لا.. لم نَعُد مِثلَ الذي كُنَّا!

هانت أماني الأمسِ.. أم هُنَّا!

أبتي.. تُرى، هل ما تُحدِّثُنا

عنه صِغارًا.. نحن قد بِنَّا؟

ضاعَ الطريقُ على مُذلِّـلِـهِ؟

أم هَدَّتِ الأيَّامُ ما صُنَّا!

أرخَتْ صُروفُ الدهرِ شِدَّتَنا؟

أم بَعدَ لَأْيِ عزيمةٍ لِنَّا!

باعَ الصديقُ عُهودَنا بَخْسًا؟

أم -دون وعيٍ- عَهدَهُ خُنَّا!

كُلُّ الوُعودِ اسَّاقطَتْ عَلَنًا!

كُلُّ المُرجَّى أخلَفَ الظَّنَّا!

الأمنياتُ عذابُ خَلوَتِنا!

والذكرياتُ مُدًى بنا.. مِنَّا!

لاحَ البريقُ.. وفي المَدى حُجُبٌ

فانزاحَ يعدو.. وانجلى عنَّا!

ومضى حديثُ النفسِ يا أبتي:

لا.. لم نَعُد مِثلَ الذي كُنَّا!