🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » الرجال والتعبير عن المشاعر
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 02-05-2023
كأنَّ الرجال قد تطبَّعوا –مع دوَّامة مُجابَهة الحياة– على الكتمان وعدم السماح للمشاعر بالمرور إلى اللسان، حتى ليكاد الرجلُ يموتُ ولمَّا يُصرِّح لأخيه بمحبَّة يحملها في قلبه ومشاعر يُكِنُّها في نفسه!
نعم للرجال لغة تُعبِّر عن مشاعرهم وهي الأفعال العملية؛ وهذه هي اللغة المفهومة المُتعارَف عليها بين الرجال، ولا يكاد أكثرُهم يعرف لغةً غيرَها للتعبير عن المشاعر؛ لكن ممَّا يأسرني في إسلامنا –وكُلُّ ما فيه آسر– هذا السيل الذي جاء يجرف المشاعر الصُّلبة ويُعيد قلب الإنسان إلى أصل خِلقته مضغةً نابضةً بالحياة ويُخلِّصه من كل ما ينتسب به إلى الحجارة وقسوتها..
فهذا رجل يأتي إلى النبيِّ ﷺ يُصارِحه بمحبَّة يُكِنُّها لأخ له مشيرًا إليه من بعيد دون أن يبوح له بما في قلبه، فيقول –كما في سنن أبي داوود– يا رسولَ الله، إنِّي لأحبُّ هذا! فقال له النبيُّ ﷺ: «أعلَمتَه؟»، قال: لا. قال: «أعلِمْه». فلَحِقَه فقال: إنِّي أحبُّكَ في الله. فقال: أحبَّكَ اللهُ الذي أحببتَني له. وفي رواية، قال له النبيُّ ﷺ: «أعلِمْه؛ فإنَّه أَثْبَتُ للمودَّة بينكما».