🏠︎ الرئيسة » كتابات » مشاركات صحافية » قصيدة في جفنك الشوق
👤 محمد أحمد البكري | 🗓 22-05-2020
مجلَّة النهضة | عدد مارس-أبريل (آذار-نيسان) 2024م
القصيدة كُتبت في مايو/أيار 2020م
نَصُّ القصيدة [مِن البسيط]:
في جَفنِكَ الشوقُ أم في جَفنِكَ الأرَقُ
والغائبون شُهودٌ؛ عنكَ ما افترقوا
هم ودَّعوكَ دُجًى.. أم أوْدعوكَ لَظَى
قَدَّ النُّعاسَ.. فـ(ثَوْبُ الصبرِ مُنخرِقُ)
ليلُ الغريبِ طويلٌ طُولَ غَيْبَتِهمْ
فاسدِلْ جُفونَ كَرًى أعياهما البَرَقُ
كُلُّ الحضورِ غيابٌ في حضورِهمُ
كلُّ الغيابِ حضورٌ ما له وَرَقُ!
كَمْ بِتَّ تَرقُبُ للإشراقِ طلعتَهُمْ
فاستأخروا.. وقضَيْتَ الوقتَ تَسترِقُ
كَمِ ادَّعَيْتَ سُلُوًّا عن مُكابَدةٍ
كتَّمتَها.. فبَرَاكَ الوَجْدُ تَحترِقُ!
غالبتَ -ما اسطعتَ- بَوْحًا فيهمُ.. فأبى
لَيْلٌ خؤونٌ سوى أن تَغلِبَ الحُرَقُ!
فاحشِد شتاتَكَ؛ إنَّ السائرين على
دَربِ الحنينِ مضَوْا مُذ حارَتِ الطُّرُقُ
واسلُكْ سبيلَكَ رَهْوًا غيرَ مُكترِثٍ
عند الوصولِ يَهُونُ الكَدُّ والعَرَقُ
لم يَحسُدِ الناسُ قَبْلًا غيرَ مَن عَشِقُوا
وَدَّ الخَلِيُّ لَوِ الألفافُ تَفترِقُ!
فقُل لصَبٍّ أطاعَ -الدهرَ- عاذلَهُ:
أضعتَ عُمْرَكَ لَهْثًا خلفَ مَن مَرَقوا!
وقُل لمَن ضيَّقوا كونًا بأوسَعِهِ:
هذا اللقاءُ! فكُفُّوا اللَّوْمَ واحترِقوا
قد يَجمَعُ اللهُ أشتاتًا وقد حَسِبوا
يأسًا- بأنَّ جميعَ الأرضِ مُفترَقُ