تُعد الأورام الليفية في الرحم من الحالات الصحية الشائعة التي تصيب العديد من النساء في سن الإنجاب. على الرغم من كونها أوراماً حميدة، إلا أنها قد تسبب أعراضاً مزعجة تؤثر على جودة الحياة. لمعرفة المزيد عن هذه الأورام، من المهم فهم شكلها وكيفية تشخيصها. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيف يكون شكل الورم الليفي في الرحم وكيفية التعرف عليه.
الورم الليفي الرحمي هو نمو غير سرطاني ينشأ من الأنسجة العضلية في جدار الرحم. يمكن أن يكون الورم الليفي صغيراً بحجم حبة البازلاء أو كبيراً بحجم بطيخة صغيرة، وقد يكون منفرداً أو متعددًا. على الرغم من عدم وضوح السبب الدقيق لحدوثه، إلا أن التغيرات الهرمونية والعوامل الوراثية قد تلعب دوراً كبيراً في تكوين هذه الأورام.
تنمو هذه الأورام تحت بطانة الرحم وقد تبرز إلى داخل تجويف الرحم. تعتبر هذه الأورام الأقل شيوعاً، لكنها قد تسبب نزيفاً حاداً وألماً شديداً.
هي الأكثر شيوعاً وتنمو داخل جدار الرحم العضلي. يمكن أن تتسبب في تضخم الرحم بشكل عام، مما يؤدي إلى أعراض مثل الضغط على المثانة أو الأمعاء.
تنمو هذه الأورام على السطح الخارجي للرحم ويمكن أن تكون متصلة بالرحم عبر ساق رفيعة، مما يجعلها تبدو كأورام متدلية. قد تسبب ضغطاً على الأعضاء المجاورة مثل المثانة.
تنمو هذه الأورام في عنق الرحم، وهي الأقل شيوعاً بين أنواع الأورام الليفية، لكنها قد تسبب مشاكل تتعلق بالتبول والجماع.
تظهر الأورام الليفية تحت المجهر ككتل مستديرة أو بيضاوية مكونة من ألياف عضلية وكولاجين. تكون هذه الكتل محاطة بكبسولة من النسيج الضام، مما يعطيها مظهراً مميزاً تحت المجهر. يمكن أن يكون لونها أبيض أو رمادي وتعتمد كثافتها على كمية الألياف العضلية والكولاجين الموجودة فيها.
يبدأ التشخيص عادة بفحص سريري حيث يمكن للطبيب أن يتحسس تضخم الرحم أو وجود كتل غير طبيعية.
الموجات فوق الصوتية
تعتبر الموجات فوق الصوتية الفحص الأكثر شيوعاً لتشخيص الأورام الليفية. يمكن أن تُجرى عبر البطن أو المهبل، وتوفر صوراً دقيقة لحجم وموقع الأورام.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صوراً مفصلة تساعد في تحديد حجم وموقع الأورام الليفية بدقة عالية. يعتبر هذا الفحص مهماً في الحالات التي تحتاج إلى تقييم دقيق قبل الجراحة.
التصوير بالأشعة السينية
في بعض الحالات، يمكن استخدام الأشعة السينية لتحديد مدى تأثير الأورام الليفية على الأعضاء المحيطة بالرحم.
تعتمد الأعراض على حجم وموقع الأورام الليفية، وتشمل:
نزيف حيضي غزير أو طويل الأمد
آلام في الحوض أو الظهر
زيادة في حجم البطن
ضغط على المثانة أو الأمعاء
صعوبة في التبول أو التبرز
مشاكل في الخصوبة
يمكن استخدام الأدوية لتقليل حجم الأورام الليفية وتخفيف الأعراض. تشمل هذه الأدوية ناهضات GnRH والأدوية المضادة للالتهاب.
الانصمام الشرياني الرحمي
يُعد الانصمام الشرياني الرحمي إجراءً غير جراحي يهدف إلى قطع التغذية الدموية عن الأورام الليفية، مما يؤدي إلى تقلصها.
استئصال الورم الليفي
تُجرى هذه العملية لإزالة الأورام الليفية دون إزالة الرحم، وتعتبر خياراً جيداً للنساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على خصوبتهن.
استئصال الرحم
في الحالات الشديدة، قد يكون استئصال الرحم الخيار الأفضل للتخلص من الأعراض بشكل نهائي.
بعد العلاج، من الضروري متابعة الحالة مع الطبيب بانتظام للتأكد من عدم عودة الأورام. يمكن أن تشمل الوقاية من عودة الأورام:
اتباع نظام غذائي صحي
ممارسة الرياضة بانتظام
الحفاظ على وزن صحي
الأورام الليفية الرحمية هي حالة شائعة يمكن إدارتها بفعالية من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب. من المهم أن تكون النساء على دراية بالأعراض وأن يسعين للحصول على الرعاية الطبية عند الحاجة. توفر الخيارات العلاجية المتعددة الأمل في التغلب على هذه الحالة وتحسين جودة الحياة.