🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » مشهورٌ وغنيٌّ.. أم فقيرٌ وسعيد؟
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 29-03-2015
سألني: أيَّهما تُفضِّل؛ أن تكون مشهورًا وغنيًّا أم فقيرًا وسعيدًا؟
فقلتُ: أمَّا الشهرةُ والغنى؛ فالنفس -بطبعها- تصبو إلى الشهرة وتميل إليها، إلَّا أنَّ العقل يُحتِّم عليها أن تبتعد عنها ما كان في إمكانها؛ فمَن شاهد بعينه عواقب الشهرة فيمن جرَّبها= سأل الله بإخلاص أن يُنجيه منها، وأن يجعل ذكره في ملأ أفضل من ملأ الدنيا.
إلَّا أن يستثمر المرءُ شهرته في غَرْسٍ طيِّبٍ يُبقيه في نفوس الناس. لكن.. يُخشى مع الشهرة على صاحبها من فتنةٍ في دين، أو تنازُلٍ عن مبدأٍ لمُناسَبة هوى الناظرين إليه، أو أن يُضيِّع حقَّ نفسه وأهله في خضمِّ ذلك كُلِّه. فإن استطاع مُوازَنةً بين غرس ما ينفع والاستعانة بالله على ما يُخشَى؛ فبها ونعمت، وإلَّا فلا يتصدَّرنَّ لما يُضيِّع عليه آخرتَه ودنياه.
والغنى مطلبٌ من مطالب النفس كذلك، تسعى إليه، وتحرص عليه. فتُلام أحيانًا؛ لانشغالها به عمَّا هو أهمُّ، وتُترَك أحايينَ أخرى؛ استغناءً عن الناس ومسألتهم.
وأمَّا الفقر والسعادة؛ فليسا بمتلازمين. وإنَّما تتحقَّق السعادة لمن قنع بما أعطاه الله إيَّاه، فقرًا كان أم غنًى.