🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » "ادعوهم لآبائهم".. صاحب الكلمة أوْلى بها
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 04-09-2017
لا تُؤذِ أخاك في غيابه فضلًا عن حضوره، ولا تدع أمانتك تفارقك ولو في كلمة!
وإذا أعجبك شيءٌ من حرف أخيك، فإنَّ من مبادئ الأمانة للمنقول عنه والصيانة للناقل أن ينسب ما نقل إلى صاحبه.
ولا يُنقِص من قدر الناقل أبدًا أن ينسب الكلمة إلى صاحبها؛ فصاحبُها أَوْلى بها بما فتح اللهُ عليه وبسبقه إليها؛ وإنَّما يُخشى على الناقل أن يُنقِص من قدره وأمانته عدمُ نسبته الكلمةَ إلى صاحبها.
﴿ٱدۡعُوهُمۡ لِـَٔابَاۤىِٕهِمۡ هُوَ أَقۡسَطُ عِندَ ٱللَّهِ﴾
يقول ابن المُقفَّع (ت. 142هـ) في "الأدب الكبير":
"إن سَمِعتَ مِن صاحبك كلامًا أو رأيتَ منه رأيًا يُعجِبُك؛ فلا تَنتَحِلهُ تزيُّنًا به عند الناس، واكتفِ مِن التزيُّن بأن تَجتنِيَ الصوابَ إذا سَمِعتَه وتَنسُبَه إلى صاحبه.
واعلَم أنَّ انتحالَك ذلك مَسخَطةٌ لصاحبك، وأنَّ فيه مع ذلك عارًا وسُخفًا.
فإن بلَغَ بك ذلك أن تُشيرَ برأي الرجل وتتكلَّمَ بكلامه وهو يسمع؛ جمعتَ مع الظلم قِلَّةَ الحياء. وهذا من سوء الأدب الفاشي في الناس.
ومِن تمام حسن الخلق والأدب في هذا الباب: أن تسخوَ نفسُك لأخيك بما انتحل مِن كلامك ورأيك، وتَنسُبَ إليه رأيَه وكلامَه، وتُزيِّنَه مع ذلك ما استطعت".