🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » ليعلم الله مَن يخافه بالغيب
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 20-04-2020
"الحرام في كل مكان.. حتى لقد دخل علينا بيوتنا!"
عبارة تسمع كثيرًا من الناس يُكرِّرُها دائمًا؛ بعضُهم يشكو بصدقِ نيَّةٍ انتشارَ الحرام خشية الوقوع فيه، وبعضُهم يتَّخذ من انتشاره ذريعةً وعذرًا للوقوع فيه!
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لَيَبلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيءٍ مِّنَ الصَّيدِ تَنالُهُ أَيديكُم وَرِماحُكُم لِيَعلَمَ اللهُ مَن يَخافُهُ بِالغَيبِ. فَمَنِ اعتَدى بَعدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَليمٌ﴾ [المائدة: 94]
في هذه الآية بيانٌ جليٌّ وحُجَّة بيِّنة على الصنف الثاني الذي يتذرَّع للوقوع في الحرام بكثرة انتشاره؛ فالله ﷻ يخبر أنَّ الممنوع قد يتوافر أمام العبد -بل وبين يديه- اختبارًا لصدق إيمانه وتقواه؛ ﴿ليَعلَمَ اللهُ مَن يخافه بالغيب﴾، فإذا ما وقع في الحرام بعد هذا البيان مَن وقع محاولًا رفع اللوم عن نفسه والرمي به على انتشار الحرام؛ فقد أبطل اللهُ عذرَه قبل أن يتفوَّه به!
أمَّا الصنف الأوَّل الصادق؛ فيخاطبه الله ﷻ بعد ستِّ آيات فيقول:
﴿قُل لَّا يَسْتَوِي الْخَبيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الأَلبابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحونَ﴾ [المائدة: 100]