Research Abstracts (Arabic)

عينات من ملخصات البحوث باللغة العربية

وسائل الإعلام الاجتماعية وإدارة الأزمات: نماذج عملية

د. الصادق رابح

تمثل وسائل الإعلام الاجتماعية، كالمدوّنات والشّبكات الاجتماعية مثل الفايس بوك والتوتير وغيرها فضاءات حديثة يتردّد عليها الكثير من الأفراد، وبالتالي فإنها تمثّل مصدرا للكثير من التصورات والتّمثلات التي يحملها هؤلاء عن العالم من حولهم. ولا تشكّل المؤسسات، كيفما كان حجمها وطبيعة أنشطتها، استثناء في هذا الصدد، حيث يمكن لهذه الفضاءات أن تساهم بهذا القدر أو ذلك وفي هذا الاتجاه أو ذلك، في تشكيل صورتها الذهنية. وبالتالي فإن فقه هذه الوسائل بجميع أبعادها التّقنية والاجتماعية والثقافية، والاستثمار في توظفيها بشكل برغماتي يمثل رهانا استراتيجيا لا غنى للمؤسسات عنه. ويغدو هذا الوعي بأهمية هذه الوسائل أكثر إلحاحا عندما تتعرض المؤسسات لأزمات قد يؤدي التعامل معها برؤى إستراتيجية قاصرة وعدة تسويقية قديمة وغير ملائمة الى استفحالها وربما الى تقويض ما بنته من رأسمال رمزي (الصورة الذهنية) اجتهدت في بنائه عبر سنوات عديدة.

يتمثل السؤال المحوري الذي تسعى هذه الورقة الى مقاربته في الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعية في إدارة الصورة الذهنية للمؤسسات أثناء حدوث الأزمات، وآليات توظيفها توظيفا عمليا استراتيجيا وليس ظرفيا، وكيف يمكن أن تشكل رافدا محوريا، إذا ما أحسن استثمارها، في إدارة الأزمات والحد من آثارها والتقليل من انعكاساتها على الحضور المهني والمكانة الاجتماعية للمؤسسات. تعتمد الدراسة على عرض بعض دراسات الحالة التي قاربت طرق توظيف وسائل الإعلام الاجتماعية في إدارة الأزمات، مثل شركة دال، وسوني، والشركة البريطانية للبترول (بي.بي)، مشفوعة ببعض المقترحات حول كيفية توظيف وسائل الإعلام الاجتماعية توظيفا فعالا، والتي يرى الباحث أن الأخذ بها يمكن أن يساعد المؤسسات على استشراف أدائها وبالتالي تجنب الأزمات المحتملة.

الكلمات الدالة: وسائل الإعلام الاجتماعية، إدارة الأزمات، الصورة الذهنية، شركة دال، شركة سوني، الشركة البريطانية للبترول (بي.بي).

المدوّنات والوسائط الإعلامية: بحث في حدود الوصل والفصل

د. الصادق رابح

ملخص

يمكن النظر الى المدوّنات، من منظور إعلامي، كفئة جديدة من فئات الأخبار والأحداث الجارية. ورغم أن غالبية المدوّنين لا يدّعون ممارسة العمل الإعلامي بالمعنى المتعارف عليه في وسائط الإعلام التّقليدية، إلا أن الكثير من المبادئ التي تقوم عليها التدوين في مقاربته للفضاء الإعلامي يمكن أن تشكّل مساءلة و"تحدّيا" للمعايير المهنية التّقليدية. فالتّفاعل مع الجمهور، والشّفافية في سيرورة معالجة وبث الأخبار، وجماعية (التّشارك) إنتاج الأخبار، الخ، تمثل أبرز المظاهر المتقاسمة في الفضاء التّدويني. إن التّدوين وهو يسائل الفهم التقليدي لماهية الإعلام، قد أعطى دفعا قويا وبعث حياة جديدة في الرؤى التي طالما تطلّعت الى تحوّل في نموذج ومنظور الممارسة الإعلامية في عصر الانترنت.

سعيا الى المساهمة في النقاش الدائر حول تأثيرات التّدوين على الممارسة الإعلامية وجعله أكثر فاعلية، وعمقا وانتظاما، تبحث هذه الورقة حدود الوصل والفصل القائمة بين التّدوين والإعلام وتجليات ذلك في الفضاءين، كما تقترح محاولة تصنيفية للمدوّنات الإعلامية، تشمل تلك التي تقيم حدود دنيا مع الممارسة الإعلامية، وتلك التي ترتبط ارتباطا مؤسساتيا بوسائل الإعلام القائمة، حيث نجد، من ناحية، المدوّنات التي ينتجها الأفراد في استقلالية تامة عن الوسائط الإعلامية، ومن ناحية أخرى، فئة المدوّنات التي تشكّل جزء من الوسيلة الإعلامية والتي يقوم عليها أحد إعلاميي المؤسسة. أخيرا، تسعى هذه الورقة الى التّدليل على أن المدوّنات تمثّل تجلّيا محوريا من تجلّيات التّحولات المتلاحقة في العلاقات القائمة بين المواطن والوسائط الإعلامية والإعلاميين ؛ وهي تحوّلات تعيد النظر في الافتراضات التي غالبا ما تأسست عليها الأدوار التقليدية لوسائل الإعلام.

الكلمات الدالة: التّدوين، المدونّون، إعلام المواطن، الوسائط الإعلامية التقليدية، الإعلاميون المهنيون، الجمهور الفاعل.

الصحافة الإلكترونية وعصر الواب 2.0

ملخص

إذا تجاوزنا البعد التقني في ظاهرة الواب 2.0 وركّزنا على أبعاده التّفاعلية تحديدا، أمكننا القول أنه يمثّل تحولا ليس فقط في بنية المؤسسات الصحفية نفسها وآليات عملها، بل أيضا في العلاقات بين هذا الوسيط وجمهوره. فقد مكّن الواب 2.0 المؤسسة الصحفية من تجديد ممارستها وفتح لها آفاقا سواء على مستوى المقروئية أو العائدات الإعلانية. كما أتاح للمستخدم الانتقال من موقع المستهلك السلبي الى المشارك الفاعل في صناعة المضامين الصحفية وإن بدرجات متفاوتة بين مجموع الوسائط الصحفية الإلكترونية.

تبحث هذه الدراسة واقع الممارسة الصحفية الإلكترونية في عصر الواب 2.0، وتركز تحديدا على التّعرف على مدى تبني هذه الصحافة الإلكترونية للآليات التي تشكل خصائص هذا الواب وحظها من تطبيقه، مسترشدة في ذلك ببعض التجارب الصحافية العالمية الرائدة في هذا الشأن. وتسعى الى إنجاز ذلك من خلال الأخذ بمقاربة استقصائية، والاستئناس بمجموع الأدبيات التي تناولت هذه الإشكالية. وهي إذ تقوم بذلك، تنطلق من افتراض أن الصحافة الإلكترونية، عموما، تتفاوت في نصيبها من تطبيقات الواب 2.0 من فضاء ثقافي الى آخر، فبعضها ما زال تقليدي الرؤية والممارسة، والبعض الآخر الذي ينتمي الى فئة المجددين بادر الى استثمار الإمكانات الهائلة التي يتيحها هذا الواب.

الكلمات الدالة: الوسائط الإعلامية العربية الإلكترونية، الواب 2.0، الممارسة الإعلامية، التّفاعل، البيئة الثقافية.

"إعلام المواطن": بين الخطابات الاحتفائية والرؤى المعارضة

ملخص

كثر الحديث، في الفترة الأخيرة، عن حدوث تحوّلات "كبرى" في الفضاء الإعلامي التّقليدي أدّت الى ميلاد صيغ إعلامية تميل الى التّفاعل والتّشارك والتّقاسم، وتتخطى النّمط القديم القائم على ثنائية المرسل والمتلقّين، مبتدعة صيغة جديدة في التّواصل تثمّن التّحاور التّبادلي: من الجماعة الى الجماعة؛ ذلك ما تصفه الكثير من الأدبيات "بإعلام المواطن"، أو الإعلام " التّشاركي"، أو "التّقاسمي".

تسعى هذه الورقة البحثية الى ممارسة حفر معرفي في "مفهوم" "إعلام المواطن" وتجلّياته، والمضامين التي يجسّدها، مسترشدة في ذلك بمنهج استقصائي، ومرتكزة على ما يتوفّر لها من رؤى وتحليلات الفاعلين المهتمين بهذه الإشكالية، ومستعرضة الخطابات المحتفية به، والرؤى المعارضة له. كل ذلك مشفوع بقراءة أولية تقييمية تروم التّعرف على معالم هذه الممارسة، وعلاقتها بفضاء الوسائط الإعلامية التّقليدية، متسائلة عن أفق هذه العلاقة، هل سيكون تكامليا أم تنافريا اقصائيا، وعن الصيغة المستقبلية للممارسة الإعلامية للفضاء الإعلامي: هل ستكون السّيادة فيه لنمط "إعلام المواطن" القائم على التّشارك، بحيث يدفع بالنّمط التّقليدي الى الهامش، أم الأمر سيتّخذ صيغة "هجينة" تآلفية تجمع بين أفضل ما في النّمطين؟

الكلمات الدالة: "إعلام المواطن"، وسائل الإعلام التّقليدية، الانترنت، التّفاعل، الخطابات الاحتفائية، الرؤى المعارضة.

الفضاء المُدوِّناتي: انبعاث حامل اتصالي جديد أم توهّمات جماعية جديدة؟

ملخص

تهتم هذه الورقة البحثية، تحديدا، بمدوّنات الأحداث أو الأخبار، أي بالمدوّنات التي تتبنى مقاربة مشابهة لتلك التي تأخذ بها وسائل الإعلامية التقليدية. فالمدوِّنة، باعتبارها حاملا إعلاميا جديدا، كما يرى البعض، تمثل إيذانا بميلاد نوع جديد من الإعلام، يُسمّى التّقاسمي أو التّشاركي أو المواطني، قادر على تخليق ممارسات إعلامية تجديدية. وبهذا المعنى، فإن المدوّنات أو فضاء المدوّنات، تتجلى في الكثير من الخطابات والتصوّرات كمخارج خَلاَصِية من "سطوة" وسائل إعلام تقليدية غالبا ما تغيب عنها المضامين الإخبارية التي يحتاجها الأفراد/المواطنون، بل إنها في الكثير من الأحيان تجنح الى ممارسة التضليل. هذه الحوامل الجديدة ربما تستطيع استحداث فضاءات جديدة مستقلّة للتبادل، تمنح الأفراد القدرة على التّخلص من الكثير من الإكراهات، والتبادل التفاعلي القائم على تعدّد الآراء.

تهدف هذه الورقة الى مسائلة هذه المُسَلَّمة، التي يتقاسمها الكثير من الانترناتيين، إن لم تكن غالبيتهم. فالسؤال المحوري يتمثل في كيف ستتكئ هذه الحرية الإعلامية، التي هي جزء من التّصورات الجماعية (بمعنى الخطابات الجماعية التي تتضمنها المدوِّنات نفسها)، على معايير جماعية تتناقض معها ومع الحرية الإعلامية للأفراد. سنسعى الى تبيان أنه لا يجب النظر الى هذه التّصورات الجماعية كخطر خارجي يهدد الفضاء الدّيمقراطي الجماعي، بل كتوتّرات داخلية يولّدها هذا الفضاء ذاته، حيث تتنافس تصورات متعدّدة للديمقراطية.

الكلمات الدالة: المدوّنات، الفضاء المدوّناتي، التصورات الجماعية، الإعلام المواطني، حرية التعبير.

في مصادر الرؤية الإعلامية الفرنسية للإسلام

ملخص

إذا كانت الصور القبلية المتأصلة في العقل الغربي قد تولدت من جراء التباعد الثقافي في الماضي بين الكتلتين الحضارتين المتنافستين والمتعاديتين في نفس الوقت (الإسلام والمسيحية، خاصة في شقها الكاثوليكي)، فما الذي يبرر وجودها في الوقت الراهن ولاسيما وقد تقاربت الحضارات وتلاقحت مع انتشار وسائل الإعلام بكل أنواعها ؟ هل هذه الصورة التراكمية عفوية التكوين أم هي حصيلة كتابات جاهلة بالإسلام وبالتالي معادية له منذ العصور الوسطى وحتى اليوم ؟ ولكي نجيب بموضوعية على هذه الأسئلة فقد حاولنا أن نتعرض بالدرس لبعض ما كتب حول الإسلام بهدف التوصل إلى معرفة صورة الإسلام من جانب، ومن جانب لآخر بهدف إظهار أن الخطاب الحالي الإسلام يتغذى ولو بطريقة غير واعية بصور ذهنية ضاربة في القدم ؛ وهى وحدات ذهنية استعصت على "القطيعة الإبستيمولوجية" ولم تفلح العقلانية في إخضاعها للنقد الذي يجردها من "قدسيتها" التاريخية، التي لا تعيها غالبية من تسيطر عليهم بطريقة غير واعية.

تهدف هذه الورقة البحثية الى هدفنا إلى دراسة المصادر التي غذت ومازالت المخيلة الغربية في رؤيتها وتصورها للإسلام. وتنقسم هذه المصادر إلى قسمين الأول منها هي كتابات غربية تحط من قدر الإسلام والمسلمين والثاني هو الممارسات داخل العالم الإسلامي التي تلصق بالإسلام والتي عادة ما تستغل إعلاميا بشكل سلبي للهجوم على الإسلام.

الكلمات الدالة: الخطاب الإعلامي، الإسلام، فرنسا، الاستشراق، القرون الوسطى، المخيال الجمعي.

فضاء الطفولة والوسائط الإعلامية والمجتمع الشبكي: بين التفاعل والتنافر

ملخص

إذا ما تجاوزنا الخطابات التّخويفية، التي تنزع الى التّهويل واقصاء الرؤية العقلانية، حول التفاعلات أو "التأثيرات" التي تقيمها الوسائط الإعلامية بفئتيها القديمة والحديثة، وتحديدا التليفزيون، مع فضاء الطفولة، وجب مساءلة الأسس التي تقوم عليها هذه المخاوف، وغربلتها لتبيّن العقلاني منها والفنتازي، حتى إذا ما أقدم الفاعلون الاجتماعيون على فعل "إصلاحي" تكون شرعيتة واضحة. فهل المخاوف القائمة تستدعي تدخّل الفاعلين المؤسساتيين للحد من "تأثيرات" هذه الوسائط على الفئة المعنية، وما مدى نجاح الاستراتجيات الفوقية. وهل أن الفعل المؤسساتي متساوق مع الرهانات الجديدة التي تتموقع ضمن سياقات تميل الى غلبة اللامادي واتساع غير مسبوق لفضاء الوسائط الإعلامية؟

تسعى هذه الورقة البحثية الى تقصّي هذه الإشكالية محاولة ضبط تخومها، ما أمكن ذلك، ومَفَصَلة عناصرها والتعرّف على تفاعلاتها، بهدف توسيع دائرة الرؤية. وإذا كان ليس في مقدروها القبض على كل تفاصليها (ولا تدّعي ذلك)، فإنها تركيزها سوف ينصب على ثلاثة أبعاد أساسية، هي: تقصي وتتبع العلاقات التفاعلية بين الطفولة والوسائط الإعلامية، وذلك من خلال استثمار الأدبيات التي تناولت هذه الإشكالية؛ وتجليات المجتمع الشبكي، في فضاء الطفولة، من خلال التعرض لأهم حوامله التقنية مثل الانترنت والشبكات الاجتماعية وغيرها؛ والتربية على الوسائط الإعلامية والمجتمع الشبكي، التي تعد أحد الآليات العملية في إيجاد صيغ صحية تحكم العلاقة بينهما وبين فضاء الطفولة. ذلك أنه على الرغم من تسليم الباحث ووعيه بعدم توازي موارد هذين الفضاءين، فإنه يميل الى استبعاد أن تكون الطفولة "دمية" تفعل بها الوسائط الإعلامية، بنسختيها القديمة والحديثة، ما تشاء، كما يذهب الى ذلك بعض القائلين بالتأثير الكاسح.

الكلمات الدالة: الطّفولة، الوسائط التّقنية، المجتمع الشّبكي، التّفاعل، الشّبكات الاجتماعية.

من تجليات إدماج التكنولوجيات الإعلامية والاتصالية الحديثة في المؤسسات الصحفية

ملخص

تمثل التحولات الكبرى التي يشهدها فضاء المؤسسات الصحفية، نتيجة لإدماج التكنولوجيات الإعلامية والاتصالية الحديثة، حقلا دراسيا ملائما لتقديم بعض القراءات المتقاطعة التي تستثمر أكثر من فرع معرفي. فهي فضاء تجريبي ثري سواء بالنسبة لدراسي علوم الإعلام والاتصال، أو الاقتصاديين والقائمين على إدارة شؤون المؤسسات الصحفية. إن الانترنت، باعتبارها تجسد أكثر مظاهر هذه التحولات بروزا، لم تعط فقط دفعا لتسريع التحديث التكنولوجي، بل تجاوزته الى إحداث تغييرات في المشهد الصحفي مع ميلاد الصحافة الإلكترونية.

تأسيسا على ما سبق، يمكن تكثيف إشكاليتنا البحثية حول سؤالين محوريين: ماهي انعكاسات تسرب وإدماج الانترنت في الحقل الصحفي على المؤسسات الصحفية؟ هل تُغَيِّر الشبكات الرقمية طبيعة المهنة الصحفية؟ بمعنى آخر، ماهي نوعية الاختلالات الهوياتية التي ستنتج عن هذا التحول، على اعتبار أن هناك عددا متزايدا من الفاعلين الجدد (أصحاب المدونات الشخصية Blogs مثلا) المندمجين في ما يمكن أن نطلق عليه وظيفة الخبرة الإعلامية، والذين لم يتم تأهيلهم حسب المعايير الأكاديمية والمهنية للصحافة الكلاسيكية؟

سنستثمر في مقاربتنا التحليلية لهذين السؤالين المحوريين بعض العدة المنهجية والنتائج التي توفرها لنا كل من علوم الإعلام والاتصال والعلوم الاقتصادية والإدارية. سنعتمد في محاولتنا للإجابة عن التساؤلات التي تثيرها التحولات داخل فضاء المؤسسات الصحفية، على ثلاثة اتجاهات بحثية غالبا ما يتم استثمارها في علوم الإعلام والاتصال: السوسيولوجيا السياسية لاستخدامات التجديدات التكنولوجية؛ تطبيق تداولية مدرسة بالو ألتو على حقل مهني بعينه؛ ونظريات السيبر ثقافة والتّعقد.

المعلومات: في البحث عن فاعلية معرفية للمفهوم

ملخص

تكمن أحد التناقضات التي يمكن معاينتها في أنه بالرغم من الانتشار الواسع لمصطلح "مجتمع المعلومات"، إلا أن هذه الظاهرة لم تشكل، الى فترة قريبة، حقلا معرفيا أكاديميا مستقلا، يرتكز الى عدة منهجية ومعرفية خاصة. ولا أدل على ذلك من "إسقاط" أو "تجاهل" أحد المرجعيات السوسيولوجية المهمة له في النسخة الأولى من أحد مؤلفاتها المرجعية. إذ نجد أن أغلب المفاهيم المستخدمة في استجلاء طبيعة الحراك الاجتماعي والثقافي، تركزت حول الحداثي وما بعد الحداثي، الرأسمالية المنظمة والرأسمالية "السائبة"، مجتمع الرفاه والمجتمع المتعولم، الخ.

إن أكثر الاجتهادات المعرفية ثراء في البحث عن إطار مفاهيمي يمكننا من فهم التحولات الجذرية التي يعيشها المجتمع العالمي باعتبارها تمثلا أفقا جديدا، يمكن التأريخ لها ببداية المنتصف الثاني من القرن العشرين، وتحديدا مع ظهور ثلاثية مانيال كستلس حول عصر المعلومات، حيث رأى البعض أن هذه الثلاثية قد تضمنت تحليلا "شاملا" للآثار الاجتماعية التي أحدثتها الثورة الرقمية، وبالتالي أضفت شرعية على هذا الموضوع الدراسي ضمن حقل العلوم الاجتماعية.

تأسيسا على ما تقدم، تتناول هذه الدراسة، عبر جهد بحثي منتظم ومتكامل، مفهوم مجتمع المعلومات وتتتبع المسارات التاريخية التي مر بها، محاولة استجلاء تمظهراته الحالية في الفضاءات الاجتماعية والثقافية، محللة السياقات التي جعلت منه تيمة دراسية تتمتع بالشرعية الأكاديمية داخل فضاء البحث الاجتماعي. كما تستعرض الإطار المفاهيمي والأفكار المحورية لمانيال كستلس كما جاءت في ثلاثيته، محاولة استجلاء دلالاتها على مستقبل البحث الاجتماعي.