تهدف هذه السورة في مقصدها العام إلى تمجيد الله العظيم، وبيان هدى القرآن المنزل من لدنه بالحق - على كونه وارث رسالات الله وآخرها وفي هذا السياق تذكر السورة معجزة الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليؤم الأنبياء فيه، ويعلن وراثته لهم ثم تبيّن هدى القرآن الأقوم للناس و الصوب من كل وجه، من حيث التعريف بقضية الخليف الإنساني، ومقتضاها من وجوب الإخلاص في عبادة الله وإقامة العدل ومنع الظلم. وتحذر السورة من الإعراض عن القرآن على كونه كتاب الله بالحق - بوصف شناعة أحوال المشركين هدي الكاذبين على الله، مع التخويف من عاقبة ذلك الإعراض ثم تؤكد على وجوب الثبات على هدى القرآن مباحث في البناء الموض وعلى إعجازه التام وكفاية حجته. وفي سياق تأكيد وراثة أمة القرآن حمل أمانة كتاب الله وإبلاغه للناس ووراثتها الأرض المقدسة وتذكر السورة نبوءة التوراة المتحققة التي أيدها القرآن - في شأن إفساد بني إسرائيل في تلك الأرض مرتين ، وما يكون بعد كل فساد من عقوبة