السجل الذهبي

 الدكتور /  سالم النويدري البحرين

الدكتور / سالم النويدري - البحرين

نبارك لكم هذا المساء تكريم عمكم الجليل الشيخ جواد الرمضان رسميا في نادي الاحساء الأدبي نفع الله بعلمه شباب خليجنا الحبيب ليواصلوا المسيرة في خدمة تاريخهم وتراث اسلافهم

(عضو المجلس البلدي / أ.فهد الملحم  )

عضو المجلس البلدي / أ.فهد الملحم

تشرفت بحضوري حفل تكريم هذه القامه العظيمه من رجالات الأحساء الكرام

هنيئاً لكم ال رمضان وهنيئاً للأحساء به

يستاهل أكثر من هذا التكريم

( الرسام التشكيلي الفنان / أ.عبدالحميد بوحمد)

الرسام التشكيلي الفنان / أ.عبدالحميد بوحمد

أطال الله في عمر هذا الرمز الأحسائي العملاق بكل فنون العطاء ، ولست في معرض الوصف والمديح فالشيخ غني عني فيما أقول ... *أخي العزيز سعيد* حريّ أن نكرم رموزنا في حياتهم فهذا ما يستحقونه ، فجهودهم لا بد أن يتعرف عليها أبناء هذه الأرض ، حتى نفخر بهم قولاً وفعلاً ... رحل الكثير من عمالقة الأحساء ولم يتعرف عليهم أحد حتى صاح الناعي عظم الله أجركم فيهم !! رحلوا ولم نعرف عنهم إلا فتات من فتات جهودهم وعلمهم وعملهم . فما أبهاكم في هذه الليلة الرمضانية المباركة وما أجملكم في هذا العرس الجميل فلقد أدخلتم على الأحساء سروراً من بوابتها العريقة. نعم آل الرمضان الكرام هنيئاً لكم ولنا بهذا الجبل الشامخ وهذا الشموخ الجليل وهذا الجلال الناصع . نسأل الله لشيخنا المؤرخ الأديب طول البقاء والصحة والسلامة .. نحمد الله أن سددنا جزءاً يسيرا من الوفاء لهذا العطاء ... نبارك لكم *آل الرمضان* هذه البهجة ونسأل الله أن يرزقكم بأمثاله كثيراً. شكراً لك على دعوتك الجميلة وحسن مشاعرك النبيلة ... تحياتي🌷


الشاعر / أ. أمير الصالح

من وحي تكريم المؤرخ

وفقنا لان نحضر حفل تكريم المؤرخ الشيخ جواد الرمضان الليلة في النادي الادبي بالاحساء . من موقع التكريم و خلال تنقل الكلمات التكريمية الملقاة الان في الحفل ذو الجهود الجميلة و المتناسقه و المشكورة السعي . التكريم استنهض واستحضر في نفسي شريط لنقاش دار بيني و بين احد الاخوة عن ثقافة اجتماعية اعتادت تكريم الراحلون من اهل العطاء من خلال رثاءهم . فعلقت بالقول ان هناك حراك اجتماعي جديد يتجه لتتويج و تكريم اهل العطاء الاحياء . ولعلنا شاهدنا و وفقنا بالاشتراك في الحضور ل حفل تكريم سيد العطاء بالدمام .. وللحق نُسجل حراك جميل من النبهاء من ابناء المجتمع ب ترسيخ مفهوم تكريم اهل العطاء خلال تواجدهم حولنا . وهنا نود ان نقول كلمة ثناء و شكر ووفاء بالدعاء بالرحمة لكل مشعل عطاء من ابناء مجتمعنا. شخصيا نستلهم من هكذا حدث باستنطاق نماذج ل الاستفادة و الاستسقاء من تجارب المنتجين و اصحاب التجارب الناجحة لإضافة معان جميلة في حياتنا و حياة من حولنا .

الشاعر / أ. عبدالله بن ناصربن عليّ العويّد

بكَ نحتفي في شهرِنَا رَمَضانا

يابْنَ الحُسينِ جوادَ زانَ لِقانا

جِئنا وفودًا نستضيْءُ بسيرةٍ

لكفاحِ رمزٍ مِن بني رمضانا

أنت الأديبُ مؤرّخاً ومؤلّفاً

باهتْ بما ألّفْتَهُ أحسانا

ترجمتَ للأعيانِ من علمائِنا

أحييْتَ ذِكرَ حياتِهِم أزمانا

وعزفتَ أشعاراًلهم في مطلعِ الْ

بَدرَيْنِ موّالاً يبوحُ حنانا!

الأستاذ / عبدالله بوحليقه

إذا فاخرت بأهرامها مصر .... فأهرام أرضنا العلماء . تلك عند التحقيق أكوام حجارة .....وهذه فيها الهدى والعطاء . إنه الرجل الشامخ الذي يشيع في وجهه الطهر والنقاء ، وتنعكس على قسماته صمود النخيل ..! يدهشك حينما يمطر السؤال بسيل جارف من الأحداث والتفاصيل و المواقف .. حقا إنه ذاكرة الأحساء التي لاتشيخ ، وكبير المؤرخين الأميز الشيخ جواد الرمضان .. عبدالله ياسين بوحليقة

عضو المجلس البلدي الأستاذ عيسى القريع

يستاهل و يعطيكم العافية ما قصرتوا و الف مبروووك نجاح الحفل

الشاعر الأستاذ / أمير المحمد صالح

هذه الليلة كانت أمسية احتفالية بامتياز ، حيث كرمت النخيل في أحساء الثقافة والتاريخ والأدب فارسها الأول ، وإمامها في مضمار التاريخ العلامة الشيخ أبا الحسن جواد بن حسين الرمضان في أجواء تضوعت بما يضارع حروف شيخنا المؤرخ في وطنيته وأصالته وسعة علمه . ليلة انتشت فيها أرجاء الوطن برمزها الفذ ، قبلة الباحثين وحجة المؤرخين . تهانينا العميقة ، ودعاؤنا له بطول العمر والصحة والسلامة ، ونشكر ونهنيء عشيرة الرمضان الكريمة على هذه المبادرة الرائعة واللفتة المباركة في الوفاء لهذا الرجل الرمز . كما أشكر نادي الأحساء الأدبي ممثلة في إدارته على احتضان هذا التكريم وهذه المبادرة .

أن أقف في حضرة قبلة المؤرخين وإمامهم وحجتهم هذا العصر الأستاذ الشيخ أبي الحسن جواد بن حسين الرمضان فلابد وأن تتملكني رهبة انكشاف الذات على ذاكرتنا وتراكم الأحداث وتتابع الأيام والسنوات بحمولتها التي اختزنتها في أعماقها لتحفظ تفاصيل ملامحنا. وشيخنا الأستاذ المؤرخ هو ذاكرة حقيقية احتفظت ودونت وأشعلت قناديل الضوء في زوايا قد كان مآلها النسيان لولا بحثه المتواصل وعطائه الكبير لما وصلنا إلا النزر اليسير مما كان عليه أجدادنا عبر القرون الماضية. شكراً للعم الشيخ أبي الحسن كل هذا العطاء الكبير ودعائي له بالصحة والسلامة وأن يمتعه الله بطول العمر. آمين.

عضو المجلس البلدي الأستاذة / معصومة العبدالرضا

مقال (١) :

للتكريم مدلول واسع جدا يتضمن الإعتراف بالمحتفى به وما قام به من إنجازات وبما قدمه من فكر يخلده التاريخ وحين نكرم الأحياء نتعاطى متعة الفرح وإشاعة الحب ويمتد عبر الحياة وبعد الممات وجميل جدا ماقامت به عشيرة الرمضان بتكريم قامة وهامة شيخ المؤرخين الشبخ جواد الرمضان ليكون رمزا واقعا للنشء والسير على خطاه رجل تخطى الصعاب ولين الحديد خدمة للتأريخ فالشكر لكم عشيرة الرمضان وللنادي الادبي في الأحساء المتمثل في الرئيس د/ ظافر الشهري على هذه الالتفاتة الجميلة ، ولكل من ساند وحضر التكريم وشكرا على توجيه الدعوة فخصوري كان بمحض الإعتراف والتقدير لهذا المؤرخ القدير فهذا أقل واجب تجاه الفاعلين دون قيد أو شرط


مقال (٢) :

شيخ المؤرخين وسيكلوجية الإبداع

لايحتاج الإنسان إلى مزيد من الوقت لينبري في الكتابة لأحد رموز الأحساء الخلاقة و أطوادها المعرفية ورواد حركة التنوير والتهضوية في بلادنا من خلال جزم وعزم وجلد مرورا حسب العمر التليد بكل آفاق الحياة الإجتماعية بالعمل الجاد لتحصيل لقمة العيش والذي قد يكون الإغتراب من نتائجها، الكتابة عن رائد من رواد الثقافة العامة والتاريخ تأصيلا و بكونه متاحا بين ظهرانينا إلا أن الخصيصة التي تجعل منه متفردا تبحث عن مفردات تعزز القيمة الحقيقة لعالم تاريخ وشيخ المؤرخين جواد الرمضان ، واستقراء جملا من حياته المليئة والمشبعة بالعطاء والحضور تمكننا من استجلاء النظرية إلى تلمسها واقعا في شخصه

فمن المعروف لدينا أن التفكير الابتكاري يمر بعدة مراحل حيث يشعر الفرد بحاجة معينة داخلية يريد إشباعها .

والعرب يقولون : الحاجة تولد عند الأفراد قوة كامنة أو رغبة داخلية لعمل شيء ما يسمى دافعا ،ثم يحدث بين القوة الكامنة ( الدافع ) لدى الفرد والظروف البيئية الخارجية تفاعل ينتج عنه إنتاج جديد ( أفكار ) أو أعمال .

ونجد هذا مسلمة في حياة الشيخ جواد الرمضان ومنتجه يَصْب من نهر ذاك التفكير الإبتكاري الذي لم ينطلق من معين عقلي جاهز بل كان مخطط له بفلسفة الوصول إلى الهدف بدافعية متأصلة في الوجدان واذا ماتتبعنا طفولته وصباه في فرجان الهفوف وصكيكها ومجالسها والبراحات ودور العبادة نجد نسقا اجتماعيا وعادات وأعراف و تقاليد فكيف لهذا اليافع أن تكون لديه الدافعية لأن يكون مختلفا ؟ هل عاش بجميع حواسه متأملا مالا يدركه غيره ليستوعب أن هناك موروثا جميلا وتأريخا مغيبا يستحق العناية به؟ يرى بعينه كما أنه يمشي ليشاهد شواهد التاريخ في الأحساء من قلعة أو قصر ابراهيم وسوق القيصرية ومبنى الحميدية والمساجد الكبرى وكل ما يعبر عن حاضرة لها إسهامها الإنساني. وامتهانه خياطة البشوت التي غرست في الصبر والدقة إابداع المخرجات ،

كيف له إدراك التوازن والتوازي بين حياة كريمة مفعمة بالخير وحسن !

تربية الأبناء مع سلوك اجتماعي مبني على المحبة والألفة وبين تخصيص المال والجهد الشخصي وإعطاء الوقت الكافي للجمع والقراءة والكتابة في الموروث التاريخي ؟

أسئلة تتوارد للذهن حين الكتابة عن شيخ المؤرخين وعند التظر إلى شخصيته يمكننا خصه ببعض العوامل و التي من شأنهاإن أثمرت في تعزيز إرادته الصلبة ويمكن رصد بعضها بتجلي :

- الجماعة السيكولوجية : البيئة المحيطة به لها دور كبير بالشد على يديه وتشجيعه والتخفيف عنه في غربته أكان في البحرين أو الكاظمية بالعراق أو لبنان أو سوريا التي استوعبت أسرته وترحالهم معه وهم الأقرب إليه أسرته في ظل بقية العائلة مستقرة في الوطن .

- المستويات الحضارية في البيئات التي تواجد بها وجوده مكنته مع مالديه من مخزون وذكريات عن الأحساء مزج حضارة وثقافة مختلفة مكنته من رفع مستوى التفكير الإبداعي . من خلال معطيات معرفية أشخاص و مدن وثقافات ودور علمية و نشاط اجتماعي وغير ذلك بل والإختلاط بهم كمثف أيضا وهذا الإبداع دائما لا يغفل مسقط رأسا والحنين إليها.

- العوامل الاقتصادية : من شأنها توفير الامكانات اللازمة للإبداع والعامل الإقتصادي عند شيخ المؤرخين مبني على الإثرة المتعلقة بالسفر للبحث العلمي وتتبع المعلومة من مصادرها والإقتناء للكتب و ما يتبع ذلك مع تحمله مسؤولية إدارة أسرته لكنه الشغف الإبداعي الذي يكرس المادة ماأمكنه ذلك من أجل الخدمة المعرفية .

.الجانب النفسي : الاستقرار النفسي بهدف الوصول إلى الهدف المنشود والسعي الحثيث المتنامي ونجد هذا الجانب لدى شيخ المؤرخين ماثلا فمع كل الظروف أيا كان نوعها و على مستوى الأحداث الدائرة في المحيط القريب والبعيد يظل يحمل همه الأساس - بعيدا عن اي تصنيف - توجهه البحثي والإستزادة والتعامل الفطري لديه بالحسنى ، الإستقرار النفسي هو مسلك يتبين فيه حالة الإنضباط الكلي ، و استمرار العلاقات والتعاطي الإجتماعي القيمي .

وهذا الإستقرار النفسي يمنح الآخر أيضا اقتدار التواصل في كل آن دون تقييد في حركة التواصل مع مختلف الشرائح العمرية والثقافية .

- الاستقرار العاطفي : في ظل وجوده الأُسَري في خارج الوطن لم يذق مرارة الفقد والغربة أتاح له فرصة القدرة على تحمل البعد ومقاومة التنبؤ لمستقبل غيبي غير واضح الدلالة والنتائج لأن معلوم لدينا أن من مثبطات الإبداع القلق والخوف .

- هذه العوامل وغيرها مكنت الرمضان أن يكون أنموذجا قائما لتقليده لما عبر عنه بوعي متقدم ومن حالة إدراك وتواصل مباشر مع المحيط الخارجي المتوافق مع محيطه الداخلي عن طريق نوافذ الوعي المتمثل بالحس الثقافي فقد أجزل الاستيعاب وأضاء الطريق لهذا السبب حق لي أكنيه "بسيكولوجبة الإبداع "

والإبداع ليكون إبداعا فعليا عليه التتابع .. فلم يتوقف زحف الثقافة عند الشبخ الرمضان بل كان تراكميا بعد عودته إلى أرض الوطن أصبح أشبه مايكون بالملاذ المعرفي ليغرف مريدوا المعرفة من معينه الذي لاينضب فكان منزله أشبه مايكون بالمكتبة العامة ومن سماته الجميلة إهداء المعرفة لوجه الله وهذا سر تنامي الإبداع .

أن محطة المعرفية التي تمثلت بالمصداقية والطرح المعتدل و الإثبات التاريخي عن طريق القرائن ( وثائق بأنواعها ومخطوطات وتاريخ شفوي ) وتشجيعه للباحثين والحث على استجلاب المعلومة .

المصداقية التي عرف عنها في نقل المعلومة جعلته مصدرا لكثير من الباحثين الأكاديميين في رسائلهم الجامعية .

الإبداع عند شيخ المؤرخين متعدد الجوانب جميعها تمثل شخصيته الوجودية وأن يرمز كرجل الشرق العربي واستحقاق شيخ المؤرخين

الأستاذة / نوّار بوخمسين

شكراً عائلة الرمضان .. أشكركم جميعاً فرداً فرداً على ما قدمتموه و ما تقدمونه للأحساء و ربوعها في شتى المجالات .. هو شيخنا الجليل الذي يستحق كل التقدير .. هو علمٌ من أعلام الأحساء الفاضلين .. هو قبلة الباحثين عن العلم و المعرفة .. فخرٌ للأحساء بكل المقاييس .. الأصل الطيب و العراقة و العلم و المعرفة .. و الهمة العجيبه كما قال عنه البعض ليلة البارحة .. كان جميع شبابنا البارحه في حضرته فخورين فرحين شكراً عائلة الرمضان هذا التكريم الجميل لوالدكم .. الذي يستحق المزيد و المزيد .. شكراً عائلة الرمضان لأنكم أتحتم لنا الفرصة لمعرفة ما قدمه و يقدمه للأحساء هذا الرجل الجليل .. شكراً عائلة الرمضان هذا التكريم الذي عرفنا الشيخ جواد و جعلنا نبحر معكم في بحر علمه .. شكراً عائلة الرمضان الجمال الذي سكبتموه في أرواح العاشقين للمعرفه باهتمامكم لمجلس والدكم .. شكراً جزيلاً عائلة الرمضان هذه الحفاوة و الترحيب شكراً للقلوب العامرة بحب الأرض و الوطن .. لا ألوم شبابنا عندما يتعلقون بمجلس أبا حسن الواجب الأسبوعي المقدس .. منذ الصغر و انا اسمع اسمه و اعرف انه نارٌ على علم و أن كل من يبحث عن نسبه و يبحث عن تاريخ الاحساء يكون شيخ الجود هو منبع معلوماته .. فهو القبلة للقاصدين .. شكراً عائلة الرمضان فأول الغيث قطرة .. و قد كانت قطرة مطركم رائعة سقت الأحساء و تسقيها بكل حب .. نترقب ان يهطل على الأحساء غيثٌ يعرفنا رجال الأحساء الألمعين و ان يكون تكريم شيخ المؤرخين هو بداية الخير الوفير لأرض هجر المعطاءه ..

(الشيخ عبدالله ابن الشيخ حسن بوخمسين )

الشيخ عبدالله ابن الشيخ حسن بوخمسين

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته شكراً لكم على الدعوة وكان الاحتفال والتكريم إنجازا رائعا يستحقه العم الحاج جواد شكر الله مساعيكم

د.عادل حسن الحسين

المؤرخ جواد الرمضان منارة أحسائية رائدة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين اصطفى.

المؤرخ الحاج جواد بن حسين بن محمد الرمضان،هو من مواليد الأحساء عام 1355هـ، أحد الباحثين الذين رصدوا تاريخ الأحساء شفهيا وتدوينا، وهو ممن كان لهم إسهام كبير في حفظ شيء من تراث الأحساء، فهو يستحق بجدارة أن يطلق عليه لقب “منارة أحسائية رائدة” في تدوين تاريخ الأحساء الحديث. وهو أحد أعضاء مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي سابقا. وهو كاتب ومؤرخ وأديب.

نحن أمام شخصية أحسائية استثنائية من حيث نتاجها التأريخي والأدبي. أصبح قبلة لكثير من الباحثين والمهتمين بتاريخ منطقة الخليج. مع أن الظروف الاجتماعية والمعيشية وقفت ضد المؤرخ جواد الرمضانفي إكمال تعليمه للحصول على شهادة المرحلة المتوسطة بسبب تنقله وسفره بين الأحساء والبحرين وسوريا، ورغبة إخوته في أن يتعلم مهنة أبيه وأجداده وهي مهنة خياطة البشوت. لقد ختم القرآن الكريم على يد ملا صالح بن عبدالله العامر قبل التحاقه بالتعليم النظامي. وفي البحرين التحق بالمدارس الليلية في جمعية الصادق وهذه الجمعية كانت تعرف في السابق بنادي العروبة، وفي هذه الجمعية درس الحساب واللغة الإنجليزية والمطالعة وتعلم الخط العربي، ولكن لم يعط شهادة على دراسته. وأيضا درس اللغة الإنجليزية في مدرسة أخرى، في منزل السيد رضي الموسوي.

حصل على الابتدائية في سوريا وأكمل دراسته النظامية هناك حتى السنة الثالثة المتوسطة ولم يكملها بسبب رجوعه إلى الأحساء. ولم يستطع إكمال الكفاءة في الأحساء بسبب أن عمره أكبر من السن المسموح به للالتحاق بالمدرسة المتوسطة، وبهذا ضاع حلمه للالتحاق بالمعهد العلمي في الهفوف.

فعندما لم يتحقق ما كان يصبو إليه من الحصول على تلك الشهادة العلمية، قرر المؤرخ الرمضان التوجه إلى البحث في التراث بالاعتماد على الجهد الذاتي في المطالعة والقراءة والبحث وتحقيق الوثائق والمخطوطات، وقام بالسفر إلى بلدان كثيرة للحصول على معلومة معينة أو مخطوطة هامة أو وثيقة ذات قيمة معرفية. فصنع لنفسه مدرسة تراثية فريدة من نوعها مهتمة بالتراث الأدبي والتاريخي لمنطقة الخليج. كما أن مدرسته اهتمت أيضا بأنساب العائلات والأسر الخليجية المقيمة في المنطقة وقام بتتبع العائلات والأسر المهاجرة إلى مناطق أخرى.

كتاب وتكريم:

تلقيت دعوة كريمة من الصديق العزيز أبي اليسع المهندس عبد الله الشايب للمشاركة بمقالة ضمن كتاب يُعد عن المؤرخ الكبير جواد الرمضان للمشاركة به في حفل التكريم الذي يُعده النادي الأدبي بالأحساء لتكريم الشيخ الرمضان ضمن برنامجه السنوي في شهر رمضان المبارك. فللمهندس الشايب جزيل الشكر على هذه الدعوة الكريمة حيث أتاح لي هذه الفرصةلأكتب ولو شيئًا بسيطًا عن أحد أعلام الأحساء الكبار المعاصرين، والذي له بصمة بارزة في تشكيل وإبراز تاريخ الأحساء الحديث وما احتضنت أرضها من علماء وأدباء وشعراء وغيرهم.

في هذه المقالة القصيرة سوف أتناول جانبين من حياة الشيخ الرمضان العلمية وأثرهما في محيطه الأدبي والتاريخي. الجانب الأول هو التاريخ الشفهي كأسلوب وظفه الشيخ الرمضان لتدوين تاريخ الأحساء الحديث. والجانب الثاني هو جمعية المؤرخ الرمضان حيث يلتقي الباحثون والمهتمون بتراث منطقة الخليج في منزله المبارك.

أولا: التاريخ الشفهي:

من المسلمات البديهية أن القرآن الكريم نزل شفهيًّا على قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن طريق الوحي من قبل جبريل عليه السلام. قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾. ومن ثم تم تدوينه في الكتب والصحف والقراطيس والرقاع كما أُنزل شفهيًّا من غير زيادة ولا نقص. ولم يكن الهدف من تدوين القرآن الكريم هو حفظه، حيث تكفل الباري عز وجل بحفظ الكتاب العزيز وتعهد بذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾؛ وإنما كان الهدف من تدوينه في كتاب واحد بين دفتين هو ليتوارثه الأجيال، جيل بعد جيل، كما أُنزل على قلب النبيالخاتم صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن هذه القيمة التدوينية للقرآن الكريم نستنتج أنه ينبغي أن يُكتب التاريخ المُعاش بكل تجرد كما هو، حتى يكون ما دوّن في الكتب عن حقبة تاريخية معينة يعكس حيثيات الحياة المُعاش فيها على حقيقتها من غير تزويق ولا تجميل.

ويتم تدوين التاريخ المعاش بطريقتين، وهما:

1- الطريقة المباشرة وذلك بتدوين أحداث التاريخ المعاش من قبل المؤرخ نفسه عن أحداث عايشها أي شهِدها وشاهَدها.

2- الطريقة غير المباشرة وذلك بأخذ تفاصيل أحداثالتاريخ المعاش شفهيًّا عن شخصيات عاصرها المؤرخ، وذلك لأنه لم يشهد تلك الأحداث إما بسبب البعد الزمني أو البعد الجغرافي. وهذه الطريقةالثانية هي ما أود الحديث عنها في هذا المقال، وهو تدوين التاريخ الشفهي عن طريق المقابلة إما استماعًا أو محاورةً.

مفهوم التاريخ الشفهي وتعريفه:

من المعروف لدى الباحثين أن معظم تواريخ العالم بما فيها التاريخ الإسلامي، كانت شفهية ثم كُتبت، حيث بدأت شفهية عن طريق الرواية المتناقلة والإسناد المتواتر أو المنقطع. وما زالت الشهادة الشفهية حاضرة وبقوة في مرحلة التدوين كمصدر مهم للخبر التاريخي.

ويعرّف التاريخ الشفهي بأنه: «تسجيل وحفظ وتفسير المعلومات التاريخية لأشخاص مهمِّين، أو أشخاص عاصروا أحداثًا هامَّة اعتمادًا على خبراتهم الشخصية، أو ما سمعوه من أحداث، أو بمعنى أشمل؛ إنه التاريخ المروي عن الآخرين».

ومن الذين برزوا في تدوين التاريخ الشفهي في الأحساء هو شيخ المؤرخين الحاج جواد الرمضان. حيث دأب على ممارسة هذا الفن لأكثر من 60 عامُا، منذ أن قرر أن يلج مجال البحث والتنقيب في تراث الأحساء.

ومن ذلك الحين قام المؤرخ الرمضان بمقابلات وجها لوجه مع كثير من رجالات الأحساء من علماء وخطباء ووجهاء ورجال أعمال وأطباء ومهندسين ومهنيين وحرفيين، شيوخًا وكهولًا، ليدون كل ما له علاقة بالحقبة الزمنية التي عاصروها، في كثير من المجالات. وبحكم اهتمامه أيضا بالأنساب فقد قابل كثيرًا من العائلات لتدوين أنسابهم ومشجراتهم. فأصبح لدى الشيخ الرمضان كما هائلا من المعلومات التاريخية عن تاريخ الأحساء ورجالاتها، وقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليه بذاكرة قوية، وما زالت ذاكرته نشطة وقوية ولله الحمد مع أن عمره المبارك بلغ 83 سنة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمره في خير وصحة وعافية.

أمالي الرمضان بقلم سلمان:

شجع المؤرخ الرمضان كثيرًا من الباحثين في سبر غور هذا الفن، أي تدوين التاريخ الشفهي. وقد برز في هذا المجال على سبيل المثال الباحث الأستاذ سلمان بن حسين الحجي. فقد قام الحجي بحوارات كثيرة مع كثير من رجالات الأحساء ونتج عن ذلك كتابان، وهما كتاب بعنوان «هكذا وجدتهم» وكتاب بعنوان «آباء وأجداد».

وللحجي كتاب ثالث بعنوان «أمالي الرمضان بقلم سلمان»، وهو عبار عن حوار دار بين الأستاذ الحجي والمؤرخ الرمضان. وقد امتد الحوار بينهما إلى خمسين جلسة، حيث استهلت الجلسة الأولى في تاريخ 28 ربيع الأول 1432هـ الموافق 3 مارس 2011م، وانتهت الجلسة الخمسون في تاريخ 10 رجب 1433هـ الموافق 31 مايو 2012م. وقد امتدت بعض الجلساتإلى عدة لقاءات.

ويعتبر هذا الكتاب سيرة ذاتية للشيخ جواد الرمضان أملاها الشيخ نفسه على الباحث سلمان الحجي. حيث أملى عليه سيرته بكل تفاصيلها منذ نعومة أظفاره إلى حين انتهى من الجلسة رقم 50. وقد ضمّنها معلومات نوعية وغزيرة متعلقة بالأحداث التي عاصرها، والأماكن التي زارها، والشخصيات التي قابلها، والمهن التي كان يزاولها هؤلاء الأشخاص. كما تحدث عن الأدوات المستخدمة من قبل الناس في كثير من شؤون حياتهم، والآلات التي كانت تستخدم في مهنهم وحرفهم.

وقد تحدث الشيخ الرمضان عن المدارس التي تعلم فيها بالأحساء والبحرين وسوريا، وتكلم بالتفصيل عن المعلمين الذين تتلمذ على أيديهم. كما تكلم عن الجمعيات والأندية الثقافية المختلفة. وتحدث كثيرًا عن عشقه العميق للقراءة مع ذكر كثير من المكتبات التي تردد عليها. وتكلم عن بعض الكتاتيب وروادها في الأحساء من كلا الجنسين رجالا ونساءً.

وتكلم الباحث الرمضان عن حبه للبحث والتنقيب في التراث، وعن اقتنائه للكتب والمخطوطات والوثائق التي تهتم بالتراث. وفي هذا المجال قابل كثير من رجالات الأحساء المهتمين بالتراث. وذكر كثيرًا من الشخصيات والبيوتات التي بذلت الوثائق التي بحوزتها دعمًا للبحث العلمي.

وتحدث الرمضان عن العلماء والخطباء والأدباء والشعراء الذين جالسهم وحاورهم واستنطقهم فيما كانوا مهتمين فيه، وبالذات عن تراث منطقة الخليج.

وتكلم كثيرًا عن رحلاته إلى البحرين والكويت وقطر وسوريا والعراق وإيران وغيرها من الدول، وقام بتدوين انطباعاته عن تلك البلاد والأماكن التي زارها وعن الشخصيات التي قابلها. مع ذكر كثير من المواقف الطريفة التي حدثت في رحلاته.

يعتبر هذا الكتاب مادة أولية للباحثين والمهتمين بتاريخ الأحساء وإنسانها وتراثها، لما يحتويه من معلومات قيمة وبشكل مفصل قلّما تجده في كتاب آخر. ويعتبر أيضًا كتاب معرفي للمثقفين للتعرف على تاريخ الأحساء وتراثها، وبالذات التاريخ الحديث للأحساء الحبيبة، القريب من عصرنا الذي نعيشه.

ثانيًا: جمعية المؤرخ جواد الرمضان:

كما قلت أعلاه صنع الشيخ الرمضان لنفسه مدرسة تراثية فريدة من نوعها مهتمة بالتراث الأدبي والتاريخي لمنطقة الخليج. كما أن مدرسته اهتمت أيضا بأنساب العائلات والأسر الخليجية المقيمة في المنطقة وقام بتتبع العائلات والأسر المهاجرة إلى مناطق أخرى.

ومنذ أن بدأ الكتابة إلى يومنا هذا وما يزال قلمه سيالًا بكل ما هو جديد في تحقيق التراث والأدب والتأريخ. حتى تكونت لديه باقة رائعة من البحوث والمؤلفات القيمة التي يهرع إليه الباحثون لينهلوا منها، وإن كان ما زال معظمها مخطوطًا. نسأل الله سبحانه وتعالى أن نرى هذه البحوث والمؤلفات مطبوعة ومنشورة لتكون في متناول اليد للباحثين والمثقفين.

​كثيرًا ما يغرقك هذا المؤرخ الكبير “أبو حسن” بكرمه وتواضعه الجم. مع ما عنده من مشاغل كثيرة مرتبطة بالبحث والقراءة والكتابة إلا أنه يُقدم بكله على الباحثين الذين يترددون على مجلسه المبارك، وذلك لتشجيعهم ودعمهم ومباركة نتاجهم البحثي.

جمعيته المباركة:

جمعية نسبة إلى يوم الجمعة، حيث يجلس المؤرخ جواد الرمضان في مجلسه المبارك في حي الأندلسبالهفوف من الساعة التاسعة صباحًا إلى الساعة الحادية عشر صباحًا من كل يوم جمعة. حيث يلتقي عنده الباحثون من طلبة العلوم الدينية، والأدباء، والشعراء، والمؤرخين، والمهتمين بتحقيق التراث والأنساب. ورواد مجلسه معظمهم من الخليجيين: من الأحساء، والدمام، والقطيف، والكويت، والبحرين، وقطر. ويأتي الباحثون إلى مجلسه المبارك لينهلوا من علمه ومعرفته بكل ما يتعلق بتراث وتأريخ الأحساء وما جاورها من الحواضر الخليجية، ويأتون إليه إما ليسألوه عن معلومة أو يتحققوا من معلومة، أو يطلعوه على نتاجهم العلمي والفكري من بحوث وكتب في كثير من المجالات.

تشعر في حضرته وكأنك في رحلة سياحية إلى أعماق التأريخ والجغرافيا. حيث يأخذك بكل جوارحك من الزمن الحاضر إلى ذلك الزمن الغابر، فيسرد لك الشواهد التاريخية، ويصف لك البلاد والعباد بأسلوب أدبي شيق، وبلهجته الأحسائية “الرمضانية” المحببة للسامع، فترسخ تلك المعلومات في ذهنك، وكأنك عشت في تلك الحقبة التاريخية.

​لن تخرج قط من مجلسه خالي الوفاض، في كل مرة تزوره في مجلسه المبارك، قطعًا سوف تضيف معلومة جديدة – بل عدة معلومات – إلى بنك معلوماتك. وربما حصلت على نسخة من كتب الباحثين الذين يتوافدون عليه، وما أكثرهم.

مجلس المؤرخ الرمضان يعد خلية نحل لكثرة الباحثين الذين يترددون عليه في يوم الجمعة، هذا باحث داخل وذاك باحث خارج. أحيانًا يكتظ المجلس بالباحثين، فينسحب من أتى مبكرًا ليفسح المجال لمن أتى متأخرًا. يخرج بعضهم وفي صدره حسرة لما سوف يفوته من حديث شيق وعلم ومعرفة قد يستعرضها الباحث الذي دخل توًا. يخرج وهو يحدوه الأمل أن يأتي في الأسبوع القادم لينهل من معين هذا المؤرخ الكبير والأديب الفذ.

وكما يجلس الشيخ الرمضان هذه الجلسة العامة، له جلسات خاصة مع كثير من الباحثين لتزويدهم بالمادة العلمية التي تتناول اهتماماتهم التأريخية والأدبية وغيرهما من جوانب التراث. وقد دعاني الشيخ الرمضان عدة مرات لحضور بعض هذه الجلسات الخاصة.

​فهنيئا للباحثين والوافدين والزائرين لهذا العَلَم العَيْلم والمؤرخ الكبير والباحث المميز والرائد في تحقيق التراث في منطقة الخليج.


جُمْعِيَّة الرمضان لشيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان

بقلم الدكتور والشاعر عبدالله البطيان

الكتابة عن شيخ المؤرخين عالم التاريخ الشيخ جواد الرمضان هي بمثابة التقاط الدرر المستدامة في محطات حياته المختلفة وهي محاكاة لفعل راق تفرد به ضمن مجتمعات كان يعيش إطارها الجمعي بهمومه المعيشية ،والاجتماعية ،والأخلاقية والالتزام والمشاركات .

في مجتمع زرع بذرة نتجت تفرعات كثيرة بعد أن كان منحة المعرفة خاصة أوسع محيطها عبر قنوات من طبيعة حراك أصيلة في داخله متجاوزاً في ذاته المعنى المادي للصرف و متجاوزاً المعنى التمايزي في الحياة ليعبر عم تجليات الإنسان في بعدها العلاقاتي والعلمي .

وكيف لنا كـ"مجوعة النورس الثقافية" خلال تكويننا قبل عقد من الزمن أن نتمكن من الكباية في ذلك المحتوى؟

إلا من خلال جوانب التمكين في العطاء الحضوري على الساحة وكان لجملة حضوره الذي استحق بلا منازع صفة شيخ المؤرخين في مجال التأريخ من حيث المعرفة ,،والتأصيل ،والبحث ،والدلالات والقرائن مع صدق التعاطي ليصبح مصدرا محل ثقة وينسب إلى مراجع البحوث المختلفة الأكاديمية وغيرها .

وقبل الشروع في الكتابة عن خصيصة شكلت جانباً من حضوره وهي "جُمعيّة الرمضان" الشهيرة لتكون ملتقى ،وصالونا يعتد به ،و يتسابق أهل العلم والمعرفة أن يكونوا من رواده .

و كون الملتقيات الثقافية تعبيراً عن غايات الوجود البشري ورفع مستوى الحياة من رتابة اليومي إلى مشاغل الوطن وقضاياه الحيوية .

وهي حوارات وتوق دائم إلى عدم الزوال ، لأنها تعبير عن غايات وتطلعات غير قابلة للانتهاء ، إنها تطلعات تطوير المجتمع والبحث عن سبل شتى للانعتاق من معوقات هذا التطوير .

والملتقى الثقافي وفق هذه السمات والمواصفات ، لا يوحي أن خارجها لا ثقافة أو بعيدة عن همومها وتطلعاتها ،وإنما هي تطمح لأن تتولى رياديا في سبيل الإعلاء من شأن الثقافة وأقطابها وحملتها بأجيالهم المتعددة وصولا إلى تعميق شعور دائم في أروقة المكان ومناشطه وأدوات تعبيراته عن المسؤولية المعنوية حيال الثقافة الوطنية ، بحيث يتحقق الوصل بين العبقرية الثقافية الوطنية أو المنتوج الثقافي الوطني والحياة العامة التي يعيشها أبناء الوطن .

وبهذا لا تكون الثقافة حبيسة مكان ، بل تنطلق من مكان إلى أرجاء الوطن وتتسرب إلى كل المواطنين لتشكل غذاء فكريا معنويا ، ينعكس على سلوكه العام والخاص .

و "جُمعيّة الرمضان" بمجلس شيخ المؤرخين جواد الرمضان تعطي بعداً أكثر انفتاحاً لكون الشيخ جواد تتسامى عنده صفة التمايز إلى صفة التمازج و لذا يكون التعاطي الحواري في بعده الشفاف بمفردات تحمل آداب ذلك .

وهو ( الملتقى ) يرصد في لحظة واحدة ، هذه الكثافة الإبداعية ، فيتواصل رواد وأعلام ومفكري ومبدعي المنطقة ، مع إبداعات المجتمع وأفكارهم بعيداً عن هموم عقد النقص أو عقلية المؤامرة ، وبهذا تصبح الثقافة متسربه في نسيج الحياة نفسها ، وتتعايش في أسئلتها وتحدياتها مع متطلبات الحاضر والمستقبل أيضاً .

ويحرض شيخ المؤرخين على هذا النهج بل يتعاطى معه بروحه المتألقة دون مساس في الثوابت واستجلاب المعلومة التاريخية خاصة عند التأصيل باعتبار التاريخ علماً يستفيد ولا يستغني لترتيب حلقاته عن أيّة معلومة بعد ثبات صحتها وهو ما يدقق فيه كثيراً .

فالملتقيات الثقافية والأدبية وبحكم ما تتميز به من احتراف للعلم والثقافة والأدب فهي تقوم بدور التوالد القيمي المستمر بمعنى إنتاج القيم الحضارية للجماعة الوطنية ،وإعادة إنتاجها وفق متطلبات اللحظة التاريخية .

كما أن الإحاطة بالسياسة الثقافية ، للمؤسسات الثقافية والأدبية الوطنية ، تقتضي الاهتمام التاريخي والحضاري للجماعة الوطنية ودورها الفاعل في المنطقة .

وبهذه العملية ، تصبح الملتقيات الثقافية والأدبية حلقة وصل حيوية بين العمق الحضاري ومكانه والراهن بآفاقه ومتطلباته على هذا الصعيد .

وكان جواب التساؤل ما هو أثر "جُمعيّة الشيخ جواد الرمضان"؟

إن كل ما جاء عليه هو خارطة الطريق العامة التي لا تقف عند تبادل الأخبار او نقل القصص أو معرفة الأنساب أو وصف و تحليل الحدث إلى أن مصدرية التاريخ علم بحد ذاته ولكن انعكاسه على الهوية وعلى ترسيخ الانتماء للأرض والتعرف على إدارة الصراع وماهية الحقوق وضعها في قالب الاستنهاض والعمل في ظل الوطن وتأكيد الإسهام باستشراف المستقبل .

كما أن "جُمعيّة الرمضان" التي يتعدى تشكيل حضور الشخوص فيها إلى أبعاد جغرافية الأحساء من( الهفوف إلى المبرز والعيون والعمران والجبيل والقارة والجفر والجشة والطرف والحليلة )إلى غير ذلك من حواضر الأحساء إلى بعد مدن الجوار (كالدمام والخبر والقطيف) وإلى محيط أبعد (كالرياض وقطر والبحرين والكويت) وزائرين من مختلف القصاع وخاصة من مريدي الاستدلال والبحث التاريخي .

وعلى ضوء هذا ،ثمة مهام ضرورية ، وعلى صلة مباشرة بالبنية الذاتية لهذه الملتقيات والأطر الثقافية والأدبية ( ومن بينها بالطبع جُمعيّة الشيخ الرمضان ) وهي :

• إن مهمة الملتقيات الثقافية والأدبية ، هي توسيع أرضية الحوار والتلاقي بين طاقات المبدعين الثقافية والفكرية والعمل على بلورة المشروع الثقافي الوطني ، الذي يستوعب ثمرات الجهود المختلفة ، التي يبذلها أهل الاختصاص في هذا المجال .

وإن التصور الأمثل لهذه الملتقيات هو التحول إلى كيان ثقافي شامخ يلبي متطلبات المواطنين الثقافية ، ويبلور حاجاتهم وتطلعاتهم في هذا الحقل المهم .

وشيخ المؤرخين جواد الرمضان هو بشخصه يحمل هذا الهم بين جنباته حتى ليمكن القول أن أوقف نفسه أو نذرها لخدمة التخصص والمتخصصين والمريدين في كل آن سواءا أتوا إليه أيضا في أي وقت بعيداً عن الجُمعيّة ،أو تم استدعاؤه لذات الغرض لكنه بالجُمعيّة أتاح فرصة اللقاء والحضور دون دعوة و أيضا دون تحديد سابق موعد .

كما أن الجُمعيّة تتيح للزائر الاستفادة من الرأي الجمعي، والشيخ جواد على الرغم أن يتسنم صدارة المجلس والمعرفة إلا أنه ضمن سلوكه الأخلاقي يجعل من حميمية و أريحية اللقاء أن يتخذ كل شخص فرصته ، وهو أي الشيخ لأنه مستمع جيد ينتقي لحظات الإدلاء ويستجيب لنداء الطلب المعرفي لكون أحد ميزاته الحافظة وحضور المعلومة واستدلالاتها وهذه صفات فريدة قل نضيرها في آخرها ، فشيخ المؤرخين وجُمعيّته تشكلان ثنائية لا ينفكا و مريديه يدركون ذلك .

• الإسهام في تطوير الثقافة وهو دور ووظيفة الملتقيات الثقافية الأساسي ، توظف له كل الامكانات ،وهو ما يميزها عن الأماكن الأخرى ، لأنها تلامس مناطق الإبداع في ذوات مريديها فتتعهدها وتصقلها وتضفي على المادة ، رصانة البحث وهدفيته ، فتفي بوعدها لوطنها ومجتمعها وتحقق ذاتها في آن .

وللإسهام هذا صيغ وميادين تتعدد وتتنوع لكنها تتفق جميعاً في كونها إضافة أصيلة متفردة . وبالتالي فإن الحقل الثقافي والأدبي الذي تعنى به الملتقيات الثقافية ، ليس ملء الذاكرة بل هو تثقيف العقل وهذا لا يتأتى مصادفة وإنما بعمل هادف ويترجم في وسائل وأدوات ومناهج تنبه في العقل طاقات ومواهب وتوقظ الذات من سباتها السلبي .

وفي هذا الإطار يقوم إصرار الملتقى الثقافية ، على تنمية روح البحث لدى أبنائها ومريديها والمقصود من البحث هو الفحص العلمي المنظم في سبيل التدقيق في فكرة ما أو لاكتشاف معرفة جديدة أو لتسطير شواهد تاريخية من الذاكرة أو من أمهات الكتب.

وبالإسهام النوعي في تطوير الثقافة الوطنية ، تسجل المنتديات الثقافية ، إخلاصها لمبادئها ووفائها الكامل للقيم والأهداف التي تلتزم بها ، وهي إنما تؤكد في ذلك ارتباطها الديناميكي بمحيطها ومجتمعها.

ولعل تلك الجوانب بعينها نتلمسها في "جُمعيّة الرمضان" فهي تؤكد دافعية البحث والاستنهاض من خلال أن شيخ المؤرخين يعطي كل شخص مكانته العلمية ويقدرها ويتجاذب معه أطراف النقاش والحوار و يتبين للمحاور التشجيع والاستزادة والإرشاد لمواطن المعرفة .

ولذا فالجيل من مريدي شيخ المؤرخين لديهم فضل الانتساب اليه وأنه عالم تاريخ والسعي أن يكونوا ضمن دائرة اطلاعه بمنجزهم ولذا نجد أن الباحثين والمؤلفين يحضرون نتاجهم واهدائه نتاجهم أو يحضرون ما تحت أيديهم من وثائق و هكذا ، الأمر الذي يضع شيخ المؤرخين في محل فضل على الأحساء واهلها بل وحتى على خارج جغرافية الأحساء .

-والتواصل هنا لا يعني الانخراط في عمليات الاستلاب، وإنما التعرف الواعي على كل المنجزات والإبداعات، وتوفير الفرص الدائمة لأبناء المجتمع والوطن، لكي يتعرفوا على هذه المنجزات.

فالأمكنة الثقافية المبدعة والحيوية هي التي تؤسس لعلاقة إيجابية بين هذه الدوائر والمهام الثلاث بحيث لا تتخلى عن أية مهمة، وتعمل وفق خطط مرسومة ودقيقة لخلق أو المساهمة في خلق حياة ثقافية ومعرفية جادة وحيوية وقادرة على استقطاب شرائح المجتمع المختلفة.

وبهذا الالتزام ومفاعيله تتمكن هذه الأمكنة من صياغة واقع ثقافي يقرب الجميع من آفاق وتطلعات مبدعي الوطن على المستويين الثقافي والأدبي.

فعليه فإن الملتقى الثقافي ، يتجاوز حدود المكان المادي المحسوس ، ويكون هو مصدر إشعاع معرفي وثقافي وأدبي ، وفضاء يتسع لكل الأفكار والتعبيرات ، وملتقى يضم كل القناعات والسياقات الثقافية والأدبية ، وساحة لإنتاج المعنى والأفكار.

وكل محاولة لتضييق معنى الملتقى الثقافي ، هي تضر بالثقافة وتطلعاتها العليا .

وحينما نتحدث عن المكان الثقافي ، فإننا في حقيقة الأمر نتحدث عن الفضاء الثقافي الحر والحيوي والمسؤول في آن ، والذي يتجه بكل طاقته البشرية والمادية لتطوير الحياة الثقافية والأدبية ، ويسعى عبر مبادرات خلاقة لاستيعاب كل المثقفين والأدباء والمؤرخين، والعمل على احتضانهم ورعايتهم ، وتوفير سبل الفعل والعمل الثقافي والأدبي الخلاق لهم .

و"جُمعيّة شيخ المؤرخين جواد الرمضان" هو امتداد لمجلسه العامر متخذاً شكلاً مضافاً حسب متطلبات العصر مع انتشار للملتقيات بمدن الأحساء ،لينشر عبر الزمن كل أواصر المحبة والرحابة ،ويفتح بابه لأطياف المجتمع ليكون كل أصبوحة جمعة نافذة على الروح وإطلالة على شرفة المعرفة والعلم.

السنون التي رسمت حضور الشخصية النبهة في التعاطي مع مرتادي الملتقى من المفكرين والمثقفين والأدباء ورجال العلم والدين تلوح في أفق صاحب الملتقى والذي يكمن في شخصه كل ذلك الحراك المبدع بثقافته المتجددة ومع كل الأطياف من رواد الملتقى.

وكما تشهد المنطقة _اي الأحساء_ تميزا ً ملموسا ً عبر رسم خارطة الثقافة بمشاركة الملتقيات المتميزة منذ تشكل حركة النهضة في الثمانينات الميلادية الماضية كمشهد الفكر الأحسائي( ملتقى المشهد ) ودوره في ولادة الإبداع ،وكذلك بزوغ منتدى الينابيع الهجرية وبصمة الحراك الأدبي منذ اكثر من عقدين من الزمن وأحدية المبارك وملتقى السهلة أو مع تكوين مجموعات شابة من الجنسين ذكورا وإناثا كـ"مجموعة النورس الثقافية" بالهفوف التي استطاعت أن تضع بصمتها من خلال المناشط والإصدارات وأبرزها موسوعة إضاءة كريادة على مستوى العالم العربي ، وجماعة ملامح هجرية وحواف وزحل مؤخراً ويربو عدد الملتقيات لأكثر من أربعين ملتقا لتثبت الأحساء المبدعة في ثقافتها المتجددة.

فضلاً عن مؤسسات المجتمع المدني كجمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي وجامعة الملك فيصل وكلية الشريعة ومراكز التنمية الأخرى والجماعات التخصصية الأخرى كدار الخط العربي و كلنا رسامون وغيرها وفروع الجمعيات المختلفة كجمعية الحفاظ على التراث وجمعية الطوابع وغيرها كما تشكل المهرجانات رافد يعتد به .

كما أن ملتقى الجُمعة لشيخ مؤرخي الخليج أحدث أثرا ً في وجوده خلال تلك السنون ولازال ينبض بمناهل الحوارات التاريخية والأدبية وتبادل الاهداءات لكل جديد من إصدارات مبدعي الأحساء، والوطن ومحبيه من خارج الوطن.

ولعل من نافلة القول أن لا يذكر شيخ المؤرخين إلا ويذكر معه عالم التاريخ د محمد القريني حيث أنهما صنوان في ملازمتهما زيارة المكتبات المحلية والدولية ومراكز البحوث والتواصل مع المهتمين بالشأن التاريخي من الأكاديميين .

كما لا ننسى الصلة الوثيقة مع عدد من المتمين بالبحث في الموروث كالمهندس عبد الله الشايب والأستاذ سلمان الحجي والأستاذ محمد سعيد الملا والمرحوم الشيخ أحمد الشيخ آل مبارك والأستاذ أحمد البقشي والسيد هاشم الشخص والأستاذ عبد العزيز الموسى والأستاذ احمد البدر والشيخ محمد الحرز.

ويتمثل الدور المحدث لأثر الملتقى عبر استجابة قامة الشيخ جواد لكل ذي قاصد له بكل حواسه وقسمات إدراكه ، والمرتاد لهذا الملتقى _جُمعيّة الرمضان _ يعرف تماما ً ما أعني.

عبدالله بن عيسى البطيّان

٢رمضان ١٤٣٨٨هـ

الأستاذ / عبدالمجيد الشبعان

كانت ليلة جميلة طلع البدر فيها في قاعة النادي الأدبي بالأحساء تألق البدر الشيخ جواد الرمضان وسط نجوم عشيرة الرمضان ومع ثلة من الأدباء والمشايخ والوجهاء ومحبي الشيخ في حفل لتكريم عبق التاريخ وأريج المعرفة وتتويج حصاد السنين كانت الفرحة على محيا جميع من حضر فهي فرحة الأحساء كل الأحساء بهذه المناسبة الكريمة الله يعطي الشيخ جواد طول العمر وينفع بعلمه البلاد والعباد

الاستاذة / نوال المطوع

عمل جميل جداً وفيلم متعوب عليه حقيقة يستحق كل ذلك بصراحه شخصيه فذه وتاريخ مرموق زاخر بالعلم والمعارف الحمد لله الله كتبنا من الحاضرين ليلة التكريم الله يحفظه ويمد بعمره بالصحه والعافيه عفاك الله يا أم عماد ما نسيتينا ليلة التكريم والله أستمتعنا وشعرنا بالفخر والإعتزاز بوجود هالشخصيات في بيئتنا ووجود الحشد الكبير من الحضور يشهد على عشقه وكأنه أب لكل الحضور شكراً لك مرة أخرى حبيبتي أم عماد

د.محمد العطية

أشكر لكم الدعوة الكريمة لحضور و مشاركتكم البهجة والسرور في تكريم علم من اعلام الاحساء الشيخ جواد الرمضان اطال الله في عمره و الاحساء شامخة بالشخصيات التي يفتخر بها أمثاله و أمثالكم والله يكتب لكم الاجر والثواب و التوفيق والنجاح لإقامة مثل هذه المهرجانات و الفعاليات المثمرة محبكم سفير العطاء

الأستاذ / أحمد بن علي الأمير

نشكر جهودكم الجباره في تكريم شخصيه متواضعة قدم ماقدم لمجتمعه من الباحثين والمهتمين في التاريخ والتراث دون الطمع في شيء سوى نقل المعلومة بصدق وحفظها لأصحابها ، مبادره وفاء وتكريم لشخصيه فريده من نوعها ، لازمته أنا شخصياً قبل 15 سنه تقريبا قبل انتقالي الى دبي ،، يالها من سنين خفاف مرت كالأيام وكأني اتذكر صحبته ومادار فيها من حوار في المجالس والصالونات الأدبيه والمحافل التكريميه أمثال الصالون الأدبي الأسبوعي للسفير والأديب الشيخ أحمد آل مبارك وكان مؤرخنا وشيخنا الأديب جواد مواظباً على الحظور مبكراً لينفرد بالحديث مع الشيخ أحمد وتبادل المعرفة والأستزاده ، لم يمنعه كبر سنه في التنقل بين المجالس الأدبيه والثقافية وتلبية الدعوات ، تعلمت منه كما تعلمت من والدي التعايش بين اطياف المجتمع والمحبه التى يغمر بها من يقابله و عظيم الأثر الذي يتركه في نفسه من أحترام وتقدير ، لتتكون بعدها صداقه وألفه سواء كان كبير أو صغير

بوصلةُ فخر

تحية إكبار لأبي حسن الشيخ جواد الرمضان على أصداء الحفل الذي أقامته الأحساء له حفظه الله


ألمّٓ برأس فكرته صداع

فكان دواءَ فكرته اليراع


أبو حسنٍ أديبٌ أم طبيبٌ

على يمناه للداء انقشاع؟


وحيث تشير بوصلة إليهِ

إليهِ يشير تاريخٌ مضاع


رأى التاريخ عقدا في انفراطٍ

فكان على يديه له اجتماع


يدلل حرفه تدليل طفل

على شدقيه للأمل اندلاع


يناغيه فيطفِر من دواة

لتلقفه بأحضانٍ رقاع


هداه ظامئا لضفاف نبعٍ

من الفِكَر الوضاء لها شعاع


فما عاد اليراع بغير سفرٍ

ينوء به من الفكر الذراع


أرى في مطلع البدرين رتقا

لتاريخ بدا فيه انصداع


نقشت حروفه في جفن شمس

فحقّٓ له على المحو امتناع


كأنك لست من هجرٍ فيطغى

بي العجب الذي منه أُراع ؟


هي الأحساء منجبة الدراري

كأن سماءنا منهن قاع


أبا حسن فما نضبت قوافٍ

ولكن ضاق بالموج الشراع


أعرني بعض ما وهبتك روح

من الإبداع يرق بي ابتداع


لعلي أستفز حرون وحي

لهيبتك استبد به انقطاع


فيسبق نحو قافية تأبت

ليحلف يشتريها لو تباع


فأحملها إليك بسفط فخر

يليق بمن له في المجد باع


أبو حسن رأى في العشق رؤيا

فأولها له القلب الشجاع


فقال له اقتحم أسوار حصن

هنالك حيث تنتصب القلاع


ولا يغررك فيه عبوس صمت

فتحت غباره انتفضت قصاع


قصاع تحرس الأيامُ فيها

بقايا ما التهى عنه الضياع


كسرت ختومها فبدا نضار

من التاريخ جفّ به التماع


نفضت غباره فبدت حكايا

يسود الحب فيها لا النزاع


لقد قدمت في التاريخ زادا

تجاذبه على نهم جياع


ركضت خيول فكرك في متيه

فأرهقها من الأفق اتساع


ولم يقعدك عنه صوت يأس

تردده المفاوز والتلاع


كأنك واليراع له صرير

يجيبك إي نعم منه انصياع


فيهمس في الدواة بأن تأني

فقد أعياه بالسعة اطلاع


وعدتَ وفي يديك نتاج عزم

تُحدث عنه ما نطقت رقاع


فكم سر قرعت عليه بابا

وعدت به وقد سقط القناع

رمى في البحث بذرته صبورا

وروّاها بما رشح اقتناع


فأبصر حلمه في حقل فكر

وإن ثماره ملكٌ مشاع


هنا التاريخ مرآة توارت

بها التهم التي اقتدح الخداع


مرايا لليقين بها انبثاق

وللتشكيك فيهن ابتلاع


أتينا نعزف الإكبار لحنا

وحقك كم يلذ له استماع


فأرهف سمع قلبك سيدي هل

ترى في حبكم سرا يذاع


أحمد اللويم

شوال ١٤٣٨هـ

جميع الحقوق محفوظة سعيد الرمضان