الإبحار الآمن في الانترنت
إن الإنترنت في عصرنا الحاضر مسألة حضارية رفيعة, فهو لغتها الناطقة والمقروءة لتنمية المجتمع وتطويره, وهو أداة حيوية في نشر العلم, وأصبح المرجع الشامل الضروري لكل العلماء والباحثين وطلاب العلم. ومن هنا نقول أن الإنترنت هو بمثابة المعلم عند طالب العلم ومن يريد أن يجتهد وينجح في الحياة. لأن من خلال استخدامه يستطيع أن يشاطر المعلومات والبيانات وإجراء الأبحاث مع زملائه في جميع أنحاء العالم.
فالإنترنت هو جزء لا يتجزأ من حياة الأولاد من جميع الأعمار, حيث يضع بين أيديهم فرصا جديدة, وهو اليوم جزء مركزي في حياتهم اليومية، حيث يدخل الأولاد والفتية إلى الشبكة من أجل إعداد الوظائف البيتية، التحدث وتبادل المواد مع الأصدقاء, أو يستعملونه لاستخدامات أخرى كثيرة. إلا أن هناك أماكن قد يتضرر الأولاد منها إذا لم يكونوا على درجة من اليقظة لما يدور من حولهم, فهذه مسؤولية الأهل، يراقبون أولادهم ويوجهونهم لدخول المواقع المفيدة, فالمبدأ من استعماله هو الاستفادة والإفادة بشكل عام فيما لو أحسن استخدامه وللغاية التي أنشئ من اجلها.
وإنه بقدر إيجابياته السابقة وبالرغم من الدور التعليمي الذي يؤديه الإنترنت, فإنه يجب الحذر والانتباه من سوء استخدامه، فقد يسبب لمستخدميه أقل ما يوصف به بأنه خطير وسلاح ذو حدين إذا لم يحسن استخدامه، وخاصة من قبل الأطفال والمراهقين إذا لم يوجهوا على عدم الوقوع في أحابيل الشبكات والمواقع المحظورة التي تحض على الانحلال الأخلاقي، ووقوعهم أسرى للإنترنت في ملازمة المواقع الممنوعة والمحرمة وقضاء ساعات في الدردشة غير البريئة وتعلم العادات السيئة في تعاطي المخدرات ولعب القمار، والإصابة بالأضرار الجسدية والنفسية، والعزلة الاجتماعية.
ومن هنا نقول إن للأهل الدور الأهم والكبير في توعية أبنائهم بتنظيم أوقات استخدام الإنترنت, وتحديد المواقع التي يسمح بالدخول إليها وبإشراف وتوجيه متواصل, كما يجب العمل على غرس القيم الدينية والاجتماعية والخلقية والثقافية في نفوس أبنائنا منذ التعليم المبكر وخلال التوجيهات والإرشادات الهادئة والقدوة الحسنة في الأسرة والمجتمع والمدرسة, لكي نتمكن من إنشاء جيل صالح وغير مفكك, هدفه الوحيد العلم والثقافة والنجاح في الحياة.
وبعد تأكيد ضرورة إتباع ما سبق ذكره، فعلى الأهل أن يبقوا على اطلاع على كل ما يفعله أولادهم على الانترنت، "من خلال معرفة المواقع التي يزورها الأولاد، والعمل على ضبط الكومبيوتر الذي يستعملونه عبر برامج حماية وأنظمة دخول معينة تمنع دخول مواقع إباحية أو فاحشة، وغيرها من الأمور الضرورية لضمان سلامة الأولاد وحمايتهم من أي اعتداء أو استغلال".
والله ولي التوفيق