تاريخ ظهور البرولة أوالبراول


للإشارة فإن هذا اللون الفني ظهر في القرن السابع عشر - 1549/1659- مع الدولة السعدية التي كما يقول عبد العزيز بن عبدالجليل: كان لازدهارالحركة الإقتصادية في عهد السعديين انعكاسات طيبة على الميادين الفنية والأدبية و قد ساعدت على ازدهار الفن المعماري الذي ما تزال آثاره باقية على قلتها تشهد بسمو ذوق البناة والمهندسين, كما ساعدت على إزدهار فن الموسيقى وبخاصة إثر الهجرة الكبرى لمسلمي الأندلس

على ماينبغي الإشارة إليه ها هنا أن بعض فناني المغاربة آنذاك بلغوا من المستوى الفني ما أهلهم لإبتداع بعض اساليب التأليف الموسيقي, ناهيك عن نوبة الإستهلال وميزان الدرج

يضيف الكاتب قائلا : وإذا جاز لنا أن نعتبر إبتكار نوبة الإستهلال فتحا جديدا في دنيا اللحن والمقامات, فلقد جاءابتكارالدرج ليكلل تاج الإبداع بما أضفاه على الموسيقى الأندلسية من حلل في دنيا الإيقاع , ذلك أن الموازين الأندلسية التي كانت شائعة لم تكن تعدو الأربعة هي: البسيط – القائم ونصف – البطايحي – القدام فأصبحت خمسة بعد إبتكار الدرج الذي يظهر أنه اشتق إسمه هذا من كونه أدرج في ميزان البطايحي

ويعتبر هذا إبتكار مغربيا صرفا إذ لا وجود بتاتا لميزان الدرج في المالوف التونسي أوالغرناطي الجزائري

وقد كان من نتائج هذا الإبتكار أيضا إغناء الموسيقى المغربية بألحان وميازين جديدة زادت في إنماء التراث المغربي

وإلى جانب هذا إكتملت على العهد السعدي فأصبحت تضم ضروبا من النظم الشعري من صنعات فصيحة وأزجال وموشحات وبراول مغربية تمتاز بشعبيتها وخفة الحانها ومن جهة اخرى فإنه ما أن أطل عصر السعديين حتى ظهرت في مجال الموسيقى والغناء أوزان جديدة في الملحون هي المبيت ومكسور الجناح والمستت والسوسي....... الخ

مدخل إلى تاريخ الموسيقى المغربية ص 88-90 - عبد العزيز بن عبدالجليل

بتصرف

______________________________________________



كيف إنتشرت البراول وكم عددها


يقول الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالجليل :لقد ظل إنشاد البراول التي التي إبتكرها المغاربة في بادئ الأمر محصورا في أوساط ارباب الزوابا الدينية وبذلك لم يضمها محمد بن الحسين الحايك لكناشه.فلما أل هذا الكناش إلى لجنة المراجعة في عهد السلطان المولى الحسن الأول ضمت إليهابعض تلك البراول واصبح تداولها شائعا بين منشدي الألة


ويبلغ تعداد البراول التي تتضمنها النسخ الحديثة من كناش الحايك خمسا وستين65 برولة موزعة على سائر ميازيين الدرج والقدام في النوبات الإحدى عشر

نسبت ثلاثة عشر 13 برولة إلى الشيخ محمد الحراق المتوفى 1361 هجرية وإثنان إلى أحمد بن علال الشرابلي أحد متصوفي مراكش في القرن الثاني عشر 12 الهجري وبرولة واحدة لأحمد بن العربي عاشور المتوفى 125هجرية, وأخرى للحاج إدريس بنجلون


ولا بد هنا للتنبيه على أن بعض البراول التي تتضمنها النسخ الحديثة لكناش الحايك تشكل في واقع الأمر مقطعات من برولة واحدة ترد متفرقة في الميازين.وكمثال على ذلك برولة ( مير الحب احراج مهجتي ) فإن قسميها الأولين يستعملان بدرج رمل الماية, بينما يستعمل باقي اقسامها بدرج الرصد ونتيجة هذه التجزئة فإن عدد البراول يتقلص إلى ما دون خمسة وستين برولة, تتوارد أغلبية مقاطعها عبر الأدراج والقدادم سبعا وتسعين 97 مرة تبعا لوضعها عند كل من ابن منصور وابن جلون


كتاب الموسيقا الأندلسية المغربية فنون الأداء - ص 154 عبدالعزيز بن عبدالجليل

بتصرف

______________________________________________


Ali Siali : إعداد