🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » خاطرة: عودة للحياة
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 30-12-2012
غفل عن ربّه لأيَّام..
فقَدَ ﻗﻠﺒَﻪ في ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺰﺣﺎﻡ
ﺿﺎﻕ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﺬﻧﺒﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﺲ..
وﺿﻌﻔﺖ ﻃﺎﻗﺘُﻪ ﻋﻦ ﻣُﺠﺎﻫَﺪﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ
تذكَّر حلاوةً كان مأواها بقلبه..
وسعادةً عاش بها في ظلّ طاعة ربّه
مدَّ يده إليه يريد أن يستردَّها..
لكنَّ ثمَّة قيدًا حال بينه وبينها!
ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﻫﺎﺗﻒ ﻳُﻨﺎﺩﻳﻪ:
عُدْ! باللهِ عُدْ.. لا تبتعدْ أكثر!
لكنَّ القيدَ كان مُسيطِرًا على قواه!
فجأةً!
تذكَّر ركنًا اعتاد أن يأوي إليه عند شِدَّتِه..
وبابًا مفتوحًا لم يدخله مرَّة إلَّا وأُجيب لحاجتِه
وقف يُصلّي ويُرتّل،
فجَرَتْ من مقلتيْه الدموع
وغمرت الآياتُ أركانَه بالخشوع..
فشعر أنَّها لحظة الولادة والرجوع
خرَّ ساجدًا بين يدي الربّ..
تذكَّر كُلَّ نعمةٍ قابلها بذنب!
فسأله العوْنَ والثباتَ على الدرب..
هنا.. وُلِد القلب!
وعاد من جديد إلى الحياة..
فسلَّم من صلاته في تصالُح مع مولاه
اندسَّ في فراشه لينام..
استيقظ من نومه مع الفجر بالتمام..
توضَّأ، وذهب مُسرِعًا ليُدرِك تكبيرة الإحرام..
فكان أوَّل ما ابتدأ بقراءته الإمام:
﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِینَ عَمِلُوا۟ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰلِكَ وَأَصۡلَحُوۤا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورࣱ رَّحِیمٌ﴾ [النحل: ١١٩]