🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » قالتا أتينا طائعين
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 16-05-2020
قال الله ﷻ: ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰۤ إِلَى ٱلسَّمَاۤءِ وَهِیَ دُخَانࣱ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِیَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهࣰا قَالَتَاۤ أَتَیۡنَا طَاۤىِٕعِینَ﴾ [فُصِّلت: 11]
◎ لماذا جاء التعبير عن المُثنَّى المُؤنَّث لفظًا (قالَتَا) بجمع المُذكَّر السالم (طائعِين) دون المُثنَّى المُؤنَّث (طائعتَيْن)؟
◉ يقول الإمام القرطبي رحمه الله: "وقال {طائعين}، ولم يقل طائعتَيْن على اللفظ، ولا طائعات على المعنى لأنَّهما سماوات وأرضون؛ لأنَّه أخبر عنهما وعمَّن فيهما". انتهى كلامه رحمه الله.
وهذا كلام وجيه؛ أن تأتي السماوات والأرضون بمن فيهنَّ؛ فإنَّ العرب إذا أدخلت عاقلًا على غير عاقل غلَّبت العاقل في الجمع وإن كان واحدًا.
◉ يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: "قالوا: الشيء يكون مفردًا لكنَّه تحته.. فإذا نظرتَ إلى المفرد: جئتَ بالمفرد، وإذا نظرتَ إلى ما تحته: جئتَ بالجمع؛ قال تعالى: {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} فلم يقل: اقتتلتا بالمُثنَّى إنَّما {اقتتلوا}؛ لأنَّ أمر القتال راجعٌ إلى رؤساء كل طائفة، هم الذين يُقرِّرون القتال أو عدم القتال، وساعةَ القتال لا يُمسِك كل فريق بسيف واحد يُقاتِل به الفريقَ الآخر؛ إنَّما يُمسِك كل فرد بسيفه. فالطائفة هنا مفرد تحته جمع، فقال في القتال {اقتتلوا}؛ لكن عند الصلح قال: {فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا..} [الحجرات: ٩]؛ لأنَّ أمر الصلح لا يكون مع أفراد الجيش؛ إنَّما يكون مع القادة لكل طائفة الذين يُصرِّفون الأمر حربًا أو سِلْمًا" انتهى كلامه رحمه الله.