وفي طفولته تعلم الشهيد الكتابة و حفظ القرآن الكريم في أحد الزوايا بطامزة التي كانت تنتمي إلى مشايخ أولاد عمران الذين جاؤوا من جلال إلى دوار طامزة المنطقة الجبلية المميزة بأشجار البلوط و الصنوبر ، و ذلك لنشر العلم و الثقافة و تعليم القرآن الكريم لأهل المنطقة .
و عند بلوغه سن الرشد أصبح من بين التلاميذ المتفوقين مما جعل القائمين و المشرفين على هذه الزاوية في التفكير لإرساله في بعثة علمية إلى معهد الزيتونة بتونس ، لكن الظروف الاجتماعية و المادية و السياسية بخاصة لم تسمح لهم بتنظيم هذه البعثات إلى الخارج حيث أصبح فيما بعد معلما بدشرة أولاد عمران لعدة سنوات و ترك مهنة التعليم و أصبح يمارس التجارة أي تاجر متجول بين الشرق الجزائري منطقة الأوراس و هناك تعرف على الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد أين تعرف أيضا على عدة مقاومين و مناهضين للإستعمار الفرنسي و هذا قبل اندلاع الثورة التحريرية المباركة و في بداية الخمسينيات ذهب إلى مارسيليا .فرنسا ، في مهمة تجارية حيث استقر في هذه المدينة أكثر من سنة .
و في نهاية سنة 1954 أستدعي من فرنسا للإلتحاق بالتنظيم المسلح ضد الإستعمار الفرنسي في منطقة طامزة ، و في هذه الفترة ألغى جميع مشاريعه التجارية و طموحاته المستقبلية و استجاب لنداء الواجب و التحق بالثورة التحريري، حيث كلف كمسؤول للناحية- طامزة- وتم تجنيد أكثر من 100مجاهد من "عائلته أولاد عمران"،وأغلبهم أستشهدوا في ميدان الشرف.و شارك فيما بعد في عدة معارك حربية ضد الإستعمار الغاشم إلى أن أصبح بطلا و قائدا ثم ضابطا في الأوراس -النمامشة - بالولاية التاريخية الأولى .
و فعلا ، استخدم جميع طاقاته المادية و المعنوية و استعمل كل وسائله الخاصة ضد الاستعمار من أجل تحقيق الحرية و الاستقلال للشعب الجزائري .
حيث قاد الشهيد البطل عبد الرحمان عمراني عدة معارك حربية بالولاية التاريخية الأولى ، و هذا بناء على أقوال المؤرخين و المجاهدين أهمها :
1- معركة واد طامزة قرب دشرة اولاد عمران ( تيسرقلت ) سنة 1955 م .
2- معركة أولاد ميرة بضواحي دائرة الحامة و بلدية الرميلة ، قايس ، مع ابن عمه الشهيد الهادي عمراني سنة 1956م.
3- معركة أزيريز بدوار طامزة حيث تم هنا الإتفاق و الاتحاد بين أعراش و أعيان المنطقة لتسليح الأهالي و الهجوم على الثكنة العسكرية بعين قيقل وتم اسقاط طائرة مروحية سنة 1956 ،وهنا أستشهد أخيه عبد الرحيم ، (وهي أول طائرة مروحية تسقط في جبال الأوراس ).
4- معركة عين قيقل التي قادها البطل الشهيد في نصب كمين لمشاة القوات الفرنسية ، مما أدى إلى خسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي سنة 1957 (حيث مازال سكان المنطقة يتذكرون الكمين الذي عاد عليهم بالإنتقام الوحشي على الأهالي ).
5- معركة حجرة المصلى قرب حمام الصالحين بخنشلة الذي كان فيها القائد البطل مع جيشه و عتاده . بالإضافة إلى الأطباء و الممرضين في طريقه إلى الحدود التونسية، و هي المعركة الأخيرة ضد القوات الفرنسية و استشهاده هنا مع مجموعة من المجاهدين و الأطباء و الممرضات. و هذا في سنة 1958 و هذا بناء على المؤرخين و أقوال المجاهدين عند نهاية المعركة .
و عند استشهاده في هذه المعركة العنيفة التي مازالت محل اهتمام و مناقشة من قبل المؤرخين الجزائريين و الفرنسيين إلى يومنا هذا،حيث قامت سلطات الإستعمار الفرنسي باستعراض جثة الشهيد عبد الرحمان في خنشلة و أيضا في سوق طمقرة بدوار طامزة ، و استدعاء بعض أقاربه العائلية .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
نبذة تاريخية عن الشهيد البطل عمراني عبد الرحمان
Amrani Abderrahmane 1934-1958
ولد الشهيد عبد الرحمان بن الطاهر بن عبد الرحمان عمراني
وابن وناسة بنت الشريف عمراني في 17/02/1934
بدوار طامزة ولاية خنشلة.
لمزيد من المعلومات أكثر راجع المصادر التالية :
1- Alistair Horne , A Savage War of Peace : Algeria 1954-1962 , (London : Pa Permac 1987)
2- Servan – Schreiber , John-Jacque, Lieutenant in Algeria( New York : Knopf , 1957)
3- John Talbott , The War without a Name : France in Algeria 1954-1962 ( London : FABER , 1980)
4- عبد المجيد عمراني جان بول سارتر و الثورة الجزائرية : 1954-1962 (القاهرة : مكتبة مدبولي ، 1996).