👤 محمد أحمد البكري  |  🗓 23-07-2018

   عظيمٌ هذا الرجل عظمةً لا يسعك معها إلَّا أن تقف مُجِلًّا إيَّاه أينما ورد اسمه وخُطَّ!

   ما مررتُ بذكره في موضع إلَّا ونزل من نفسي منزلة قلَّ أن ينزلها أحدٌ من المُحدَثين، وما ذاك إلَّا لعِظَم ما فُتح على الرجل به!

   وهو يُعَدُّ رائد فنِّ الصناعة المعجمية -بمفهومها الحديث- بلا سابق، وله الفضل على كل مَن ألَّف بعده في هذا الباب وصنع، تمامًا كما للخليل الفضلُ قديمًا بمعجمه على كل مَن ألَّف بعده من القدماء في باب المعاجم.

   وله فضل عليَّ بأن كان أحد من ألهموني فكرة رسالتي للماجستير حول وضع منهج ترتيب اشتقاقي يضمُّ مداخل الأفعال في المعجم إلى مداخل مُشتقَّاتها دون تفريق أو تشتيت، بدندنته حول هذه القضية في أكثر من موضع في كتابه الماتع «الجاسوس على القاموس».

أحمد فارس الشدياق (1805-1887)

(مصدر الصورة: أخي الكريم الأستاذ عبد الفتاح جمال الدرعمي)