انعقد ما يسمى بمؤتمر المسار الديمقراطي السوري في بروكسل بين 25 - 26 تشرين الأول / اوكتوبر 2024
أهم ما يميز المؤتمر هو الحضور المكثف للإدارة الذاتية لشرق وشمال سورية كسلطة أمر واقع في جميع مراحل التحضير للمؤتمر كما في إعداده وتنظيمه . وقد توزعت وثائق المؤتمر بين "ورقة الرؤية سياسية " والمبادئ والمفاهيم التي تم اعتمادها بمسار ستوكهولم - الهوية السورية - اللامركزية - القضية القومية " و" المبادئ الدستورية الأساسية " .
إننا نحن الموقعين على هذا البيان نسجل اعتراضنا على الأساس الذي استند إليه عقد المؤتمر وهو مد الجسور نحو سلطة الأمر الواقع في شرق وشمال سورية واعتبارها طرفا مؤهلا للدخول في مشروع تجميع القوى الديمقراطية السورية كما هو الهدف والعنوان المعلن للمؤتمر .
فما يهدف إليه الديمقراطيون السوريون هو تجميع الأطراف الديمقراطية السورية المعارضة للنظام ، ولا يدخل في ذلك سلطات الأمر الواقع التي فرضت نفسها بالقوة والقهر ، وعبر الدعم الخارجي ، والتي تمارس التمييز والعنف والتغيير الديمغرافي وتمنع السوريين من الدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها بدون كفيل وهي بذلك لا تبدي أي حساسية تجاه رابطة الوطنية السورية ، وتغير المناهج الدراسية نحو أفكار ايديولوجية غريبة عن الهوية السورية . ويرتبط قرارها بصورة واضحة بحزب العمال الكردستاني في قنديل .
وفضلا عن الطريقة التي استولت بها على شرق وشمال سورية بالقوة ومن خلال الدعم الخارجي ، والممارسات التي مارستها وتمارسها كما سبق ، فهي على الصعيد الفكري النظري أبعد ما تكون عن الديمقراطية في ايديولوجيتها التي تختلط فيها الستالينية الرثة بالقومية الشوفينية وبفرض سلطتها عن طريق العنف والسلاح . فكيف يمكن تصور أنها مؤهلة لتكون طرفا في أي مشروع يخص تجميع الديمقراطيين السوريين؟
ليس الموضوع هنا حول المسألة الكردية ، فالمسألة الكردية شيء وسلطة الأمر الواقع القسدية التابعة لحزب العمال الكردستاني شيء آخر تماما . وليس تحديد الموقف من تلك السلطة يعني بحال من الأحوال عدم الاهتمام بالحوار مع الأخوة الأكراد الآخرين في هيئاتهم السياسية والمدنية الوطنية الديمقراطية .
لا يمكن غض النظر عن طبيعة وبنية سلطة الأمر الواقع في شرق وشمال سورية ولا عن طرحها الانفصالي وخرائطها لـ "روج آفا" ولا عن علاقاتها الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة وايران والنظام السوري والقفز فوق ذلك كله كما القفز فوق القرار 2254 وطرح مسار بديل لا يعني سوى الانحراف عن مبادئ الثورة السورية الوطنية الديمقراطية .
إننا ندعو النخب السورية المتورطة في هذا المشروع السياسي للتراجع وإعادة النظر في خطواتها السابقة ، كما نستنكر كل الاستنكار عقد ذلك المؤتمر والذي تحاول قسد توظيفه سياسيا لانتزاع مشروعية وطنية ديمقراطية تتغطى بها لشق الصف الوطني والمضي قدما في برنامجها لبناء كيان سياسي انفصالي ، فالعبرة ليست في الأقوال لكن في الأفعال والممارسات على الأرض
عاشت سورية حرة موحدة
عاشت الثورة السورية ثورة الحرية والكرامة .