلى أن استشهد بعد عامين من التحاقه بصفوف جيش التحرير دون أن يرى فيها زوجته ولا أولاده دون أن يرى فيها زوجته ولا أولاده فكان تاريخ استشهاده بداية سنة 1957م .
وتلقى أخيه صالح التعزية من المجاهد القائد عباس لغرور جاء فيها :"أعزيكم في البطل الشهيد ذراعي الأيمن بلقاسم قبلاوي المعروف بالاسم الثوري الشايب بلقاسم".
بقلم إبنه الأستاذ عثمان قبلاوي منقول من مدونة الأستاذ العربي سعيدي