🏠︎ الرئيسة » كتابات » مع القرآن » بين حسابات الأرض وحسابات السماء
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 15-07-2013
﴿يَمحَقُ اللهُ الرِّبا، ويُربي الصدقات..﴾
انقلابٌ عجيبٌ علی كل الحسابات الأرضية والموازين التي يحسبها البشر ويعدُّون لها ألف حساب!
فالحسابات الأرضية تقول إنَّ «الربا» الذي نكسبه: يُنمِّي المال ويجعله في زيادة رُبَّما تصل إلی أضعاف مضاعفة، وإنَّ «الصدقة» و«الزكاة» حين نُخرِجُهما من مالنا: تأخذان منه وتجعلانه في نقصان.
أمَّا حسابات السماء؛ فهي أصل كل الحسابات والتقديرات..
فـ«الربا» الذي رُبَّما جعل من مالك أضعاف أصله دون أدنی مجهود منك: لا يدخل عليك إلا بالمحق والخسارة والحرب مع الله: ﴿وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن رِّبࣰا لِّیَرۡبُوَا۟ فِیۤ أَمۡوَ لِ ٱلنَّاسِ فَلَا یَرۡبُوا۟ عِندَ ٱللهِ﴾، و«الصدقة» التي تُخرِجُها من دخلٍ رُبَّما يكفيك وأسرتك بالتمام و«الزكاة» التي تُنقِص من أصل مالك: تدخلان بالبركة والزيادة عليك وعلی مالك: ﴿وَمَاۤ ءَاتَیۡتُم مِّن زَكَوٰةࣲ تُرِیدُونَ وَجۡهَ ٱللهِ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُضۡعِفُونَ﴾.
المُهِمُّ.. لا تكن معتمدًا في حساباتك كلها علی الموازين والتقديرات الأرضية المحدودة؛ فثمَّة حسابات أخری متَّسعة الآفاق تقلب موازين الأرض كلها رأسًا علی عقب؛ فتجعل من المغلوب منتصرًا، ومن المنتصر مغلوبا؛ وتجعل من الفقير غنيًّا، ومن الغنيِّ فقيرا؛ وتجعل من العالِم العابد شيطانًا مُضِلًّا، ومن العاصي الفاجر عابدًا زاهدا!
فقط علينا أن ندور مع هذه الحسابات السماوية دون التوقُّف عند حسابات الأرض الضيِّقة؛ ففيها البركةُ والخيرُ والفتح، وفيها الفرجُ العاجلُ القريب.