🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » الهَمُّ.. سلاح ذو حدَّين
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 28-05-2023
الهمُّ مُلجِئٌ صاحبَه ومُضطَرُّه إلى إحدى عتبتين أو إلى كليهما: عتبة هروب، أو عتبة إنصات..
فإذا أراد الله بعبده المهموم خيرًا: فتح له باب طمع وعزٍّ –ولم يكُ مُوصَدًا– ليهرب إليه تائهًا مُتخبِّطًا ويخرج منه ناجيًا متماسكًا قد قضى أربه ووافقت نجواه سميعًا بصيرًا؛ فيستحيلُ الهمُّ في قلبه يقينًا وثباتًا واطمئنانا!
وإن أُريدَ بالمهموم غيرُ ذلك: هرب إلى ما دون ذاك من عتبات –إلى عتبات الشهوات، وعتبات الإنصات الباهت– تائهًا مُتخبِّطًا؛ فلا يكاد يُجاوِز عتبةً إلى غيرها إلا وقد احتمل همًّا على همِّه وازداد تيهًا وتخبُّطًا مع تيهه وتخبُّطه؛ كباسط كفَّيْه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه!
فإن تملَّكَك الهمُّ يومًا: فاستعِن بالله؛ تستغنِ وتُهدَ إلى أكرم المخارج وأعزِّها!
﴿وَمَن یُؤۡمِنۢ بِٱللهِ یَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ﴾ [التغابن: ١١]