🏠︎ الرئيسة » كتابات » تغريدات » لغة لا تزال غضَّة متماسكة
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 26-08-2018
لكم أن تتخيَّلوا أنَّ هذه الأبيات البسيطة مبنًى ومعنًى عمرُها أكثر من ألفٍ وثمانِ مئةِ عام! وبرغم هذا، لديكم الآن القدرة على قراءة ألفاظها وفهم معناها:
تَحِنُّ إلى أوطانِها إبْلُ مالِكِ
ومِن دُونِها عرضُ الفلا والدكادِكِ
وفي كل أرضٍ للفتى مُتقلَّبٌ
ولستُ بدار الذُّلِّ -طَوْعًا- بِرامِكِ
ستُغنِيكِ عن أرضِ الحجازِ مَشارِبٌ
رِحابُ النواحي واضحاتُ المَسالِكِ
(مالك بن فهم الأزديّ، ت: ٤٠٣ ق.هـ=٢٣١م)
هذه المُواكَبة وهذا التماسُك ممَّا لا يتوافر لكثير من اللغات المعاصرة الأخرى، كالفرنسية مثلًا؛ فإنَّك لو عرضتَ نصًّا فرنسيًّا كُتب قبل ثلاثة قرون فقط على أحد الفرنسيين- لن يفهم منه شيئا!