الواجب هو النصيحة للمسلمين، وأعظم النصيحة هي النصيحة لله ولكتابه ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولهذا أعظم عمل يقوم به العلماء في كل عصر من عصور المسلمين هو تطهير شرع الله وسبيله ولهذا قال سبحانه وتعالى مثنيا عليهم :(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) [الأعراف:181] وقد حسن غير واحد من أهل العلم قول النبي عليه الصلاة والسلام : (يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويلا وتأويل الجاهلين).
فالواجب على أهل العلم، خصوصا في مثل هذه الأزمنة والأمصار التي عظمت فيها الفتن، هو أن يطهروا سبيل الله وشرعه ومنهاجه من كل من يتكلم في هذا الدين بغير علم، هذه أعظم أمانة أخذت على العلماء.
ولو تأملنا سيرة علماء أهل السنة في كل العصور التي قبلنا، وجدنا أنهم دائما يردون على المخالف، ويصنفون الكتب التي تدل المسلمين على بطلان قول المخالفين لكتاب الله وسنة رسوله، وهذا هو أهم شيء إن يبقى الدين كما أنزله الله غظا طريا، لا يبدل ولا يحرف، هذه أعظم مهمات العلماء، قال سبحانه وتعالى عن نبيه: ( إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ )
وأعظم جرائم العلماء هو تحريف الدين، وهذا الذي وقع فيه الأحبار أحبار اليهود، ومن شابههم من علماء من علماء المسلمين، قال سبحانه وتعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله لأنهم أطاعوهم في أمر يخالف شرع الله و يخالف دين الله سبحانه وتعالى.