🏠︎ الرئيسة » كتابات » تدوينات » أقربُ الأساتذة إلى الكمال.. وأبعدُهم منه
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 13-01-2018
أقرب الأساتذة الأكاديميّين إلى الكمال وإلى قلوب طلابه -وقِسْ في ذلك على كل ميدان- هذا الذي يأخذ بيد طالبه؛ يدفعه في ظهره، ويُشجِّعه، ويُقدِّره، ويُنصِفُه، ويحلم عليه، ويُثني على عمله، يطرح عليه مواطن القُوَّة في عمله قبل مواضع الخلل، غير مُستنكِفٍ أن يُنصِف مجهوده، مُوقِنًا أنَّ نجاح طالبه هو في المقام الأوَّل نجاحٌ له وحصادٌ لغرس يده.
وأبعد الأساتذة الأكاديميّين من الكمال ومن قلوب طُلَّابه -وقِسْ مرَّةً أخرى على كل ميدان- هذا الذي ينأى بوجهه عن طالبه، يدفعه في صدره، يُكسِّر مجاديفه، ويُهوِّن من عمله، يعرض عليه مواطن الخلل في إطار واسع إلى جوار إطار حييٍّ للإيجابيَّات لا يكاد يُرى، مُتعامِلًا مع طالبه وكأنَّه عدوٌّ لدود جاء يأخذ رُوحه منه، لا طالب علم جاء يأخذ علمه عنه!
هذا الأوَّل -وما أقلَّه!- نعمةٌ! إذا منَّ الله به عليك في طريقك؛ فعَضَّ عليه بنواجذك، واتبع موطئ قدميه، وإن استطعت أن تخدمه بقلبك قبل جوارحك فافعل؛ فهو العالم الذي أخذ رسالة العلم بحقِّها، وهو أبقى ذكرًا وأنفع أثرا.
وهذا الأخير -وما أكثره!- نقمة! إن ابتلاك الله به؛ فاصبِرْ عليه، ولا يدفعك جهلُه ونكرانُه إلى وأد ما وهبك الله من مواهب وأدوات تعلمها من نفسك، وليكن جهلُه دافعًا لك على المواصلة والمثابرة؛ فإنَّ العثرة سرعان ما تتلاشى لمن تابع طريقه غير عابئ بها!