تعتبر الأورام الليفية الرحمية من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه العديد من النساء في سن الإنجاب. مع تقدم الطب، ظهرت العديد من التقنيات الحديثة لعلاج هذه الأورام بشكل فعال وآمن. من بين هذه التقنيات، تبرز الأشعة التداخلية كإحدى الحلول المبتكرة والمفضلة لعلاج الأورام الليفية. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيفية علاج الأورام الليفية باستخدام الأشعة التداخلية، وفوائدها، وإجراءاتها، ونتائجها.
الأشعة التداخلية هي فرع من فروع الطب يعتمد على استخدام تقنيات التصوير الطبي المتقدمة مثل الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، والرنين المغناطيسي لتوجيه أدوات دقيقة داخل الجسم بهدف علاج العديد من الحالات المرضية دون الحاجة إلى جراحة تقليدية. تعتبر هذه التقنية طفيفة التوغل وتتميز بقدرتها على الوصول إلى المناطق المصابة بدقة عالية.
تعد تقنية الانصمام الشرياني الرحمي من أبرز تقنيات الأشعة التداخلية المستخدمة في علاج الأورام الليفية الرحمية. تعتمد هذه التقنية على قطع التغذية الدموية عن الورم الليفي، مما يؤدي إلى تقليص حجمه وتخفيف الأعراض المصاحبة له.
إجراءات الانصمام الشرياني الرحمي
تحديد موقع الورم الليفي: يتم ذلك باستخدام تقنيات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي.
إدخال القسطرة: يقوم الطبيب بإدخال قسطرة دقيقة عبر شريان الفخذ وتوجيهها نحو الأوعية الدموية التي تغذي الورم الليفي.
حقن المواد السادة: تُحقن مواد خاصة من خلال القسطرة تعمل على سد الأوعية الدموية المغذية للورم، مما يقطع تدفق الدم إليه.
متابعة النتائج: بعد الإجراء، يتم متابعة الحالة باستخدام التصوير الطبي للتأكد من نجاح العملية وتقليص حجم الورم.
تعتبر تقنية الأشعة التداخلية طفيفة التوغل مقارنة بالجراحة التقليدية. فهي تتطلب شقوقاً صغيرة جداً مما يقلل من مدة التعافي ومخاطر العدوى.
أظهرت الدراسات أن تقنية الانصمام الشرياني الرحمي فعالة جداً في تقليص حجم الأورام الليفية وتخفيف الأعراض مثل النزيف الغزير والألم.
عادة ما تتمتع المريضات بفترة نقاهة قصيرة نسبياً بعد إجراء الانصمام الشرياني الرحمي، حيث يمكنهن العودة إلى النشاطات اليومية خلال أيام قليلة.
من أبرز فوائد الأشعة التداخلية هو الحفاظ على الرحم، مما يجعلها خياراً مناسباً للنساء اللاتي يرغبن في الحفاظ على قدرتهن الإنجابية.
بعد إجراء الانصمام الشرياني الرحمي، قد تعاني بعض النساء من آثار جانبية قصيرة المدى مثل:
الألم والتشنجات في منطقة الحوض
الغثيان والقيء
الحمى الخفيفة
على الرغم من أن الأشعة التداخلية تعتبر آمنة نسبياً، إلا أن هناك بعض المضاعفات النادرة مثل:
العدوى
انسداد الأوعية الدموية غير المقصودة
ردود الفعل التحسسية للمواد المستخدمة في الانصمام
قبل إجراء الانصمام الشرياني الرحمي، يتم إجراء تقييم طبي شامل يتضمن:
الفحص السريري لتحديد حجم وموقع الأورام الليفية
تحاليل الدم لتقييم الحالة الصحية العامة
الفحوصات التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي
قبل الإجراء، قد يطلب الطبيب من المريضة:
الصيام لبضع ساعات قبل الإجراء
توقف عن تناول بعض الأدوية مثل مميعات الدم
بعد إجراء الانصمام الشرياني الرحمي، يُنصح بالراحة لبضعة أيام. يمكن تناول مسكنات الألم حسب الحاجة وتجنب الأنشطة الشاقة حتى يسمح الطبيب بذلك.
من المهم متابعة الحالة مع الطبيب بانتظام بعد الإجراء لضمان الشفاء الكامل ومراقبة أي تغيرات في حجم الورم الليفي أو الأعراض.
تعتبر الأشعة التداخلية من الحلول المبتكرة والفعالة لعلاج الأورام الليفية الرحمية. توفر هذه التقنية العديد من الفوائد مثل قصر فترة التعافي، الفعالية العالية، والحفاظ على الرحم. من المهم استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كانت هذه التقنية مناسبة لحالتك الخاصة.