بداخل قسم الأشعة وفي كل يوم تتخذ مئات القرارات التي تؤثر على حالة المرضى والمستفيدين من خدمات اقسام الاشعة. وهذه القرارات تصبح أكثر تحديا مع قلة المعلومات المتوفرة التي تدعم سلامة القرارات الطبية وتؤثر على صحة المريض. وللتغلب على ذلك، فإن التحول الرقمي للتصوير في اقسام الاشعة سعى إلى تحسين رعاية المرضى وتوفير نتائج أفضل مقرونة بزيادة الكفاءة والفاعلية من خلال تكامل جميع أنظمة المعلومات الصحية واستخدام التقنيات الحديثة. حيث تتركز عملية التحول الرقمي للأشعة حول ثلاثة مواضيع:
- فعالية التصوير الطبي لجمع بيانات عالية الجودة أثناء استخدام الإمكانات الكاملة لأجهزة الاشعة والأنظمة.
- تبسيط العمليات لزيادة الإنتاجية وتحسين استخدام الموارد الموجودة.
- استخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي لتوجيه عملية صنع القرار على طول رحلة المريض بقسم الاشعة.
والهدف الرئيسي من ذلك هو تحسين رعاية المرضى بأقسام الاشعة من خلال تحليل وإدارة المعلومات وصور الأشعة في قواعد البيانات. وما كان ذلك ليتحقق إلا من خلال تطوير أساليب جديدة للمعلوماتية والإحصاءات والتعلم الآلي، وهندسة النظم. وتشمل مجالات التركيز ما يلي: نظم المعلوماتية وتحسين العمليات؛ والبحوث التحليلية؛ والتطبيقات السريرية واستخدام التطبيقات الطبية التي تبنى على البراهين.
ومن امثلة التطبيقات والانظمة المستخدمة في اقسام الاشعة :
نظام الأرشفة الإلكتروني لصور الاشعة هو نظام إلكتروني يقوم بتخزين ونقل وعرض صور وتقارير الأشعة رقمياً بالتكامل مع أجهزة الاشعة وأنظمة المعلومات الصحية بالمنشآت والمؤسسات الصحية. حيث يلغي استخدامه الحاجة إلى الملفات والافلام اليدوية والطريقة التقليدية في تخزين واسترجاع وإرسال المعلومات المرضية والأفلام والتقارير. حيث يتم يمكن أن يتم استضافة هذه الوثائق والصور الطبية بشكل آمن في خوادم داخل المستشفى أو عبر وسائل تخزين سحابية يمكن الوصول إليها بأمان من أي مكان وبسرعة فائقة باستخدام برامج نظام الارشفة الالكترونية لصور الاشعة عبر محطات العمل والأجهزة المحمولة.
وتتزايد أهمية تقنيات نظام الارشفة الالكترونية لصور الاشعة مع نمو حجم الصور الطبية الرقمية في منشآت الرعاية الصحية ويمكن مقدمي الرعاية الصحي من تبادل الصور الطبية لتقديم خدمة طبية افضل ، حيث يستخدم الكادر الصحي هذا النظام لمعاينة الصور الطبية المعالجة في اقسام الأشعة والتي عادة ما تكون المنتج الأكثر إنتاجًا للصور الطبية، علماً بأنه قد تم دمج تقنيات نظم الارشفة الالكترونية للصور الطبية في أقسام أخرى مثل: تصوير الطب النووي، وأمراض القلب، وعلم الأمراض، والأورام، والأمراض الجلدية.
ويتم التقاط الصور الطبية ومراجعة التحليل السريري والتشخيص والعلاج كجزء من خطة رعاية المريض بالمنشآت الصحية. وهذا يتم عبر استخدام المعلومات التي تم جمعها لتحديد أي تشوهات تشريحية وفسيولوجية، ورسم التقدم في العلاج وتزويد الأطباء بقاعدة بيانات عن فحوصات المرضى للرجوع إليها في أي وقت عند الحاجة.
كما يمكن أن يؤدي الوصول الرقمي إلى جميع الصور الطبية للمريض والتقارير السريرية والتاريخ إلى تسريع وتحسين الرعاية الصحية، مما يقلل من احتمالية حدوث أخطاء في العلاج والوصفات الطبية ومنع الفحوص الزائدة عن الحاجة والتي قد تعرض المريض للضرر جراء الجرعات الاشعاعية غير ملزمة له طبياً. كما يُمكن الوصول الرقمي إلى تحسين سلامة المرضى وتوفير الوقت والمال على مزودي الخدمة والمريض على حد سواء.
يعتبر نظام المعلومات للأشعة ( RIS ) نظام معلومات صحي مكمل لنظام معلومات المستشفى ( HIS ) ويرتبط معه ومع نظام الارشفة الالكترونية لصور الاشعة أو أنظمة وتبادل الصور مثل VNA ، ويمثل ضرورة هامة لتكامل العمل بشكل فعال في أقسام الأشعة وإدارة العمليات بشكل رقمي وحفظ وتتبع الطلبات والمعلومات المرضية ومعلومات الفوترة ، ويستخدم هذا النظام داخل أقسام الأشعة وذلك لإدارة القسم بشكل إلكتروني وتنفيذ العديد من المهام التي ترفع من كفاءة الأداء للقسم:
إدارة بيانات المرضى: يمكن للنظام تتبع سير العمل الكامل للمريض داخل قسم الأشعة. ويمكن لمزودي الأشعة إضافة الصور والتقارير إلى السجل الصحي الإلكتروني، حيث يمكن استردادها وعرضها من قبل موظفي الأشعة المرخص لهم.
جدولة المواعيد: يسمح النظام للموظفين بتحديد مواعيد لكل من المرضى الداخليين والعيادات الخارجية.
تتبع المرضى بقسم الاشعة: يمكن لمقدمي الخدمة الصحية تتبع تاريخ الأشعة للمريض بأكمله من القبول إلى خروج المريض من القسم مع تنسيق التاريخ مع المواعيد الماضية والحاضرة والمستقبلية.
كتابة النتائج والتقارير لفحوص الاشعة مع إمكانية عمل بحث عنها.
تتبع الصور: حيث ينظم عملية انتاج الصور بأرقام فريدة تسهل التعرف عليها بقواعد البيانات وتمنع حدوث أي خلط ما بين صور المرضى.
الفوترة والمطالبات المالية: يوفر النظام وسيلة لحفظ وإدارة السجلات المالية التفصيلية ومعالجة المدفوعات الإلكترونية والمطالبات الآلية، وتعمل بالتكامل مع أنظمة السجل الصحي الالكتروني للمنظمات الطبية.
تطبيقات ذكاء الأعمال تقوم بتمكين أقسام الأشعة من الاستفادة من البيانات الهائلة التي تنتجها أجهزة الأشعة والأنظمة التي تعمل بالقسم، حيث تعطي متخذي القرار وأداريي القسم القدرة على دمج البيانات وتحليلها وتصويرها وتقديمها في عرض مناسب مع مراقبة مؤشرات الأداء بشكل مباشر. حيث يمكن ان يفيد قسم الاشعة في:
تحسين رعاية المرضى من خلال تحليل البيانات الطبية.
فهم طلبات الأطباء المعالجين والتركيز على الفحوصات ذات التكرار العالي لتحسين الخدمة.
رؤية مباشرة لإدارة العمليات في قسم الاشعة.
تسهيل الوصول للبيانات والمعلومات الطبية لغرض التحليل.
تحديد التوجهات ومسار العمل في قسم الأشعة.
الاستخدام الأمثل لموارد قسم الاشعة.
الأشعة التشخيصية هي أحد العلوم القديمة والتي تمتد لأكثر من قرن وقد ارتبط هذا العلم ارتباط كبيراً بالتقنية وكان محفز لعدد من الاختراعات العظيمة في المجال الطبي ونحن الآن على حافة جديدة من التطور العلمي في هذا المجال والمتمثل في الذكاء الاصطناعي الذي يغزو كافة المجالات بما فيها المجال الطبي.
وها نحن نشهد بداية عهد جديد من الاختراعات في علم الأشعة فكیف یستطیع الذكاء الاصطناعي مساعدة طبيب الأشعة بشكل خاص والمريض والعملية العلاجية كاملة بشكل عام.
أطباء الأشعة معرضون للكثير من الضغوط بسبب تزايد الفحوص التشخيصية نظراً لأهميتها في مساعدة الطبيب المعالج للوصول إلى التشخيص الصحيح، اضافة إلى تشعب علم الأشعة التشخيصية إلى فروع وتخصصات دقيقة تحتاج إلى دقة اعلى وتركيز مستمر وهذا الأمر قد يجعل من تقنية الذكاء الإصطناعي أن تأخذ موقعها في المشاركة وتسهيل اجراءات العمل ضمن الأنظمة الالكترونية لأقسام الأشعة.
للإجابة عن هذا السؤال يجب ان نعلم ان هنالك نوعين من التحليل الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في علم الأشعة:
التحليل الذي يعتمد فقط على الصور المدخلة إلى النظام وفي هذا تحديد لمهام الذكاء الاصطناعي في مهام بسيطة كقياس ابعاد الأورام ومقارنتها بالقياسات السابقة للحصول على صورة عن استجابة الأورام للعلاجات.
التحليل الذي يدمج الصور المدخلة مع معلومات طبية أخرى للمريض كتحاليل المختبر ومعلومات طبية أخرى مستخدًما خوارزميات معقدة.
اكتشاف الكسور.
اكتشاف النزيف الدماغي.
اكتشاف الأورام.
اكتشاف أمراض الرئة.
تعتبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي واعدة جداً في مجال الأشعة التشخيصية وذلك لإعتمادها على خوارزميات تعلم الآلة والتعلم العميق والتي تسهم بشكل كبير في تحسين جودة العمل ورفع مستوى الانتاجية الأمر الذي ينعكس بشكل كبير على الخدمة العلاجية للمريض.
هذه بعض الأمثلة لما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعله، وبما ان النظام قد تطور من خوارزميات فرز أساسية إلى شبكة عصبية متطورة فإن المزيد من التطبيقات ستصبح في متناول اليد.
في السنوات الأخيرة، تقدمت أنظمة الإملاء الصوتي إلى درجة أنها أصبحت جزء لا يتجزأ من الروتين اليومي لطبيب الاشعة وطريقته المفضلة في كتابة تقارير الاشعة. وذلك لمساهمة هذه التقنية الفعالة زيادة إنتاجية طبيب الاشعة وتخفف العبء عنه وتؤدي إلى تقليل الوقت اللازم للحصول على التقارير التشخيصية.
سمح التقدم التكنولوجي من استخدام الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في علم الأشعة. حيث توفر كلتا التقنيتين مجسم ثلاثي الأبعاد لكائن او عضو تمت محاكاته بطريقة تحاكي الواقع الافتراضي وفي بيئة افتراضية في الواقع الافتراضي، بينما يقوم الواقع المعزز بمحاكاة وتمثيل كائنات أو أعضاء في الواقع الحقيقي.
ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة في عرض الصور الطبية كحجم تصويري يشبه الواقع، وبإمكانه استخدام التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي في بتمثيل أكثر دقة للطبيعة ثلاثية الأبعاد للهياكل التشريحية، وتبرز فائدتها في التشخيص والتعليم ومحاكاة التخطيط الإجرائي للمعالجة الاشعاعية وفي بقية الإجراءات الجراحية. التفاعل مع الصور الحجمية في الفضاء الظاهري مع عرض مجسم له العديد من المزايا على شرائح 2D التقليدية على لوحة مسطحة.
مزايا الواقع المعزز والافتراضي:
إدراك العمق والمسافة.
تعطي إمكانية تحريك طبيعيّة في فضاء ظاهريّة
تعطي صور متسقة وتلغي الإضاءة المحيطة المتغيرة.
الواقع المعزز
الواقع الأفتراضي