🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » فانظروا عمَّن تأخذون دينكم!
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 01-07-2023
أظلَّنا زمانٌ أغبرُ تصدَّر فيه أدعياء علم وأعشار علماء يأخذون علمهم وأحكامهم عمَّا استقرَّ عليه هوى سلاطينهم لا ما استقرَّت عليه أحكام دينهم الذي اتشحوا بثوبه غدوًّا ورواحًا، ويتكلَّمون بالكلمة ابتغاء مرضاة سادتهم وكبرائهم، ونسوا أنَّ الله تعالى قريبٌ رقيبٌ لا يُخادَع!
وسبحان الديَّان العدل! أراقوا ماء وجههم على الأعتاب فأبدلهم الله بنور العلم ورحمته ظلمةً في وجوههم وقسوة في قلوبهم، وأذلُّوا أنفسهم على الأبواب فأبدلهم بعزَّة العلماء وهيبتهم ذلَّةً وصَغارًا في سمتهم وهيئتهم، واتخذوا دينهم وعلمهم مطيَّة لمكاسب دنيوية فنزع الله عنهم ستره وأخزاهم على رؤوس الأشهاد؛ حفظًا للعلم أن يعبث به العابثون ويتلاعب به المُضِلُّون، وحمايةً لطريقه القويم أن يتسع لغير أصحابه العاملين، ودلالةً للناس على أهل الأهواء لينأوا بأنفسهم ودينهم عنهم.
رُوي عن ابن سيرين رحمه الله: "إنَّ هذا العلمَ دينٌ، فانظروا عمَّن تأخذون دينَكم".