🏠︎ الرئيسة  »  كتابات  »  مع القرآن  »  آمَنوا.. ثم كفروا!

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ءَامَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ ٱزۡدَادُوا۟ كُفۡرࣰا لَّمۡ یَكُنِ ٱللَّهُ لِیَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلَا لِیَهۡدِیَهُمۡ سَبِیلَۢا﴾ [النساء: ١٣٧]

   مِثل هذه الآيات في كتاب الله ممَّا تقشعرُّ له الأبدان وتنخلع له قلوب المؤمنين الراسخين خوفًا ووجلًا، فكيف بغيرهم!

   فهؤلاء قوم أثبت الله لهم الإيمان مرَّتين في الآية -والله سبحانه لا يُثبِت الإيمانَ إلا لمن كان مؤمنًا حقًّا- ومع هذا، فقد زاغت قلوبُهم بعدما ذاقت حلاوة الإيمان! وضلَّت أقدامُهم عن طريق الحقّ بعد طول عناء ومجاهدة للوصول إليه، فكفروا مرَّتين.. ثم ازدادوا كفرا!

   العاقل لا يأمن على نفسه، ولا يركن إلى عمله، ويسأل ربَّه الثبات والنجاة ما كانت فيه أنفاس تسري؛ فإنَّه «ما من قلب إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أقامه، وإن شاء أزاغه»، «والميزان بيد الرحمن، يرفع أقوامًا ويضع آخرين إلى يوم القيامة».

ربَّنا لا تُزِغْ قلوبنا بعد إذ هديتنا! وهَبْ لك من لدنك رحمةً؛ إنَّك أنت الوهَّاب!