🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » بين الفعل في الجملة والفعل الواقعي
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 14-11-2023
الفعل في الجملة العربية –من حيث لزومُه وتعدِّيه– يكاد يُطابِقُ فعلَ كُلٍّ منَّا في الحقيقة خارج الجملة..
فكما أنَّ فعل الواحد منَّا في الحقيقة قد لا يتجاوزُ نفعُه نفسَه؛ فكذلك الفعل اللازم لا يتعدَّى أثرُه فاعلَه (ومثالُه: صلَحَ الرجلُ).
وكما أنَّ فعل الواحد منَّا لا يكون نافعًا إلا حين يتجاوزُ نفعُه صاحبَه إلى غيره وإنْ واحدًا؛ فكذلك الفعل المُتعدِّي يتعدَّى أثرُه فاعلَه إلى مفعول به على الأقلِّ ويستحقُّ بهذا المفعول الواحد تسميتَه فعلًا مُتعدِّيًا (ومثالُه: أصلَحَ الرجلُ قومَه).
ومن الأفعال ما يتعدَّى فاعلَه إلى مفعولين وإلى ثلاثة مفعولات، فتجد الفعلَ في أوَّل الجملة وأثرُه بالغٌ آخرَها وكُلَّ ما مرَّ في طريق هذا الآخِر، وكذلك نحن: كُلَّما تجاوز نفعُ أفعالنا في الحقيقة غيرَنا كانت أذيعَ وأبقى وإن وارى صاحبَها الترابُ..
ورُبَّ رجلٍ مغمورٍ لا يعرفُه منَّا أحدٌ قابعٍ في خندقه يترقَّبُ أوانَ طلوعه غيرَ أنَّ أثرَ فعله بالغٌ مشارقَ الأمَّة ومغاربَها باقٍ ببقائها يُبشِّر بطلوع فجرها.