الارتداد الذاتي

قمْ للمعلمِ وفهِ التبجيلا كادَ المعلمُ أنْ يكونَ رسولًا، مقولة مشهورة ولها الكثير من المعاني الجميلة والعرفان بالجميل، حيث يعتبر المعلم حجر الزاوية وقائد العملية التربوية، وأداة التعبير الحضاري في المجتمع. ولدور المعلم أهمية في بناء وتأهيل قادة المجتمع، وعلى القول التربوي الدارج أنَّ المعلم أُمة في واحد فإذا أردنا بناء أُمة متميزة فعلينا بناء معلم متميز؛ لذلك ومن هذا المنطلق قررتُ أن أصبح معلمة من أجل أن انمّي قدرات أبناء مجتمعنا.

بدأتُ التطبيق مع المرشدة أ. لينة غنايم في مدرسة الحكمة الابتدائية - باقة الغربية، ومن خلال تعليمي لتلاميذ هذه المدرسة، اختلفتْ نظرتي لمهنة المعلم عمّا كانت عليه في السابق، فقد كانت مهنة التعليم بالنسبة لي بمثابة رسالة ساميّة يجب إيصالها لكل العالم بصورة رفيعة المستوى، إذ أنها المهنة التي تنمي في الإنسان أعظم خصيصة موجودة فيه وهي خاصة "العلم"، لكن بحسب ما رأيته خلال هذه السنة، عرفتُ أن هذه المهنة تحتاج لمسؤولية كبيرة جدًا، فعلى كل من يفكر الخوض بهذا المجال عليه أن يكون صاحب مسؤولية كبيرة، وعليه أن يكون صاحب معرفة ومتمكن من الطرق والأساليب والاستراتيجيات التعليمية. بعد تعرفي على مهنة التعليم عن قرب، عرفتُ أن أهمية المعلم لا تكمن في تعليم الدرس وتطبيقه في الصف فقط، إنما هناك عوامل أخرى مثل قبول التلاميذ لهذا المعلم، وقدرة المعلم على إدارة الصف بشكل ناجح وتفعيل الدرس بشتى الطرق التعليمية من خلال فعاليات ونشاطات مختلفة.


اكتشفتُ أيضا أنَّ المعلم الناجح هو المعلم الذي يجب أنْ يتمتع بشخصية قوية، هو القادر على ضبط الصف جيدًا دون الحاجة إلى الصراخ وذلك عن طريق المعاملة الجيدة والاحترام المتبادل حيث تجعل التلميذ يخجل من تصرفاته إن كان غير منضبط، وعرفتُ أيضًا أن التلميذ الذي لا يحب معلمه لا يستطيع أن يفهم أي شيء من المادة، والمعلم الجيد يجب أن يكون مثلا أعلى للتلاميذ، و يبقى أثره حتى بعد أن يترك التلميذ المدرسة.


وفي نهاية السنة، رأيتُ أنه ليس من السهل أبدًا أن يكون المرء أستاذًا، فالأمر يتطلب الكثير من التضحية.‏ لذلك علينا إعطاء المعلم المكانة التي يستحقها، لأن مهنة المعلم فن عليه أن يتقنه. لكن،‏ على الرغم من كل المصاعب،‏ لا أزال اعتبر أن التعليم مهنة تجلب المكافآت أكثر من أي وظيفة أخرى فيكفي أن مهنة التعليم تربي أجيالا قادمة.


وتقديرًا للجهد والكفاح؛ أشكر كل من ساندني في إكمال الطريق بنجاح، فأبدأ بمرشدتي أ. لينة غنايم والتي عملت بجدٍ لتجعلنا من أفضل المعلمين، ولا أنسى مدربتي أ. عايدة أبو مخ التي بذلت جهودها وعملت بكلِّ جدٍّ وإخلاص، والمعلمة رانية أبو طعمة والتي فسحت لنا المجال في التعرف على أمور تربوية عديدة، وأشكر مدير المدرسة والطاقم بأكمله على استضافتهم لنا وتعاونهم لنصبح أفضل معلمين.