🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » القرآن علاجٌ لبلاءاتنا
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 20-02-2023
عندما حلَّ بالناس ما حلَّ في زلزال تركيا وسوريا اعتصر قلبي ألمًا –ولا يزال– لما نزل بهم، وأحسب هذا ممَّا يُؤجر عليه المرء ما دام فوَّض الأمر إلى الله وسلَّم لحكمته واجتهد في استثمار هذا الألم تغييرًا في نفسه وفي من حوله؛ وقد قال الحبيب ﷺ: «ما يُصيبُ المسلمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزنٍ، ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشوكةِ يُشاكُها، إلَّا كفَّرَ اللهُ بها مِن خطاياه».
وقد حضرني في الأيَّام الأولى من هذا الابتلاء قولُ الله ﷻ: ﴿وَإِذَا مَاۤ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ فَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ أَیُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَـٰذِهِۦۤ إِیمَـٰنࣰاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَزَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَهُمۡ یَسۡتَبۡشِرُونَ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ كَـٰفِرُونَ﴾؛ إذ الناس في إثر كل ابتلاء وتمحيص فريقان: مؤمن مُسلِّم، ومريض مُرتاب.. جعلنا الله من أهل الإيمان والتسليم!
ثم خطر ببالي أمس كثرةُ الابتلاءات النازلة بعموم المسلمين في هذا الزمان، فحضرني قولُ الله ﷻ: ﴿أَوَلَا یَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ یُفۡتَنُونَ فِی كُلِّ عَامࣲ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَیۡنِ ثُمَّ لَا یَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ یَذَّكَّرُونَ﴾؛ لكن شككتُ في فاصلة الآية أكانت (يستغفرون) أم (يذَّكَّرون).. ففتحتُ المصحف لأجدها الأخيرة ﴿یَذَّكَّرُونَ﴾.
لكن ما فاجأني لم يكن فاصلة الآية وإن كانت تحتاج إلى وقفة وتأمُّل؛ إنَّما فاجأني أنِّي وجدتُ موضع الآية مباشرة بعد الآيتين اللتين حضرتاني في الأيَّام الأولى –وثلاثتُهنَّ في خواتيم سورة التوبة– ولم أكن انتبهتُ إلى هذا بادئ الأمر!
فانظر إلى ما بين الآيات الثلاث من علاقة، وتأمَّل هذا النسج المحكم في بيان لا يزال فيض أنواره يتجدَّد ويتَّسع للأزمنة والأمكنة والنفوس والأحداث على اختلافها وتبايُنها.