🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » أيها الخطيب، هذا منبر رسول الله ﷺ!
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 11-10-2018
مِن نكد الدنيا أن تصدَّر للخطابة في زمننا هذا كُلُّ من هبَّ ودبَّ دون أن يمتلك الحدَّ الأدنى من مُقوِّمات التحدُّث بله الخطابة!
خطيب جمعةٍ موضوعُ خطبته "عِبَر من حياة الصدّيق أبي بكر رضي الله عنه" -كما أخبر في مبتدأ خطبته- قضى أكثر من نصفها في السباحة بعيدًا من موضوع الخطبة بالتدليس على رسول الله ﷺ ولَيِّ عنق الأحاديث لتكون على مقاس فهمه ومنهجه القميء البالي!
وما يزيد من نكدك أن يخترق أذنَك طوال الخطبة فواعلُ منصوبةٌ ومفعولاتٌ ومجروراتٌ مرفوعة! فلا الخطبةُ استقامت شكلًا ولا هي سلمت موضوعًا وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون!
قلَّ أن تجد خطيبًا يهتك عِرض اللغة على المنبر ثم هو مُلِمٌّ بما يتحدَّث فيه إلمام فهم وفقه!
أيُّها الناس! من قام منكم خطيبًا ووضع قدميه موضع قدمَي رسول الله ﷺ على منبر من منابره فليؤدِّ الأمانة بحقّها، ولا يكوننَّ مُدلِّسًا على رسول الله ﷺ؛ فقد توعَّد الكاذب عليه مُتعمِّدًا بتبوُّء مقعده من النار، ولا يتكلَّم إلا بما يعلم ويفهم وإن كان قليلًا؛ فإنَّ المتحدِّث عليه قبل أن يُحدِّث الناس بما تفهم أن يفهم هو ما به يُحدِّث، وليتعلَّم ما يُقيم به لغتَه وفهمَه، وليُحدِّث الناس بما ينفعهم في شؤون دنياهم وأخراهم وبما يُصلِح قلوبهم.. والله المستعان.