🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » فأزلَّهما الشيطانُ عنها.. فأخرجهما
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 10-07-2013
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ﴾
أمرهما اللهُ تعالی اختبارًا لهما -عليهما السلام- بعدم الاقتراب من الشجرة، فما زال الشيطانُ بهما يُزيِّنها لهما حتی ذاقا منها..
لم تكن الحكمة من المنع في الأكل ذاته؛ وإنَّما كانت في الامتثال لأمر الله تعالی، فكان الأمر من الله: ﴿وَلَا تَقْرَبَا الشَّجَرَةَ﴾، ولم يكن: (ولا تأكلا من الشجرة)؛ كذلك فإنَّ العقوبة لم تنزل من الله بعد أكلهما منها، وإنَّما بمُجرَّد أنْ ﴿ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا﴾.
إنَّ معصيةً واحدةً كانت كفيلةً بإخراج جنس بني آدم جميعهم من الجَنَّة إلی الأرض حتی قيام الساعة، ومعصيةً عند رجل من بني إسرائيل كانت كفيلةً بألَّا يستجيب اللهُ لموسی أوَّل ما استسقاه، ومعصيةً واحدةً لأمرٍ من أوامر النبيِّ ﷺ كانت كفيلةً كذلك بسحب بساط الغلبة من تحت أيدي المسلمين في غزوة أحد حتی كاد القائدُ ﷺ يُقتَل!
إنَّ المعاصي وحدها كفيلةٌ بتأخُّر النصر عن الأُمَّة، وكفيلةٌ باستعلاء كل خسيس فوق ظهرها، حتی إذا ما عدنا لربنا وأصلحنا ما كان منَّا غيَّر الله من حالنا وجعل الغلبة لنا.
ومَن يدري؟ لعلَّ أحدنا كان سببًا في تأخُّر النصر عن أُمَّته!