🏠︎ الرئيسة  »  كتابات  »  مع القرآن  »  أمة منهج.. لا أمة أشخاص

   ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺃﺣﺪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﺼﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﺓُ ﺃﻣﺮ قاﺋﺪهم ﷺ.. ﻛُﺴﺮﺕ ﺭﺑﺎعيّته ﷺ، ﻭﺷُﺞَّ ﻓﻲ ﺟﺒﻬﺘﻪ الشريفة ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻝ ﺍﻟﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ وقاﻝ: "ﻛﻴﻒ ﻳﻔﻠﺢ ﻗﻮﻡٌ ﺧﻀّﺒﻮﺍ ﻭجه نبيّهم ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺑّﻬﻢ؟!"، ﻓﻨﺰﻟﺖ ﺍﻵﻳﺔ (في أحد أقوال أهل التفسير): ﴿لَیۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَیۡءٌ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡ أَوۡ یُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَـٰلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٢٨].

   ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳُﺮﺳﻲ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻴﻦ ﺛﺎﺑﺘﺘﻴﻦ، ﺣﺎﺩ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ:

• ﺃﻭﻻﻫﻤﺎ: ﺩﻋﻮﺓٌ إلى التوكُّل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﺩﻭﻥ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ؛ ﻓﺎﻟﻠﻪ ﷻ ﻭﺣﺪﻩ هو ﺍﻟﻤﺘﻜﻔّﻞ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺩﻭﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﷺ.. ﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُوا۟ فَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ عَلَیۡهِمۡ حَفِیظًاۖ إِنۡ عَلَیۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَـٰغُۗ...﴾؛ ﻓﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﺇﻻ ﺟﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻪ ﻧﺨﻄﻮ ﻭﻓﻖ ﻧﻬﺠﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺒﺪَّﻝ.

• ﻭالأخرى: ﻧﻘﺪ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺻﺮﻳﺢ ﻣﻦ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺰّﺓ ﻟﻨﺒﻴّﻪ ﷺ، ﺿﻤﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﻋﺪيدة ﻣﺴﻄﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺑّﻨﺎ ﷻ ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴّﻪ ﷺ ﻭﺣﻴًﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ؛ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺩﺭﺳًﺎ ﻭﺍﺿﺤًﺎ ﻟﻸﻣّﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ -ﻗﺎﺩةً ﻭﺃﻓﺮﺍﺩًا، جماعاتٍ ووُحدانًا- ﺃﻧَّﻪ ﻣﺎ من ﺃﺣﺪ ﻛﺎﺋﻨًﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳُﻨﺼﺢ ﺃﻭ ﻳُﻮﺟَّﻪ؛ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺃﺭﻓﻊ ﻗﺪﺭًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﷺ ﻟﻴﺴﺘﻨﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ!

ﺇﻧَّﻬﺎ ﺃُﻣَّﺔُ ﻣﻨﻬﺞ؛ ﻻ ﺃُﻣَّﺔُ ﺃﺷﺨﺎﺹ!