🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » حب النفس ليس أنانية
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 12-07-2017
سألني: إلى أي مدى يمكن أن يحب الإنسان نفسه بدون أن يكون أنانياً؟
فقلتُ: إلى المدى الذي يجعله واثقًا من نفسه -في غير غرورٍ- واقفًا على مهاراته وقدراته التي منَحَهُ اللهُ، مُوظِّفًا إيَّاها في أبواب الخير والمنفعة والتعمير سواءٌ الخاصَّة أو العامَّة.
وليس من العيب -كما هو شائعٌ- أن يُحِبَّ الإنسانُ نَفْسَه؛ فالإنسانُ إذا أحَبَّ نفسه ووَثِقَ بقدراتها حلَّقَ بها في ساحات العطاء مُؤدِّيًا حقَّها وحقَّ الخالق وحقَّ المخلوقين. وعلى العكس من ذلك، إذا كَرِهَ نفسه عاش بها حِمْلًا ثقيلًا يترقَّبُ أقربَ محطَّةٍ للتخلُّص منها ومن الحياة بأَسْرها.
على أنَّ الإنسان عليه أن يُفرِّق بين حُبِّ النَّفْس الداعي إلى العطاء وحُبِّ النَّفْس الداعي إلى الشُّحّ والانطواء؛ وبين حُبِّ النَّفْس الداعي إلى الوثوق بها والوقوف على قدراتها لاستكمال المسير دون توقُّف وحُبِّ النَّفْس الداعي إلى الغرور والعُجْب الذي يقف بالإنسان حيث ظنَّ من نفسه إن لم يُؤخِّرْه.