🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » إعراب العدد علامة على الفصاحة
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 25-05-2024
إذا رأيتَ الرجل يُعرِبُ العدد إعرابًا صحيحًا في أثناء حديثه دون لحن فاشهد له بالفصاحة ولا تَسْتَقْصِ ما دون العدد من أبواب.
والعكس ليس بلازم؛ فإنَّ باب العدد ممَّا يلحن فيه كبار وجهابذة؛ بل إنَّ كثيرين يلجؤون فيه خاصَّةً إلى العدول من الفصحى إلى العامية مخالفين ما التزموه طوال حديثهم، وما ذاك إلا أنَّ باب العدد بابٌ مُتشعِّبةٌ مسائلُه التي على المُتحدِّث مراعاتُها مُجتمِعةً دون إخلال بإحداها ليأتي به على الوجه الصحيح؛
فهو -فوق ما في التحدُّث من هيبة وشواغل أخرى- ناظرٌ إلى:
١. إعراب العدد بحسب موقعه: رفعًا ونصبًا وجرًّا، سواءٌ أكان إعرابًا أصليًّا أم فرعيًّا. (وهنا يستوي العدد مع الأبواب الأخرى)
٢. موافقة العدد معدودَه في النوع من عدمه: من حيث التذكير والتأنيث.
٣. قسم العدد في الاسمية: من حيث الإعراب والبناء.
٤. المعدود بعده من حيث "العدد": أيكون مفردًا أم جمعًا.
٥. إعراب المعدود: أمنصوب هو أم مجرور.
وهو ممَّا يحتاج إلى رياضة ودُربة وتكلُّف مستمرٍّ كما ترى حتى يصير سجيَّةً في الكلام وطبعًا؛ ولهذا أنصح الطلاب دائمًا بالاستثمار في هذا الباب ترويضًا للملَكة اللغوية العامَّة وتحسينًا لقدرتهم على إتقان الحديث بالفصحى.