🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » بوَّابة الخيبات الأولى
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 13-09-2022
أكثر الخيبات والضربات التي يتلقَّاها الناسُ في طريقهم إنَّما تأتيهم بسبب سقف توقُّعاتٍ ما كان له أن يرتفع وبسبب عَشَمٍ زائدٍ لم يكن في محلِّه حيث وضعه صاحبُه.
والمؤمن فَطِنٌ، لا يُلدَغ من جُحرٍ مرَّتين؛ إن أخطأته فراستُه وخدعه حدسُه ابتداءً: فلا يُخطِئُه فهمُه ولا تخدعُه تجربتُه انتهاءً، وإن تلقَّى ضربةً من باب: فعليه أن يتلقَّف الرسائل المقصودة دون حاجة إلى ضربات أخرى..
رسالةً أولى: أنَّ الباب الذي توجَّهتَ إليه وعلَّقتَ عليه بِضعةً منك لم يكن الباب المنشود؛ فاحزم أمتعة قلبك وارتحل إلى باب آخر جدير بتعليق الآمال.
ورسالةً أخرى: ألَّا تحرم الناسَ بشاشةَ وجهك وإن لاقيتَ منهم ما لاقيتَ، ولا تظنَّنَّ السوء بعامَّتِهم؛ فقد كان الخطأ منك أوَّل مرَّة –إذ أسأتَ الظنَّ من حيث أحسنتَه، وخيَّبتَ بيديك أملًا كان مُتوهَّمًا– لا فيهم إذ تعاملوا بما تعوَّدوه وألِفوه، ظهرتَ في طريقهم أم لم تظهر!
فارأف بنفسك وارأف بالناس، ولا تَمتهِن قلبًا خلقه الله عزيزا!
يقول ابن القيِّم رحمه الله: "ومن علامات العارف: أنَّه لا يُطالِبُ ولا يُخاصِم، ولا يُعاتِب، ولا يرى له على أحدٍ فضلًا، ولا يرى له على أحدٍ حقًّا". [مدارج السالكين: 4/ 286]