🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » مع خاتمة فاتحة الكتاب (2-2)
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 08-04-2020
سأل أخي الفاضل الأستاذ سعيد صويني: لماذا كان العدول البياني من ﴿غَیۡرِ﴾ إلى ﴿لَا﴾ في: ﴿وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ -وليس: "وغير الضالين"- على عكس الاتساق في ﴿عَلَیۡهِمۡ﴾ مع ﴿أَنۡعَمۡتَ﴾ و﴿ٱلۡمَغۡضُوبِ﴾؟
فقلتُ مستعينًا بالله: لعلَّ اختيار ﴿غَیۡرِ﴾ في الآية الكريمة أنسبُ للمغايرة بين صِنْفين من جنسين متباينين لا علاقة بينهما: صِنْفٍ سلك طريق الحقِّ وهُدِي إليه، وصِنْفٍ آخر حاد عن هذا الطريق (بكل ما يشمل هذا الصنف).
أمَّا ﴿لَا﴾؛ فلعلَّها أنسبُ في الآية الكريمة للمغايرة بين صِنفين من جنس واحد، وإن اختلفت حقيقة كُلٍّ منهما؛ فإنَّ بينهما علاقةً جامعة هي الحَيْدُ عن طريق الحقِّ.
ولعلَّ هذه المغايرة بين من سلك طريق الحقِّ ومن حاد عنه يُؤيِّدها جوازُ الوقف داخل الآية الواحدة بعد ﴿صِرَ طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ﴾ كما في قراءة عاصم، وكذا مجيئُها آيتين منفصلتين ﴿صِرَ طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ﴾ في قراءات أخرى كما في نافع.
والله تعالى أعلى وأجلُّ وأعلم