🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » وألحِقني بالصالحين
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 05-05-2021
ممَّا يدعو إلى التوقُّف والتأمُّل في كتاب الله ﷻ: لوحاتُ الدعاء المضيئة التي يَخُطُّها أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام بحروف من نور، وما فيها من حسن اختيار لأبواب الدخول إلى الله ﷻ. وممَّا يستوقفني كلَّما مررتُ به مِثلُ هذه الأدعية:
نبيُّنا يوسف ﷺ: ﴿تَوَفَّنِی مُسۡلِمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [يوسف: ١٠١]
نبيُّنا إبراهيم ﷺ: ﴿رَبِّ هَبۡ لِی حُكۡمࣰا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [الشعراء: ٨٣]
نبيُّنا سليمان ﷺ: ﴿وَأَدۡخِلۡنِی بِرَحۡمَتِكَ فِی عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [النمل: ١٩]
فانظر إلى هؤلاء الداعين الذين هم أنبياءُ الله وصفوةُ الصفوة من خلقه وأئمَّةُ الصلاح الذين أُمِرنا أن نقتدي بهُداهم وأن نقتفي أثرهم! وانظر إلى سؤالهم أن يُلحِقَهم الله ﷻ بالصالحين وأن يُدخِلهَم فيهم!
ثم انظر كم واحدٍ مِنَّا اليومَ تُحدِّثُه نفسُه كُلَّ حين بأنَّه مِن الصالحين/ المُلتزِمين/... وألقابٍ تُخلَع على النفس تعجز عن حصرها الحروف!
وتأمَّلْ قولَ سليمان ﷺ: (أدخِلني)! وقولَ يوسف وإبراهيم عليهما السلام: (ألحِقني)! ثم عُد وتأمَّلْ قولَ سليمان ﷺ: ﴿بِرَحۡمَتِكَ﴾! لتعرف معدن النفوس التي اصطفاها الله لرسالته ولتعلم أين يجب أن نكون -نحن المساكينَ الفقراءَ- مِن هؤلاء الجبال الرواسي!
وهذا حبيبنا محمد ﷺ صفوة خلق الله وأنبيائه يُعلِنُها جليَّةً: «لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ». قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «لا، ولا أنا؛ إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ» [البخاري (٥٦٧٣)؛ مسلم (٢٨١٦)]
فاللهمَّ برحمتك وفضلك لا بعملنا إلَّا أدخلتَنا في عبادك الصالحين، وألحقتَنا بأنبيائك ورسلك، وآتيتَنا ما وعدتَنا عليهم؛ يا مَن لا يُخلِف الميعاد!