🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » تحيَّة تقدير للمنتخب المغربي
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 15-12-2022
تحيَّة تقدير للمنتخب المغربي بعد الظهور المُشرِّف في كأس العالم قطر 2022؛ بيَّضوا الوجوه بيَّض الله وجوهكم، وقدَّموا صورة مُشرِقة أكملت اللوحة التي بدأت بريشة الدوحة.
وكل ساحة تُقدَّم فيها صورة مُشرِّفة حول الإسلام والمسلمين هي ساحة مطلوب الدخول فيها وترك بصمة خاصَّة دون تنازُل عن القيم والمبادئ.
أعلم أنّ قطاعًا ليس بالهيّن ينظر إلى كرة القدم على أنَّها مجال «تافه» وساحة لتغييب العقول، وهم مُحِقُّون؛ فهو مجال «تافه» بالفعل إذا ما قُورن بغيره، وساحة لتغييب العقول من حيث ما يُراد بهذا المجال.. وقد كانت هذه نظرتي نفسها حتى وقت قريب.
لكن ما زلنا نرى كل حين نماذجَ وصورًا مُشرِّفة غرَّدت خارج السرب فعرَّفت الناسَ الإسلامَ والمسلمين من خلال هذا المجال، وغيَّرت –أو قُل حيَّدت على الأقلّ– الصورة النمطية الخطأ التي يُروِّج لها الساسة والإعلام الغربي، وحافظت في الوقت نفسه على قيمها ومبادئها، واستثمرت وجودها ونجوميَّتها في إيصال رسائل قويَّة والدفاع عن قضايا الأمَّة أمام شرائح عريضة من الشباب لا تطالها يدُ الدعوة وإن امتدَّت.
وقد رأينا جميعًا المشاهد والصور التي كانت حديث العالم حول لاعبي منتخب المغرب ورفعهم الأعلام الفلسطينية، وبرّهم بآبائهم وأمَّهاتهم على مرأى ومسمع من الجميع، وإصرار بونو على الحديث بالعربية في المؤتمرات رغم إتقانه الإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وتحطُّم صنم متلازمة هيمنة الغرب وانهزام الشرق.. ولنا كذلك في أبو تريكة ومسعود أوزيل وكوناتيه وكثير غيرهم قديمًا وحديثًا خير دليل.
أخيرًا هو مجال من المجالات –علا شأنُه أم سفل– أرانا أنَّه لا يزال في إمكاننا تقديم شيء للعالم في غيره من المجالات، وأنَّنا لسنا بمعزل عن المنافسة كما يُراد لنا أن ننظر إلى أنفسنا.