🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » ولنبلونَّكم... وبشِّر الصابرين
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 15-07-2013
﴿ولنبلُوَنَّكم... وبَشِّرِ الصابرين﴾
وعدٌ صريحٌ قاطعٌ من الله تعالى بالابتلاء لكل من وضع قدمه علی الطريق؛ ليدرك منذ الخطوة الأولی أنَّ الطريق غير مفروشة بالورود.
والحكيم إذا ابتلی عباده المؤمنين، فإنَّ هذا الابتلاء يكون فيه الخير كل الخير لهم علی الرغم ممّا يُلازِمه من «خوف» من الأعداء، وشيء من «الجوع» غير المهلِك، ونقص في «الأموال»، وفَقْد «للأنفس» ممَّن حولنا من الأحباب.
والابتلاء إذا نزل إنَّما يكون بمنزلة تمحيص ينقسم الناس علی أثره إلی فريقين: صابر، وجزِع.
أمَّا من صبر؛ فقد فطن إلی حقيقة الابتلاء وأبعاده، وأيقن أنَّ الله ﷻ لن يكتب (له) إلا الخير الذي تتبعه كثير من العطايا؛ فالإيمان يقوی ويزداد، والأقدام تثبت علی الطريق، والأجر يرتفع، والوزر ينحطّ، والمنزلة من الله تدنو.. فهذا فريق فائز.
وأمّا من جزع؛ فقد خسر مرتين: خسر ما فقده بالمصيبة، وخسر ما أعدَّه الله له لو كان صبر عليها!
والذي كتب علی عباده الابتلاء كتب علی نفسه أن تكون البشری منه نهاية الابتلاء ﴿وبَشِّرِ الصابرين﴾، شريطة أن يكون «الصبر» هو الجسر الذي يُعبَر عليه من «الابتلاء» إلی «البشری».